فلسطين أون لاين

هنية يعلن انطلاق انتفاضة "حرية القدس والضفة" غداً

...
إسماعيل هنية اليوم (أ ف ب)
غزة - فاطمة الزهراء العويني

أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الحركة ستعمل على انطلاق انتفاضة في وجه الاحتلال ، قائلاً :" لا يوجد اليوم أنصاف حلول ولا التحرك في المربعات الضيقة ، لنطلق العنان لكل شعبنا الفلسطيني ليعبرعن الغضب وحقه الأزلي في القدس وكل فلسطين".

وقال هنية - خلال مؤتمر صحفي له اليوم بخصوص قرار ترامب - ::" أدعو لأن يكون يوم غداً في ذكرى انتفاضة الحجارة ، يوم غضب وتجديد العهد مع القدس والأقصى ، وانطلاقاً لانتفاضة حرية القدس والضفة، فنحن كما حررنا غزة قادرون على تحرير القدس بهذا النضال الشعبي".

وتابع :" ليكن غداً القدس لنا والأرض لنا ، وبداية انتفاضة لشعبنا في وجه الاحتلال، فنحن لسنا في مأزق، فالمأزق لمن دخل في نفق التسوية لمن راهن على الاحتلال والإدارة الأمريكية ، فلا وقت للنزاع وعلينا أن ننهي كل القضايا و التفاصيل بسرعة لنتفرغ للقدس والأقصى".

ودعا جماهير شعبنا في مختلف مناطق تواجده لمواصلة هبته الشعبية ، لكي يدرك ترامب أنه سيندم ندماً شديداً على هذا القرار، وأنه لا مناص لنتنياهو وحكومته من غضبة شعبنا وأمتنا.

وأضاف :" القرار الذي اتخذته الادارة الأمريكية أخرق ظالم باعتراف مزعوم بأن القدس عاصمة لما يسمى بالكيان الصهيوني ".

وأضاف :" نتحدث في ذكرى انتفاضة الحجارة التي انطلقت في عام 87 حيث تزامن القرار الجائر مع الذكرى المباركة ، توافقات إلهية تشي بأن شعبنا الفلسطيني قدره أن يكون دائماً في مواجهة هذه المؤامرات والتحديات بالانتفاضة والمقاومة والصمود والثبات على أرضه المباركة وعلى ثوابته الوطنية والإسلامية الثابتة ".

وأردف قائلاً :" هذه الانتفاضة المباركة التي انطلقت في ظل ظروف صعبة ومعقدة في ذلك الوقت شبيهة بالظروف الحالية وتعقيداتها وتحدياتها، ولكن الشعب الفلسطيني أثبت أنه قادر على أن ينطلق ويتجدد وينتفض بوجه المحتل".

وتابع :" إنها القدس أولى القبلتين ومسرى رسول ومهد المسيح عليه السلام والقدس دائماً كانت تعطينا الصورة الواضحة صورة المؤامرات التي تستهدفها والمخططات التي تنال منها منذ القدم وحتى الآن ، منذ الحملات الصليبية وحتى قرار ترامب كانت القدس دائماً محل الاستهداف ومنطلق الانتصار والثورات والانتفاضات وما من انتفاضة في عصرنا الحالي انطلقت إلا وارتبطت بالقدس هكذا كنا وسنبقى وسنمضي إن شاء الله تعالى ".

ومضى قائلاً: "نحن إذ نقف أمام هذه المعادلة الجديدة والمرحلة السياسية الفارقة جراء هذا القرار فنحن مطالبون أيضاً باتخاذ قرارات ورسم سياسات ووضع استراتيجية لمواجهة المؤامرة الجديدة على القدس وفلسطين".

