فلسطين أون لاين

​"الجهاد" تطالب "فتح" بعدم ربط القضايا المعيشية بنقاشات المصالحة

...
إحسان عطايا (أرشيف)
بيروت / غزة - أحمد المصري

طالب ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، إحسان عطايا، حركة فتح بضرورة عدم ربط قضايا المواطنين المعيشية في قطاع غزة بنقاشات وحوارات المصالحة الوطنية في جوانبها المتعددة.

وشدد عطايا لصحيفة "فلسطين"، أمس، على وجوب عدم ترك مواطني القطاع لقمة سائغة للجوع والحصار، ورهينة للنقاشات في ملف المصالحة ونتائجها، مؤكدا عدم ارتباط الاجراءات المضيقة للخناق على مواطني القطاع بـ"القانون والأخلاق"، ولابد من إنهائه في أسرع وقت ممكن بما يمس حياة الناس.

وأشار إلى أن حركة حماس قدمت ما لديها في سياق ملف المصالحة، وأن المطلوب أن تقدم في المقابل السلطة الفلسطينية على مبادرة من شأنها أن ترفع الحصار عن غزة، وتدفع الرواتب للموظفين، وستكمل الإجراءات المتعلقة في فتح معبر رفح الحدودي.

وأكد عطايا أن حركته دعمت التقارب في ملف المصالحة، على أن تأخذ المصالحة بعين الاعتبار معاناة الناس في القطاع وتراعي حقوقهم، والذين عانوا وتحملوا كثيرا، ولا يستحقون أمام صبرهم وتضحياتهم إلا كل خير، عوضا عن حفظها (المصالحة) لحق المقاومة في الدفاع عن الأرض الفلسطينية ومقاومة الاحتلال.

وقال: إن الظروف الإقليمية والدولية والمؤامرات على القضية الفلسطينية من بعد مجيء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجب أن تدفعنا إلى أن نكون موحدين، غير مفترقين، فيما أن الانقسام لا يخدم إلا مصالح الاحتلال الإسرائيلي، والقائم على سياسة "فرق تسد"، وتعزيز الفرقة والخلاف بين أبناء الصف الواحد.

كما وأكد عطايا على أن المصالحة لن تتحقق بعيدًا عن النوايا الصادقة، داعيًا إلى ضرورة تجنيب هذا الملف "النوايا السيئة" التي يحيكها بعض "الأطراف المأزومة" أو التي لا مصلحة لها لتوافق شعبنا وتقاربه.

ودعا إلى ضرورة تجميد "التصريحات التوتيرية" حول مفهوم "التمكين"، مضيفا "إذا نظرت السلطة على أن التمكين يوصل إلى التعاطي مع الموضوع الأمني في القطاع على طريقة الضفة الغربية، فهذا شيء خطير لن يتم".

وأوضح عطايا أن المطلوب في المرحلة الحالية عدم الخروج بتصريحات توتيرية مستفزة على وسائل الاعلام، حتى لا تعطل عجلة المصالحة، ولا يحبط الناس وتزيد حالة التشاؤم لديهم، فيما أن المطلوب هو العكس الرفع من معاناتهم والتخفيف من حدة الأزمة.

وفي سياق آخر، شدد على أن سلاح المقاومة خط أحمر لا يسمح بالتجرؤ عليه أو مناقشة ملفه، طالما الاحتلال الإسرائيلي يجثم على الأرض الفلسطينية، داعيا لإنهاء الانقسام دون المساس بثوابت القضية وقدرات الفصائل العسكرية "التي تمكنا وتساعدنا في مواجهة الاحتلال المتربص بنا".

وتابع: "في نظرة تحليلية تبدو السلطة متضررة من المصالحة وليست مستفيدة، بما تقوم به، حيث أنها ستتحمل أعباءً كانت في غنى عنها ونافضة يدها منها"، لافتا إلى أن حركته خشت من دون أن تعلن من إمكانية إيصال أطراف خارجية المصالحة لأن تكون ضمن مشروع تسوية على طريقة اتفاقات مدريد-أوسلو للتسوية.

وأكد عطايا أن نظرة السلطة لتمكينها في القطاع ليدار الأخير على غرار الضفة من الناحية الأمنية لا يمكن أن يتم، مضيفا "اذا كان النظر لمفهوم التمكين على أن غزة ستكون على غرار الضفة لن تكون هناك أي مصالحة".

وأوضح أن سلاح المقاومة وقوتها هو عنصر قوة للسلطة ذاتها إذا ما أحسنت التعامل معه، بينما أن أي محاولة لسحب هذه المقاومة كطريق الضفة لن يكون إلا وبالا عليها وعلى الاحتلال معا.

واستغرب عطايا من حديث البعض عن سلاح المقاومة في ظل تغول الاحتلال وبسط نفوذه على الضفة، واستيلائه على الأرض واقامة المستوطنات، وحديث رئيس السلطة محمود عباس ذاته أنه لم يبق شيء إلا وتم التنازل عنه، من دون أن يجد ذلك صدى أو فعالية لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي.