فلسطين أون لاين

​"الولادة المبتسرة".. خطرٌ يسهُل اكتشافه بالمتابعة الدورية

...
غزة - مريم الشوبكي

من المشاكل المفاجئة التي تتعرض لها المرأة خلال فترة حملها، الولادة المبتسرة (المبكرة)، وتحدث نتيجة أسباب تتعلق بصحة الحامل، وتشكل الولادة المبكرة أحيانا خطرا على صحة الطفل فيما بعد، فقد يعاني من ضعف في السمع والبصر، وصعوبات في التعلم، وتأخر في النمو.

فما هي الولادة المبتسرة؟، وما أسباب تعرض الحامل لها؟، وكيف يمكن للحامل تفادي خطرها؟، وما المشاكل الصحية التي يعاني منها الطفل الذي يُولَد بهذه الطريقة؟.. هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها التقرير التالي:

قبل الأسبوع 37

قال طبيب النساء والولادة الدكتور أشرف ياسين إن الولادة المبكرة هي التي تتم قبل إتمام 37 أسبوعًا من الحمل، أما الولادة التي تتم بعد هذا التاريخ فتكون طبيعية.

وأضاف لـ"فلسطين" "هناك بعض المعتقدات الخطأ السائدة بين النساء، منها أن الطفل الذي يولد في الشهر السابع فرص بقائه على قيد الحياة أكثر ممن يُولد في الشهر الثامن، والحقيقة أن هذه المعتقدات ليست لها أساس من الصحة، بل على العكس كلما زادت فترة بقاء الجنين في رحم أمه اكتمل نموه أكثر".

وعن أسباب تعرض الحامل للولادة المبكرة، ذكر أن زواج المرأة في سن صغيرة يجعلها عُرضة لذلك أكثر من غيرها من النساء، بالإضافة إلى وجود تشوهات في الرحم لدى الأم، كالرحم ذي القرنين، أو الرحم المنفصل.

وأشار إلى أن الحمل بتوائم يزيد احتمال تعرض الأم لولادة مبكرة، بالإضافة إلى معاناة الأم من الالتهابات المبكرة والتي تعمل على ضعف الغشاء الأمينوسي حول الجنين، وكذلك انفجار المياه المحيطة بالجنين، و توسع عنق الرحم لدى الحامل أكثر من الحد الطبيعي.

المتابعة الدورية

وأكد ياسين على أهمية المتابعة الدورية عند الطبيب المختص لمعرفة إذا كانت المرأة تعاني من تشوهات في الرحم، كما تسهم هذه المتابعة في اكتشاف وتحديد المشاكل التي تسبب الولادة المبكرة، وبالتالي معالجتها قبل أن تتفاقم، حيث يقيّم الحالة من كل النواحي ويعطيها الدواء المناسب.

ونصح الأم التي لديها تاريخ مرضي باتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل الحمل، بحيث تجري الفحوصات باستمرار، مع إجراء تحليل للبول بشكل دوري، وتناول علاج للالتهابات أولًا بأول.

ولفت إلى أنه في حال اكتشاف أي مشاكل عند الأم تستدعي ولادتها مبكرا، يتم إعطاؤها حقنة لتسريع نمو الرئتين لدى الجنين.

وبحسب ياسين، فإن الطفل الذي يولد نتيجة ولادة مبكرة، يكون حجمه أصغر من حجم الطفل الطبيعي، ويكون النمو عنده أقل من أقرانه، ويعاني من مشاكل في السمع والبصر، مع صعوبات في التعلم أيضا.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية فإنه يولد سنويا نحو 15 مليون طفل مبتسر في العالم، أي أكثر من مولود واحد من كل 10 مواليد.

وبحسب المنظمة أيضا، فإن الابتسار هو السبب الرئيس في العالم لوفيات الأطفال دون سن الخامسة، وفي معظم البلدان التي فيها بيانات موثوقة حول الولادة المبتسرة يلاحظ أن معدلاتها آخذة في الزيادة.