فلسطين أون لاين

​نظمته الإغاثة الإسلامية

منهاج رياض الأطفال على طاولة البحث في يومٍ علمي

...
جانب من اليوم العلمي (تصوير / رمضان الأغا)
غزة - مريم الشوبكي

نظرًا لأهمية رياض الأطفال، باعتبارها الركن الأساسي في التربية، تتكاتف جهود المؤسسات الدولية والحكومية في رفع مستوى جودة التعليم في الرياض الموجودة في قطاع غزة، وتدريب المربيات والمديرات على مهارات جديدة ترسخ مفهوم التعليم باللعب.

نوقش هذا الأمر، خلال يوم علمي نظمته الإغاثة الإسلامية في فلسطين، أمس، بعنوان "منهاج رياض الأطفال بين خطوات التطوير وتوقعات المستقبل من خلال البحوث الإجرائية"، بحضور لفيف من أصحاب الاختصاص في وزارة التربية والتعليم، ومربيات في رياض الأطفال.

وخلال اليوم العلمي، تحدثت عدة مربيات في رياض الأطفال عن تجاربهن التعليمية، بعدما استفدن من الجهود التطويرية التي قدمتها الإغاثة الإسلامية.

تحديات

قالت استشارية التعليم بالإغاثة الإسلامية في غزة مها برزق إن الإغاثة بدأت مشروعًا لتحسين جودة التعليم في العام 2015، من منطلق اتباعها لـ"أسلوب نظرية التغيير".

وأضافت أن المشروع واجه عدة تحديات، منها ضبابية المشهد لدى رياض الأطفال، وأن برامج الجامعات لا تفي بحاجة الرياض، بالإضافة إلى وجود فجوة بين منهاج الرياض والمرحلة الأساسية.

ولفتت أن الإغاثة أجرت دراسة مسحية لرياض الأطفال، ودراسة عن الواقع الصحي فيها، كما أنجزت دليل رياض الأطفال، ونظمت تدريبًا للمربيات على وسائل التعليم الحديثة، إلى جانب مجموعة أخرى من الأنشطة والفعاليات.

وأوضحت أن "الإغاثة بدأت رحلة التغيير بتطبيق النظام الإشرافي الحيوي والفعال، وتم حصر رياض الأطفال وترخيصها، حيث وصل عددها إلى 705 روضة، وأصبح هناك معلمين لديهم مكانة اجتماعية، وأصحاب كفاءة عالية، بالإضافة إلى بيئة تعليمية صديقة لطفل، وسهولة الانتقال من الروضة إلى المدرسة، وإعداد منهاج رياض أطفال موحد، يجعل الطفل قادرًا على التحليل والمقارنة".

وقالت برزق: "في هذا اليوم نسأل أنفسنا ماذا بعد؟!، نسعى للوصول إلى صناع القرار؛ لدمج القيم في عملية التغيير، ووضع خطة متكاملة تشترك فيها كافة المؤسسات التعليمية".

تصور شمولي

بدوره، قال مدير الإغاثة الإسلامية-مكتب فلسطين بغزة، منيب أبو غزالة: "استثمرت الإغاثة، ولا تزال، في التعليم الرسمي، حيث كان نصيبه 18 مليون دولار، وما نطمح إليه أن نرى إتاحة الفرصة للطفل بالابتكار والإبداع الموجه".

وأضاف: "في بداية تدخلنا، لم تكن رياض الأطفال تتمتع بشكل رسمي مثل المدارس، وكان هناك فجوة بين ما ينتج في بعض رياض الأطفال والمطلوب في الصفوف الدراسية الأولية".

وتابع: "الإغاثة تسعى لإجراء تصور شمولي في النهوض بالعمل في رياض الأطفال، ولإعطاء الطفل المساحة الكافية للإبداع".

حوسبة التعليم العام

من جانبه، قال مدير عام التعليم العام بوزارة التربية والتعليم في غزة الدكتور محمد صيام: "مثل هذه الأنشطة تهدف إلى الارتقاء بالعمل التربوي والفني في رياض الأطفال، وتخريج جيل من الأطفال الفلسطينيين ينتمي لوطنه ويضحي من أجله، حيث ينشأ على التربية الفلسطينية التي نرغب، من أجل الوصول إلى غايتنا وهي تحرير فلسطين".

وأشار صيام إلى أنه تم الاتفاق مع الإغاثة الإسلامية على حوسبة كل ما يتعلق بالتعليم العام والتدريب، كمقدمة لتطوير كل مسار التعليم في فلسطين.

تعلية المهارات

وفي ذات السياق، قال مدير عام التعليم العام في الضفة الغربية أيوب عليان: "لنا الفخر في الفترة السابقة أننا لم نشعر بالانقسام في وزارة التعليم، فمنهجنا واحد، وقوانيننا وأنظمتنا واحدة".

وأضاف: "الركن الأساسي في التربية هو رياض الأطفال من سن ثلاث سنوات ونصف حتى خمس سنوات ونصف، وما يمُنح للطفل في هذه الفترة يبقى معه طوال حياته".

وتابع: "في هذه المرحلة، لا تريد الوزارة أن يكون (التمهيدي) كالصف الأول الأساسي، بل المطلوب تعلية المهارات، وتعليم الطفل كيفية الحفاظ على المال العام ومهارات الحياة".