كشفت دراسة طبية أن المدنيين في قطاع غزة يتعرضون لأنماط من الإصابات عادة ما تُشاهد بين الجنود المحترفين المشاركين في معارك قتالية شديدة.
وأظهرت البيانات، في دراسة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية، جمعها 78 خبيرًا طبيًا من 22 منظمة إنسانية دولية بين أغسطس/آب 2024 وفبراير/شباط 2025، أن الحروق بين المدنيين – خصوصًا الأطفال – كانت شائعة وشديدة للغاية، حيث تجاوزت 10% منها الدرجة الرابعة التي تخترق جميع طبقات الأنسجة حتى العظام. كما شكلت إصابات الأسلحة النارية نحو 30% من مجمل الجروح الموثقة.
وقال بلال عرفان، خبير أخلاقيات الطب الحيوي بجامعة ميشيغان وأحد مؤلفي الدراسة المنشورة في المجلة الطبية البريطانية: "يعاني المدنيون المصابون في غزة من نمط من الإصابات يُتوقع حدوثه في قتال عنيف مع عسكريين محترفين.
وأوضح عرفان أن توزيع وطبيعة الإصابات متشابهان تقريبًا، أو أسوأ"، مضيفًا أن البيانات لا تشمل غالبية الإصابات المميتة، بل فقط من تمكنوا من الوصول إلى المستشفيات.
وذكرت الدكتورة فيكتوريا روز، جراحة التجميل في مستشفى سانت توماس ومستشفى كينجز كوليدج في لندن وأحد المشاركين في البحث، أن النتائج "يجب أن تدق ناقوس الخطر في أروقة الحكومات والمجتمع الإنساني".
وأشارت إلى أن أنماط الإصابات تكشف أثر القصف الجوي العشوائي والقصف المتفجر المكثف في المناطق المدنية.
كما بيّنت الدراسة أن سوء التغذية الحاد الناجم عن الحصار أسهم في تفاقم الوضع الصحي للجرحى، وأدى إلى تأخير التئام الجروح وزيادة حالات الوفاة التي كان من الممكن تفاديها.
وأكد المسعفون أن المستشفيات القليلة المتبقية في وسط وجنوب غزة أصبحت غارقة بما وصفوه بـ"تسونامي من الجرحى والمرضى" جراء الهجوم الإسرائيلي المتجدد شمال القطاع.

