فلسطين أون لاين

أولويات "حماس" وعراقيل "إسرائيل" ...

مصادر تكشف مستجدَّات مفاوضات المرحلة الثَّانية من "اتِّفاق غزَّة"

...
ترامب
متابعة/ فلسطين أون لاين

شهدت العاصمة المصرية القاهرة خلال الساعات الماضية مشاورات مكثفة بين المسؤولين المصريين وقيادة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، تمحورت حول ملامح المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ، المبرم في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والتي تُوصف بأنها الاختبار الحقيقي لنجاح الاتفاق.

ووفق مصادر مطلعة تحدثت لـ"العربي الجديد" و"القدس العربي"، تركزت المباحثات على إعادة فتح معبر رفح بشكل كامل باعتباره البوابة الإنسانية الرئيسية لقطاع غزة، إلى جانب استكمال تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين، وهو البند الذي تصرّ إسرائيل على ربطه بتوسيع إدخال المساعدات، خلافًا لما نص عليه الاتفاق.

وأضافت المصادر أن إسرائيل أعادت مساء الأحد تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق بعد تعليق مؤقت دام يومين، حيث تم تشغيل معبري كرم أبو سالم وكيسوفيم لإدخال المساعدات والوقود، وذلك تزامنًا مع زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وصخر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر إلى إسرائيل، في إطار مساعٍ أميركية لإعادة تنشيط مسار التنفيذ.

تعثر في الانتقال للمرحلة الثانية

وبحسب المصادر، تواصل إسرائيل عرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع فصائل المقاومة الفلسطينية، إذ تشترط استلام كامل جثامين قتلاها في غزة قبل الشروع بأي نقاش سياسي، ما تسبب بتجميد المفاوضات وعدم تحقيق أي اختراق حقيقي خلال اللقاءات التي تعقد في تل أبيب والقاهرة.

وأوضحت مصادر فلسطينية أن تل أبيب أبلغت الوسطاء خلال اتصالاتها الأخيرة بأنها ستركز فقط على استكمال بنود المرحلة الأولى المتعلقة بإدخال المساعدات واستلام الرفات، وهو ما أثار استياء الفصائل الفلسطينية التي طالبت الإدارة الأمريكية بالتدخل للضغط على حكومة الاحتلال للالتزام بما تم التوقيع عليه.

وتنص بنود المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ على إطلاق مفاوضات لبحث مستقبل إدارة قطاع غزة وسلاح المقاومة، وهي الملفات التي كان من المقرر البدء بمناقشتها في هذا التوقيت، بالتوازي مع اجتماعات قيادة حماس برئاسة خليل الحية في القاهرة، ومباحثات المبعوثين الأمريكيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف مع المسؤولين الإسرائيليين في تل أبيب.

أولويات حماس في القاهرة

يركز وفد حماس في اجتماعاته على ضرورة إلزام إسرائيل بتنفيذ المرحلة الأولى بالكامل، بما يشمل توسيع عمليات إدخال المساعدات والوقود والمعدات الثقيلة لإزالة الركام، ومواد البناء لترميم البنية التحتية، إضافة إلى إدخال الخيام لإيواء النازحين. كما يطالب الوفد بالإفراج عن دفعة من الأسرى الأطفال والأسيرات وطبيبين من غزة، وفق ما نصت عليه التفاهمات السابقة.

إلى جانب ذلك، يعقد وفد الحركة لقاءات تشاورية مع قادة الفصائل الفلسطينية المتواجدين في القاهرة، لمناقشة التطورات الميدانية ومحاولة الحفاظ على اتفاق التهدئة، خصوصًا بعد الأحداث التي كادت تؤدي إلى انهياره مطلع الأسبوع الجاري.

وأشار مصدر دبلوماسي إلى أن القاهرة تكثف اتصالاتها مع عدد من العواصم الأوروبية لضمان التزام الأطراف كافة ببنود الاتفاق وتثبيت وقف إطلاق النار، وسط خشية من تجدد الخروقات أو تعطيل إدخال المساعدات، خاصة مع استمرار إغلاق معبر رفح من الجانب الفلسطيني.

وأكد أن مصر تواصل أداء دورها كضامن رئيسي للاتفاق، وترى أن نجاح المرحلة الثانية سيحدد مستقبل العملية السياسية بأكملها. كما تعمل بالتنسيق مع الدوحة وواشنطن لوضع جدول زمني لاستئناف المفاوضات في العاصمة القطرية خلال الأيام المقبلة.

وفي هذا الإطار، أكدت حركة حماس في بيان رسمي أن زيارة وفدها برئاسة خليل الحية إلى القاهرة تأتي لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار مع الوسطاء والفصائل الفلسطينية، والتشاور حول الخطوات التالية في مسار المفاوضات.