وقال:" هذا الانحياز السافر الأعمى من الإدارة الامريكية والتحالف الشيطاني الذي يقرر لوحده مصير ومكانة القدس يستوجب منا وضوحاً كالشمس وقولاً لا لبس فيه ولا تأويل ولا غموض ، نؤكد اليوم بأن القدس موحدة لا شرقية ولا غربية هي فلسطينية عربية اسلامية وعاصمة دولة فلسطين كل فلسطين ، وفلسطين واحدة موحدة من البحر للنهر لا تقبل على دولتين".

وأكد هنية أن " فلسطين والقدس لنا لا نعترف بشرعية الاحتلال ولا وجود لها على أرض فلسطين ليكون لها عاصمة ، فنحن أمام هذا السفور والتحدي لمشاعرنا وتاريخنا وعقيدتنا وحاضرنا ومستقبلنا نقول فلسطين كل فلسطين لنا نحن الفلسطينيين والعرب والمسلمين ، والقدس موحدة هي أيضاً ملك لنا نحن الشعب الفلسطيني".

وطالب هنية بإعادة ترتيب المشهد الفلسطيني أمام هذه المؤامرة الخطيرة وترتيب الأولويات الفلسطينية أمام هذا القرار ، وعلى رأس ذلك الإعلان بكل وضوح أن عملية ما يسمى بالسلام قبرت مرة واحدة وإلى الأبد ، وأنه لا يوجد شيء اسمه شريك في عملية السلام مع الشعب الفلسطيني ، وأنه لا يوحد شيء اسمه صفقة قرن ولا نصف قرن".

وأكد أنه "يجب أن يكون هناك موقف فلسطيني واضح لا يحتمل التأويل ولا الغموض بأننا سنخرج من نفق أوسلو المظلم الذي عشنا عبره الآلام والاوجاع ومنحنا العدو شرعية الوجود والتهويد والاستيطان والتفرد بشعبنا ".

وطالب السلطة الفلسطينية بأن تملك الجرأة والشجاعة الوطنية والمسئولية التاريخية للإعلان أنها تحللت من هذه الاتفاقية الجائرة الظالمة.

ودعا للإسراع في خطوات المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية وتجاوز الحديث عن مرحلة إنهاء الانقسام والذهاب سريعاً لترتيب الأطر القيادية الفلسطينية " لكي نضع استراتيجية التعامل بل الموجهة مع الاحتلال والإدارة الأمريكية وسياساتها داخل أرض فلسطين".

وأكد على ضرورة عقد اجتماع فلسطيني جامع وبشكل عاجل تشارك فيه القيادات الفلسطينية والأمناء العامون من أجل دراسة الوضع الراهن والاتفاق على السياسة الفلسطينية القادمة، مضيفاً :" نحن لدينا الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير فلندعوه وليجتمع في أي عاصمة عربية بدون تأخير أو تباطؤ".

وتابع:" نؤكد بأن هذه السياسة الصهيونية المدعومة أمريكياً لا يمكن مواجهتها إلا بالطلاق شرارة انتفاضة جديدة ضد الاحتلال ومقاومة مباركة ضده، انتفاضة شعبية كتلك التي فجرها أهلنا في القدس في الآونة الأخيرة ومرغوا أنف نتنياهو بالتراب ودخلوا المسجد الأقصى مكبرين منتصرين وهذا كان حالهم مع البوابات فما بال حال الشعب الفلسطيني والقدس اليوم تختطف وتنتزع من محيطها الفلسطيني والعربي والإسلامي؟" .

وأكد ضرورة رفع العقوبات عن غزة اليوم وليس غداً ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال في الضفة الغربية، قائلاً :" الشعب الجريح لا يستطيع أن يواجه إذا لم تتوافر له عناصر القوة والصمود ، أدعو لرفع الحصار عن قطاع غزة وإنهاء العقوبات التي أنهكت أهلنا فيه".

ودعا لتمكين المقاومة في الضفة في وجه القرار الذي يمثل "إعلان حرب على شعبنا في أقدس مقدساته وفي قلب فلسطين النابض ، فشعبنا قادر على فرض المعادلات مدعوماً من الأمة العربية والإسلامية".

