فلسطين أون لاين

​في ذكرى انطلاقتها الـ 30

الاحتلال يغيّب قادة حماس عن المشهد السياسي في الضفة

...
غزة - نور الدين صالح

عند كل احتفالية أو حدث سياسي يتعلق بحركة حماس تحديداً، لا تتوانى قوات الاحتلال الإسرائيلي عن شن حملة اعتقالات واسعة في صفوف قياداتها من مختلف مدن الضفة الغربية المحتلة بصورة "تعسفية وهمجية".

قوات الاحتلال استبقت الاحتفال بالانطلاقة الـ 30 لحركة حماس، بشن حملة اعتقالات طالت مدنَ وقرى ومخيمات الضفة، تجاوزت 35 معتقلا بينهم القيادي في حركة حماس حسن يوسف، إلى جانب عدد من المعتقلين في بلدات وأحياء القدس المحتلة.

وتحمل حملة الاعتقالات "المسعورة" أهدافاً يسعى الاحتلال لتطبيقها فعلياً؛ الأول يتمثل بتغييب رموز قادة حماس بالضفة عن المشهد السياسي، والثاني احتواء غضب أهالي الضفة وحرف البوصلة عن انتفاضة القدس المُندلعة في الوقت الراهن.

المتتبع للتاريخ، يجد أنه منذ عام 1987 والاحتلال يمارس مثل هذه السياسة الرامية لاعتقال قادة حماس وتغييبهم عن الساحة الفلسطينية، عند اشتعال أي شرارة انتفاضة بين الفلسطينيين والاحتلال.

القيادي في حركة حماس بطولكرم والنائب في المجلس التشريعي فتحي قرعاوي، أكد أن هذه الحملة ليست الأولى ضد نشطاء الانتفاضة وخاصة قيادات حركة حماس.

وقال قرعاوي خلال اتصال هاتفي مع صحيفة "فلسطين": إن "الاعتقالات لم تتوقف مطلقاً، لكن بهذا الشكل تشير إلى تخوف الاحتلال من استمرار انتفاضة القدس المُندلعة، خاصة بعد مراهنات قادة الاحتلال على عدم استمرارها".

وأوضح أن استمرار الانتفاضة وانعكاساتها في الدول العربية والاسلامية، أربكت حسابات الاحتلال ودقت ناقوس الخطر لدى قادته، خاصة من القيادة الشبابية التي تقودها.

وأوضح أن الاحتلال يمر بحالة من التخبط وفقدان السيطرة في الوقت الراهن، فيما لم يستبعد أن تستمر هذه الحملات خلال الأيام المُقبلة.

وفي ذات السياق، عّد القيادي في حماس، حملة الاعتقالات الأخيرة "نوعا من تغييب القيادات المتحركين خاصة في النشاطات الميدانية وتنسيق المهرجانات في الضفة".

وشدد على أن "هذه الإجراءات الإسرائيلية لن تؤدي للتراجع عن إحياء الذكرى الثلاثين لانطلاقة حماس في مختلف مدن الضفة المحتلة".

إفشال الانطلاقة

من جانبه، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي محمود مرداوي، أن اعتقالات كوادر حماس في الضفة "محاولة من الاحتلال لإفشال احتفالات الانطلاقة".

وقال مرداوي خلال حديثه مع "فلسطين"، إن الاحتلال بات يدرك مدى التفاف المواطنين حول حركة حماس في مدن الضفة "وهو يسبب له حالة من القلق والإرباك"، وفق تعبيره.

وبيّن أن الاعتقالات متركزة على الرموز والقائمين على الإعداد والمشاركة في هذه الاحتفالات، لذلك فهو يعمل على إفشالها والتأثيرات المترتبة عليها.

وأشار إلى أن الاحتلال أرسل العديد من التهديدات لبعض القيادات الأخرى في الضفة، لكنه لم يستبعد أن يكون هناك حضور واسع في احتفالات الانطلاقة.

وفي سياق ذي صلة، فقد رأى مرداوي، أن زيادة وتيرة الاعتقالات في صفوف حماس تندرج في إطار محاولة منع تطوير البيئة التي تخرج عمليات تضامنية ومستنكرة لما يجري في القدس.

وعد الحملة الأخيرة "استكمالاً لحملات الاعتقالات السابقة، التي تهدف إلى منع توسع انتفاضة القدس وتأجيج نارها"، وفق رأيه.

تجدر الإشارة، إلى أن سلطات الاحتلال كثفت من حملات الاعتقالات في صفوف المواطنين بشكل عام، وقادة الفصائل الفلسطينية في الضفة، لا سيما أن حماس كان لها نصيب الأسد، منذ بداية انطلاق انتفاضة القدس، التي اندلعت عقب اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي.