حذر الشيخ ناجح بكيرات، المدير السابق للمسجد الأقصى، من "التأثيرات الخطيرة"، للقرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، على وجود المسجد.
وقال الشيخ بكيرات، الذي يشغل حالياً منصب، رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث:" أعتقد أنه يراد من هذا القرار أن يساهم بشكل كبير في تغيير القداسة، من قداسة إسلامية إلى يهودية، ولو بالتدريج عبر الزمن".
وشكك بكيرات في تصريح الرئيس الأمريكي، بأن القرار لن يؤثر على الوضع القائم في المسجد، وقال:" أعتقد أن تصريحات ترامب هي ليست سوى تخدير للأمة للتمهيد للمرحلة القادمة، فأنا أثق تماماً أن سياسة ترامب هي من سياسة نتنياهو، فهم لا يفترسون الفريسة مرة واحدة، وإنما على مراحل".
ودعا بكيرات إلى مساندة الفلسطينيين في القدس في رفضهم لاستهداف الاحتلال للمسجد الأقصى والقدس، وقال:" لا يجب التعويل فقط على أهل القدس فقط للنزول إلى الشوارع كي يتغير القرار، يجب مساندتهم من قبل قوى قادرة على التغيير".
وأضاف:" مطلوب من الدول الإسلامية الاهتمام بالقدس، وأن يضعوها على سلم أولوياتهم، وألا يكتفوا بالكلمات والمؤتمرات، لأن القدس اليوم بحاجة إلى فعل وليس إلى كلام".
ورأى أن دولة الاحتلال ، تسعى إلى "خلق مدينة يهودية داخل القدس، برموز يهودية".
وقال:" القرار الأمريكي يمهد لتشكيل رؤية جديدة للمسجد الأقصى".
وأضاف:" إنهم يسعون إلى نزع القدسية عن الأقصى، وبعد فترة، اذا نجح هذا القرار الأمريكي، لن يبقى المسجد مكاناً إسلامياً مقدساً وانما سيجعلونه مكاناًيهودياً ، ولو بالتدريج عبر الزمن".
وتابع:" جاء القرار بعد أن تمكن اليهود من إقناع الكنيسة البروتستانتية بأنهم إذا ما أخذوا القدس، وأقاموا معبد الهيكل (مكان المسجد الأقصى)، فإن المسيح سينزل وبالتالي سيعيشون فترة ذهبية".
وقال:" المتصهينون المسيحيون في الولايات المتحدة، هم من دفعوا الرئيس الأمريكي لاتخاذ هذا القرار ".
ورأى أن هذا الأمر ينذر بخطر كبير جداً، ليس فقط على المسجد الأقصى وإنما على القضية الفلسطينية ككل وعلى العالم العربي والإسلامي.
وحذر من أن دولة الاحتلال ستسعى في حال تم تمرير هذا القرار، إلى السيطرة بشكل كامل على الأقصى، وليس فقط تقسيمه بين المسلمين واليهود "زمانياً، ومكانياً".
وأضاف:" أعتقد أن هذا القرار سيتجاوز التقسيم الزماني والمكاني فهو سيبقى يلوح في الأفق حتى تحين ساعة الصفر ويفرض فيه واقع خطير جداً ففجأة نشاهد أن المسجد قد انتهى ونجد مكانه شيئاً آخر".
وشكك في تصريحات ترامب، بأن هذا القرار لن يؤثر في الوضع الراهن، وقال:" هذا كلام للاستهلاك الإعلامي ولمحاولة التخفيف من وطأة هذا القرار".
وأضاف:" ما يجري هو ترويض للفكر و للرؤية، فاليوم القدس عاصمة (إسرائيل)، وغداً سيقال إن من حق اليهود الصلاة في المسجد، ومن ثم سيقال إن من حقهم أن يكون لهم مكان للتوراة".
وتابع:" نحن أمام استغلال للزمن و للواقع الموجود، وأنا أعتقد ان ترامب كاذب من الأساس، ورئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أكثر كذباً، وبالتالي لا يمكن أن نأمن لمثل هذه القرارات".
وأكد بكيرات أن المسجد الأقصى "حق خالص للمسلمين ولا يمكن أن يبقى مسجداً إلا إذا قام أهله بالحفاظ عليه وقامت الأمة العربية والإسلامية بمقاطعة أمريكا و(إسرائيل) ومحاكمتها".
ورأى أن قرار ترامب تجاوز في خطورته "كل جرائم الحرب التي ارتكبتها (إسرائيل) سواء من خلال الحفريات في محيط وأسفل المسجد الأقصى والبلدة القديمة والاستيطان وهدم المنازل".
وقال:" لقد أعطى القرار صك براءة لـ(إسرائيل) على كل جرائمها وتفويضاً كي تفعل في المستقبل في المدينة ما تشاء، ولذلك أعتقد أن تصريحات ترامب هي ليست سوى تخدير للأمة للتمهيد للمرحلة القادمة ".
وحول ردود الفعل الشعبية العربية والإسلامية والفلسطينية على هذا القرار، قال بكيرات:" لقد كان الرد من القدس على قرار الرئيس الأمريكي سريعاً جداً ومنها انتشر في الكثير من الدول العربية والإسلامية".
وأعرب عن أمانيه في "استمرار هذا التظاهر، ونزول الناس إلى الشوارع".
وقال:" أتمنى أن تكون هناك انتفاضة عالمية حتى تفهم الولايات المتحدة أن القدس ليست قراراً بيد ترامب يوقع عليه وإنما هي عقيدة".
وأكمل:" القدس لم يزرع فيها ترامب ولا نتنياهو لا تيناً ولا زيتوناً، فالذي بناها ويسكنها هم أهلها وبالتالي أتوقع أن تستمر هذه الاحتجاجات حتى تسفر عن إلغاء القرار".
ورأى أن مواجهة هذا القرار، يجب أن "يعتمد على برنامج يرتكز على 3 عناصر، الأول هو القوة المحركة القادرة، والثاني هو التخطيط ووجود برنامج لما يجري، وثالثاً اشتراك الشعوب والدول في تنفيذ الرؤى والبرنامج".