وأكد بالقول :" أمام القرار الذي يعتبر اعتداء ليس على الفلسطينيين فقط بل على كل الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم أدعو دول العربية والإسلامية لوقفة جادة من أجل القدس التي حررها عمر بن الخطاب وصلاح الدين وسار على دربهم قادة من أمثال عبد القادر الحسيني ".

ودعا الدول العربية لإنهاء الصراع الذي يدور في المنطقة أياً كانت الأسباب والمبررات، "نحن لسنا بصدد محاكمات نحن اليوم أمام تحدي استراتيجي يهدد وجودنا ومكانتنا كأمة".

وأضاف:" من الضروري أن تضمد الأمة جراحها وتتوحد وتجمع شتاتها وتقف في الجامعة العربية والتعاون الإسلامي لاتخاذ القرارات التي تنتظرها شعوب الأمة والشعب الفلسطيني ، وأقلها الإعلان صراحة عن مقاطعة الإدارة الأمريكية فيما يمس الحقوق الفلسطينية ".

وتابع : " من الواضح أن نتانياهو وترامب اعتقدا أن الانشغال في المنطقة وضع إقليمي ذهبي لهما لتنفيذ القرار والهجوم على المسجد الأقصى ، كما أن الاتصالات من تحت وفوق الطاولة والحديث عن التطبيع مع الاحتلال والحديث من بعض المثقفين الذين يحملون فكراً متصهينا ً الذين أنكروا وجود فلسطين قبل 48م وتمجيدهم لديمقراطية الكيان الصهيوني أغراهم لينفذوا هذه المؤامرة ".

واستمر بالقول :" الأمة مطالبة بأن تدعم انتفاضة ومقاومة شعبنا ، إذا ضاعت القدس فلا كرامة لكم ، القدس شرفنا وبوصلتنا هكذا كانت وهكذا ستبقى".

وأشاد هنية بدعوة الرئيس التركي أردوغان لعقد قمة إسلامية عاجلة من أجل التباحث في موضوع القدس ، وبالاجتماع الوزاري العربي الطاريء ، قائلاً :" أدعو لعقد قمة عربية وإذا لم يكن القرار مدعاة لعقدها متى يمكن أن تنعقد؟!، نحن اليوم بأمس الحاجة لإعادة ترتيب المشهد العربي على قاعدة التوحد في وجه هذا العدوان السافر".

وبين هنية أن قيادة حماس والفصائل الوطنية والإسلامية في غزة والضفة والخارج في اجتماع دائم ومفتوح لمتابعة التطورات ، قائلاً : "ونحن أعطينا تعليمات لكل أبناء حماس في كل أماكن تواجدهم لإعلان نفير داخلي والتهيؤ والتحضير للمرحلة القادمة ، والبقاء في جهوزية تامة لأي تعليمات أو أوامر تصدر لمواجهة هذا الخطر الاستراتيجي الذي يهدد القدس وقضية فلسطين".

وتابع :" شعبنا الفلسطيني سيملك زمام أمره وأقول لشعبنا وتحديداً لأهلنا في القدس : آن الأوان لأن ننطلق و نملك زمام الأمر والمبادرة وحتى لو كانت هناك مواقف ضعيفة أو دون المستوى من أي طرف كان فهذا ليس مبرراً لنا كشعب فلسطيني أن نتراجع ونحن لا نعرف لغة التراجع ولن نتخاذل أو نركع أمام هذا القرار ونحن لا نركع الا لله ".

وأكد بالقول :" صراعنا فقط مع العدو الصهيوني وسلاحنا وكل القوة التي بنيناها لن تستخدم في أي صراع داخلي بل ستوجه ضد الاحتلال الصهيوني، لتكون بإذن الله عاملاً رافعاً لشعبنا وحريته ونصره ولعودته إلى دياره التي هجر منها".