فلسطين أون لاين

بعد الإعلان رسميًا عن اغتيال "الملثم"

تراتبية قيادة القسام.. شيفرة هيكلية تعجز "إسرائيل" عن تفكيكها

...
قادة كتائب القسام الشهداء
غزة/ أدهم الشريف

في خضمِّ حرب الإبادة على قطاع غزة، لم يتوانَ جيش الاحتلال الإسرائيلي لحظة عن استهداف واغتيال قادة بارزين في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، محاولاً إحداث فراغ قيادي وزعزعة صفوف الفصيل العسكري الأبرز من بين فصائل المقاومة الفلسطينية.

وتركزت عمليات الاغتيال ضد قادة القسام خلال الحرب التي بدأت يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واستمرت 734 يومًا، وحتى بعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار يوم 10 أكتوبر 2025 واصل جيش الاحتلال الاستهداف والاغتيال أيضًا.

لكن عمليات الاغتيال هذه لم تحقق أهداف الاحتلال من ورائها، في وقت نجحت كتائب القسام باستدامة إرثها الوطني المقاوم بشخصيات جديدة، كان آخرها الكشف عن تعيين ناطق جديد باسمها يحمل كنية الناطق السابق حذيفة الكحلوت "أبو عبيدة"، وهو ما يجعل من الهيكل القيادي للقسام شيفرة تعجز "إسرائيل" عن تفكيكها رغم شراسة العدوان، حسبما يرى خبراء عسكريون.

وفي خطاب مسجل بُثَّ، أول من أمس، كشف الناطق الجديد باسم القسام المكني بـ"أبو عبيدة"، لأول مرة تاريخيًا عن شخصية الراحل حذيفة الكحلوت مسؤول منظومة الإعلام العسكري في كتائب القسام، والذي اغتيل في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى سكنيًّا بحي الرمال، غربي مدينة غزة، في أغسطس/ آب 2025.

وكان الناطق الجديد "أبو عبيدة" قال في خطابه: "ورثنا عن القائد حذيفة الكحلوت لقبه (أبو عبيدة)، وعهدًا أن نواصل المسير." فيما يقرأ الباحث في الشؤون الأمنية والعسكرية رامي أبو زبيدة، انتقال اللقب لناطق جديد، يعني أن "الاحتلال أمام مؤسسة ناطقين وليس فردًا واحدًا."

وعدَّ أبو زبيدة في تصريح لـ "فلسطين أون لاين"، أن انتقال اللقب "يفرغ عمليات الاغتيال من محتواها الاستراتيجي؛ فإذا قتلتم (أبو عبيدة)، سيخرج من بين الركام (أبو عبيدة) آخر بنفس الزي، والنبرة، والموقف."

ونبَّه إلى أن "ظهور الناطق الجديد بكلمات تعكس الرضا واليقين يؤكد استمرارية سيطرة الهيكلية القيادية في المنظومة الإعلامية للقسام والتي لم تتأثر بغياب رأس الهرم، مما يعكس مرونة تنظيمية هائلة."

وأضاف، أن "الناطق الجديد لم يبدأ من الصفر، بل بنى على المظلومية المنتصرة، وأسس لمرحلة ما بعد توقف القتال. فقد حمل خطابه رسالة ترميم وجدانية لجمهور غزة، تهدف إلى قطع الطريق على أي محاولات إسرائيلية لإحداث فجوة بين الشعب ومقاومته بعد حجم الدمار الهائل."

ورأى أن خطاب الناطق الجديد باسم القسام، بمثابة "كابوس أمني للاحتلال الذي ظنَّ أنه باغتيال حذيفة الكحلوت قد طوى صفحة (الملثم) إلى الأبد، وفد فوجئ بأن (الملثم) عاد كفكرة عابرة للأشخاص، مما يعني أن المعركة النفسية عادت لنقطة الصفر.

وكان الناطق الجديد، أعلن عن استشهاد قادة بارزين في القسام في قلب المواجهة مع جيش الاحتلال إبّان الحرب.

من جهته، يصف الخبير في الشؤون العسكرية يوسف الشرقاوي، الهيكلية القيادية في حركة حماس وجناحها العسكري بأنها "جدية"، ويثبت ذلك تعيين ناطق جديد للقسام، وإعلان الحركة نيتها انتخاب رئيس جديد لرئاسة مكتبها السياسي.

وبين الشرقاوي لـ"فلسطين أون لاين"، أنه على الرغم من شراسة الحرب والعدوان على غزة، إلا أن القسام أدامت إرثها القيادي للشخصيات البارزة التي اغتالها الاحتلال الإسرائيلي.

ودلل على ذلك بتقارير نشرتها الصحافة العبرية، عن أن الاحتلال وأجهزته الأمنية التي تتمتع بقدرات استخبارية عالية، لم تتمكن من تسجيل اختراق أمني منذ عشرات السنوات داخل قيادة حماس.

ويعكس ذلك -وفق الشرقاوي- حجم التماسك لدى الحركة وجناحها العسكري ويثبت وجود تراتبية قيادية تجعلهما قادرتين على إدارة شؤونهما رغم الاغتيال وتغييب قادتهما التاريخيين.

المصدر / فلسطين أون لاين