فلسطين أون لاين

#رسالة_قرآنية_من_محرقة_غزة

*النّارِ ذاتِ الوَقودِ﴾*

‏ البروج5

منذ أن استُقدمت العصابات الصهيونية إلى فلسطين على يد بريطانيا، بدأت فصول الإبادة، وتوالت المجازر من دير ياسين إلى الطنطورة، ومن صبرا وشاتيلا إلى غزة. لم تكن تلك الأحداث مجرد لحظات في التاريخ، بل كانت تأسيسًا لنكبة مستمرة، تُستنسخ كل عام بدماء جديدة، وأشلاء تُنثر على أرضٍ لا تنكسر.

في عام 2025، رصد العالم عبر شاشات البث المباشر عصابات الإبادة وهي تنفث لهيب الدماء والصراخ، تردد علنًا: ﴿سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ﴾. لم تكن هذه مجرد حرب، بل كانت نارًا مستعرة في كل زاوية من غزة، ﴿النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ﴾، تحرق الحقول والنسل، وتدمر البيوت والمدارس والمساجد، وتحاصر الإنسان بين الموت حرقًا أو الذل أسيرًا أو النزوح قسرًا.

وفقًا لخريطة "الدمار" التي نشرها بن صهيون، فإن 62% من مباني القطاع قد دُمرت بالكامل، ومع احتساب المباني غير الصالحة للسكن، ترتفع النسبة إلى 72%. في بيت حانون، بلغت نسبة الدمار 99%، وفي أم النصر، جحر الديك، المغراقة، خزاعة، والنصر في رفح، وصلت إلى 100%. مدينة رفح نفسها لم تكن أوفر حظًا، إذ بلغت نسبة الدمار فيها 95%، تليها الفخاري بـ96%، ومدينة الزهراء بـ98%. حتى مدينة غزة، القلب النابض، لم تسلم، إذ بلغت نسبة الدمار فيها 46%.

لكن غزة، كما إبراهيم عليه السلام حين أُلقي في النار، تصرخ: ﴿حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾. تواجه نيران الإبادة بسيرٍ لا ينكسر نحو النصر أو الشهادة، مؤمنة بأن الله غالبٌ على أمره، وأن عاقبة أصحاب الأخدود كانت الفوز العظيم، وعاقبة إبراهيم كانت النجاة والتمكين.

اليوم، تُحاصر غزة بالنار، وغدًا تُحاصر الضفة بالتهجير، ليُدفع الفلسطيني إلى قرار الخروج الذاتي، الذي تسميه عصابات الإبادة "تهجيرًا طوعيًا". لكن شعبنا يأبى إلا المقاومة، حد النقطة صفر، لا خيار له إلا النصر أو الشهادة.

غزة لا تُحصى بمبانيها، بل تُروى بجراحها.

غزة لا تُهزم. غزة تُقاوم.

﴿وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾

المصدر / فلسطين أون لاين