انتقدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحركة الجهاد الإسلامي، تصريحات لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة، قال فيها إنه لا يعتقد أن خيار المقاومة المسلحة "مطروح بشكل جدي الآن".
وقال عضو المكتب السياسي لـ"الشعبية" رباح مهنا، في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، أمس، إن كلام القدوة بهذا الشأن "خاطئ"، مضيفا: "نحن شعب محتل نقاوم الاحتلال بكل أشكال المقاومة المتاحة بما فيها المسلحة".
وبشأن حديث القدوة خلال تصريحات متلفزة عن التمسك بما أسماه "خيار السلام" والاستعداد لـ"عملية تفاوضية شريطة أن تكون هناك مواقف واضحة على أسس سليمة لهذه العملية بما في ذلك حل الدولتين" على أساس ما يعرف بحدود 1967، قال مهنا: "أعتقد أنه مخطئ جدا كل من يعتقد أنه لا يزال هناك خيار سلام مع (إسرائيل) خاصة في هذه المرحلة التي تحكمها الحكومة الأكثر يمينية والتي تُؤيَّد من أمريكا بشكل كبير".
وأوضح مهنا أنه "لا مستقبل لأي عملية سلام"، مؤكدا أن اتفاق أوسلو تم قبره، وأن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء الماضي، بالاعتراف بالقدس المحتلة "عاصمة" لدولة الاحتلال الإسرائيلي، "وضع المسمار الأخير" في نعش هذه العملية.
وتابع: "من يراهن على عملية سلام هو يكابر وهو مخطئ ويضيع الوقت والفرص على الشعب الفلسطيني".
وطبقا للبيان الختامي لمؤتمر فتح السابع، الذي تلاه القيادي في الحركة عبد الله الإفرنجي، أقر المؤتمر وثيقة تقدم بها رئيس السلطة وحركة فتح محمود عباس في 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 ا لتصبح برنامجا سياسيا للحركة، تركز على "التمسك بالسلام كخيار إستراتيجي لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وشرق القدس عاصمتها، إلى جانب دولة (إسرائيل)، بأمن وسلام وحسن جوار، والتمسك بالثوابت الفلسطينية"؛ على حد ما جاء في البيان.
وبشأن اتخاذ فتح التسوية -التي سبق لعباس أن أقر بعدم حصول تقدم فيها- "خيارا استراتيجيا"، قال مهنا: "هذه إحدى الصعوبات في طريق وضع خطة وطنية متفق عليها نسميها برنامج الحد الأدنى، لكن هذا لا يعني أننا سنوقف محاولاتنا للوصول لهذه الخطة الوطنية".
وشدد على أن الوحدة الوطنية، "ضرورة من ضرورات الاستمرار في معركة الحرية والاستقلال ضد عدونا الصهيوني".
من جهته، اعتبر المتحدث باسم "الجهاد" داود شهاب، ردا على كلام القدوة بشأن المقاومة المسلحة، أن الأخير "يتحدث عن نفسه"، قائلا إنه "لا يتحدث باسم الشعب الفلسطيني".
وأكد شهاب لصحيفة "فلسطين"، أن رأي القدوة "ليس ملزما للشعب الفلسطيني"، موضحا أن الشعب "اختار طريقه، وداس على مسيرة التسوية وما يسمى بعملية السلام، وداس على اتفاق أوسلو بأقدامه التي داست على أعلام أمريكا و(إسرائيل)".
وشدد على أن كل الخيارات متاحة أمام الشعب الفلسطيني "الثائر الغاضب" بما في ذلك المقاومة المسلحة.
وتمم شهاب بأن عملية طعن حارس في جيش الاحتلال غربي القدس أمس، استمرار للعمل المقاوم، قائلا في الوقت نفسه: "هناك المزيد إن شاء الله".