فلسطين أون لاين

​"القدس" تتصدر اهتمامات الإعلام العربي والدولي

...
القدس المحتلة (أ ف ب)
غزة - عبد الرحمن الطهراوي

منذ الساعات الأولى التي أعقبت إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الإسرائيلي تداعت وسائل الإعلام المحلية والعربية، وكذلك العالمية، للوقوف على عواقب الحدث، وتغطية الخطوة التي لم يتجرأ على اتخاذها أي رئيس أميركي من قبل.

وما إن أنهى ترامب خطابه المتلفز حتى بدأت الوسائل المحلية متابعة عاجلة للتظاهرات الشعبية التي خرجت بعفوية في مختلف الأراضي الفلسطينية، مع تحليلات لانعكاسات الإعلان على القضية والصراع مع الاحتلال، قبل أن تدخل في تغطية إعلامية مفتوحة.

وعلى المستويين العربي والدولي خصصت عدة وسائل إعلامية مساحات واسعة للوقوف على أصداء الإعلان، فأطلقت قناة "الجزيرة" الإخبارية ملفًّا خاصًّا بعنوان: "القدس.. نكبة جديدة"، مع الدخول في تغطية مفتوحة، بعد أن اكتست الشاشة الرئيسة لموقعها الإلكتروني باللون الأسود بضع ساعات.

وطغى اعتراف الرئيس الأميركي على جل عناوين الصحف والمجلات الأميركية والغربية، وأجمعت كلها تقريبًا على أن هذا القرار سيكون له عواقب إقليمية وخيمة، وعدته خطأ كبيرًا.

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرًا بعنوان: "حلفاء أميركا وشركاؤها يدينون بمجلس الأمن الدولي قرار ترامب بشأن القدس"، أما أسبوعية "فوكوس" الألمانية فقالت: "قرار ترامب يهدد أوروبا و(ناتو)".

خطاب نوعي

الكاتب الإعلامي سامر عنبتاوي بين أن التغطية الإعلامية الداخلية والخارجية كانت على مستوى الحدث منذ اللحظات الأولى، وأوجدت سريعًا حالة من الزخم الإعلامي المتزايد على المستويين المحلي والعربي ضد إعلان ترامب.

وقال عنبتاوي لصحيفة "فلسطين": "يجب على الوسائل المحلية تقديم خطاب منهجي قائم على ثلاثة مرتكزات، يتعلق الأول بضرورة المتابعة الفورية لجميع الأحداث من تظاهرات واحتجاجات ضد قوات الاحتلال عند نقاط التماس، في سبيل الحفاظ على الزخم الشعبي الرافض لإعلان ترامب". وأضاف عنبتاوي: "يمكن القول إن الجمهور الفلسطيني يعي جيدًا حجم الخطر الذي يحاك على قضيته، ومن هنا تبرز أهمية المرتكز الثاني المتعلق بتقديم خطاب نوعي يركز على الأبعاد القانونية والدولية لإعلان ترامب، ويربط قضية الدفاع عن القدس بالعالمين العربي والإسلامي".

وأشار إلى أن المرتكز الثالث لتغطية محلية ناجحة مرتبط بتنسيق الجهود بين الوسائل المختلفة (المرئية والمكتوبة والمسموعة ووسائل التواصل الاجتماعي) من أجل تقديم رسائل إعلامية تعتمد على التكاملية، وذات أبعاد وطنية بحتة.

تباين في المحتوى

عن التغطية الإعلامية الخارجية ذكر أستاذ الإعلام في جامعة القدس أحمد عوض أن مختلف الوسائل العربية والدولية قدمت تغطية إعلامية تتماشى مع مستوى الحدث وعواقبه على القضية الفلسطينية أولًا، وعلى منطقة الشرق الأوسط ثانيًا.

وقال عوض في حديث لصحيفة "فلسطين": "مع التغطية المقبولة، التي تصب في مصلحة إعادة الزخم إلى القضية الفلسطينية، كان التباين في المحتوى المقدم ونقاط الاهتمام حاضرًا، وذلك لاختلاف السياسيات التحريرية لكل وسيلة، ووجود أبعاد سياسية خفية وراء كل تغطية".

وعلى صعيد التغطية الدولية بين أن جل الوسائل الغربية وقفت منذ الساعات الأولى ضد إعلان ترامب، فعملت فورًا على تبيان حجم المخاطر المترتبة على الإعلان، وحاولت إظهار شخصية الرئيس الأميركي زعيمًا يتعالى على القرارات الدولية والمؤسسات الأممية.

وأرجع عوض سبب وقوف الإعلام الغربي ضد ترامب إلى كونه يرى إعلان الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان العبري تهديدًا للسلم العالمي، وخشية أوروبا أن يتسبب الإعلان بموجة غضب تدفع جزءًا كبيرًا من ثمنها.

وقالت دورية (لوموند) الفرنسية في افتتاحيتها: "الرئيس الأميركي باتخاذه قراره بشأن القدس تعدى على قواعد الدبلوماسية، ورمى عرض الحائط بالاتفاقات السابقة، وعزل نفسه أكثر؛ فقراره هذا بكل بساطة جريمة في حق الديمقراطية وسيلةً لفض النزاعات".

وكتبت صحيفة (تايمز) البريطانية: "العالم الإسلامي ينفجر باحتجاجات ضد قرار ترامب بشأن القدس"، ونشرت (إندبندنت) مقالًا تحت عنوان: "بقراره بشأن القدس ترامب أثبت مدى جهله بالشرق الأوسط".