فلسطين أون لاين

​المسابقات الجماعية طريق صاحبات الأوزان الزائدة لخسارتها

...
غزة - نسمة حمتو

لم تترك مها أبو صفية (38 عامًا) وسيلة من أجل إنقاص الوزن إلا واستخدمتها، ولكن في كل مرة كانت تبوء محاولاتها بالفشل، رغم اتباعها أنظمة غذائية خاصة، وهذا ما كان يتسبب بدخولها في حالة إحباط مع كل تجربة، إلى أن سمعت بإحدى مسابقات خسارة الوزن في فلسطين، وقررت المشاركة فيها ليكون التنافس حافزا لها للوصول للوزن المثالي.

أبو صفية وغيرها العشرات من النساء شاركن في مسابقاتٍ نُظِّمت لخسارة الوزن، وذلك باتباع أنظمة غذائية خاصة، خلال فترة زمنية محددة.. فهل تنجح هذه المسابقات في تشجيع النساء على التخلص من عبء السمنة؟

بلا حرمان

مها، التي كانت تتبع أنظمة غذائية غير صحية، فقدت من وزنها ما يزيد على 15 كليو في فترة بسيطة، ولكن وزنها عاد للزيادة بعد شهرين فقط، وبشكل أكثر سوءًا، بسبب اتباعها أنظمة خاطئة.

قالت أبو صفية عن مشاركتها في مسابقة للتخسيس: "ما شجعني على الاشتراك، هو أن الصحة والرشاقة والجمال أهم شيء يجب أن تتمتع به المرأة من وجهة نظري، أريد أن يكون شكلي جميلا ولا أشعر بالحرج، جربت العديد من الأنظمة الغذائية بمفردي، ولكنها لم تنجح، وكنت بحاجة لمن يدعمني".

وأضافت لـ"فلسطين": "ما يميز هذه المسابقة، وجود الكثير من النساء المشاركات فيها، وهذا ما يشجعني أكثر على التحدي والسعي للفوز في المسابقة، أريد أن أصل لوزن محدد، وأبقى عليه باستمرار، لا أن أضطر للحميات بشكل دائم كي أفقد وزني".

وتابعت قولها: "اطلعت على الحمية المُعتمدة في المسابقة التي اشتركت فيها، فوجدتها صحية، ولا تعتمد على الحرمان كأغلب الأنظمة الغذائية المخصصة لأصحاب الوزن الزائد، بل يمكنني أن أتناول الكثير من الأطعمة ولكن بكميات قليلة".

تتمنى أبو صفية أن تصل، من خلال مشاركتها في هذه المسابقة، إلى الوزن المثالي الذي تحلم به، وأن تتمكن من الحصول على المرتبة الأولى في المنافسة.

التشجيع المطلوب

ولا يختلف الحال كثيرًا عند مها العطار (40 عاما)، فهي الأخرى قررت الاشتراك في المسابقة كي تفقد المزيد من وزنها خاصة وأنها تحتاج إلى تشجيع كبير ولا يتوافر سوى في هذه المسابقة.

وقالت لـ"فلسطين": "تحدثت مع أبنائي عن المسابقة، وطلبوا من المشاركة وشجعوني بشكل كبير، كنت بحاجة لهذا الدعم كي أفقد وزني، فقدت 16 كيلو قبل ذلك، ولكنني أريد الوصول إلى الوزن المثالي، وهذه فرصتي".

بينما قالت إيمان بشير (30 عاما) إنها تحاول منذ سنوات طويلة اتباع أنظمة غذائية بتقليل كميات الأكل التي تتناولها ولكنها لم تفلح في ذلك لعدم وجود إرادة داخلية لديها تشجعها على خسارة المزيد من الوزن.

وأضافت لـ"فلسطين": "وصل وزني إلى 80 كيلوجرام، وأصبحت الحركة صعبة بالنسبة لي، ووجدت أن هذه فرصتي كي أخسر وزني، أتبع الآن نظاما غذائيا خاصا، أتناول من خلاله كل ما أريد، كما أنه يوجد أنواع خاصة من الشوكولاتة والخبز يمكنني تناولها وهذا ما شجعني أكثر".

وتأمل بخسارة 20 كيلو من وزنها كي تصل إلى الوزن المثالي الذي تريده، وهي متأكدة أنها بالإرادة ستستطيع تحقيق هدفها.

الجانب الصحي

أخصائي التغذية محمود الشيخ علي، والقائم على مسابقة "أميرة الصحة في فلسطين"، قال: "الفكرة جاءت من المصالحة الفلسطينية، رأينا أن نشارك في الفرح الوطني بطريقة مختلفة، فأعلنا عن مسابقة على مستوى فلسطين، واخترنا الجانب الصحي، وخاصة للمرأة".

وأضاف لـ"فلسطين": "بعد الإعلان عن المبادرة، فوجئنا بأن العدد المسجل وصل إلى 4500 سيدة، وبعدها فتحنا باب التسجيل مرة أخرى ليصل عدد المشاركات إلى 7600 مشتركة، على مستوى فلسطين، وبعد ذلك أجرينا تصفيات، واخترنا 1270 مشاركة، من غزة والضفة الغربية والداخل المحتل".

وأشار إلى أن مدة المسابقة ثلاثة أشهر، يتم التواصل فيها مع المتنافسات لاتباع أنظمة غذائية خاصة، مبينا: "السيدات المشاركات من غزة يمكنهن التوجه للعيادة الخاصة بنا لشرح النظام الغذائي لهم، أما السيدات المقيمات في الضفة والداخل سنتواصل معهن بالفيديو للإجابة عن أسئلتهن".

وأوضح: "بحسب نظام المسابقة، من تخسر أكثر من ستة كيلوجرام من وزنها في أول شهر، تشارك في المرحلة الثانية، وبعد ذلك يتم تحديد نظام معين، وعند الانتهاء سنعقد حفلا في يناير المقبل للاحتفاء بالفائزات وتكريمهن".

ليربحن صحتهن

مبادرة أخرى تحت اسم "خسارة وزنك ربح لصحتك"، قالت منسقتها خولة رفيق: "كنت من أصحاب الوزن الثقيل، واتبعت حمية لمدة عام وشهرين، ونجحت في خسارة الوزن الزائد، وخلال فترة إنقاص الوزن حصلت على خبرة كافية في هذا الأمر، ما دفعني لمساعدة النساء اللواتي ليس لديهن قدرة على الذهاب إلى مراكز مختصة".

وأضافت لـ"فلسطين" أن البرنامج يقدم متابعة مجانية للسيدات، للمتابعة مع أخصائي تغذية، متابعة: "في البرنامج نستقبل جميع النساء، من سن 18 فما فوق، وتقدم الحملة للنساء كشفا مجانيا ومراجعة مجانية مرتين شهريًا".

وأشارت إلى أن من تستطيع فقدان خمسة كيلوجرام من وزنها، يمكنها المشاركة في المرحلة الثانية، ومن ثم الثالثة وتتوج الفائزة بالمرتبة الأولى، وتتلوها أخريات في مراتب أخرى.

وأوضحت: "الهدف من هذه الحملة هو تشجيع النساء على كسب صحتهن، في ظل عدم وجود إرادة عند الكثيرات، إضافة إلى الأوضاع المادية الصعبة التي تمنعهن من المتابعة عند مختص للوصل إلى الوزن المثالي".