كثّفت إسرائيل في الأسابيع الأخيرة حملاتها الإعلامية الموجهة، من خلال استقدام عدد من "المؤثرين" على منصات التواصل الاجتماعي، في محاولة للتقليل من حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
وبحسب تقارير إعلامية، نظّمت سلطات الاحتلال جولات دعائية لهؤلاء المؤثرين قرب معابر غزة.
وظهر عدد من المؤثرين الأميركيين والإسرائيليين في مقاطع فيديو من المعابر التي يمنع فيها الجيش الإسرائيلي السلع الغذائية من الدخول، متبنين رواية الاحتلال عبر إبراز صورة "إنسانية ضخمة" لجهود توزيع المساعدات.
وقدّموا محتوى يصوّر إدخال مساعدات غذائية محدودة على أنها "دليل" على غياب المجاعة، متجاهلين شهادات المنظمات الدولية التي تؤكد أن القطاع يعيش أوضاعًا كارثية غير مسبوقة.
وأظهرت كلمات هؤلاء المؤثرين نبرة هجومية واضحة تجاه الإعلام والمنظمات الدولية والنشطاء داخل غزة، واصفين ما ينشر بأنه "أكاذيب" أو "حملة منسقة تقودها أذرع حماس".
كما شاركت المحامية والمؤثرة الأميركية بروك غولدستاين في تصوير محتوى من موقع "مؤسسة غزة الإنسانية"، ضمن حملة غير مسبوقة لنفي تهمة التجويع التي تمارسها إسرائيل بحق السكان، وسط تقارير عن استشهاد مئات المدنيين والأطفال نتيجة سوء التغذية أو أثناء انتظار المساعدات.
This week I entered Gaza with the Gaza Humanitarian Foundation. I am one of the only civilians who has been given permission to enter. I went to see for myself what is happening at the humanitarian aid sites. What I saw proved that what the media is reporting about the situation… pic.twitter.com/oXOCwXPDBZ
— Brooke Goldstein (@GoldsteinBrooke) August 20, 2025
في المقابل، قالت صحيفة "هآرتس" الشهر الماضي إن وزارة الخارجية الإسرائيلية ستمول جولة لمؤثرين أميركيين ضمن حملات "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" و"أميركا أولا"، بهدف مواجهة التراجع في المشاعر المؤيدة لإسرائيل بين الشباب الأميركي، وتعزيز صورة إسرائيل عبر نشر رسائل متوافقة مع سياسة الحكومة.

ويرى خبراء أن هذه الحملات تأتي في إطار "حرب الرواية"، حيث تسعى إسرائيل إلى مواجهة الانتقادات الدولية المتصاعدة بشأن استخدام التجويع كسلاح ضد المدنيين، عبر خلق محتوى بصري موجه للرأي العام العالمي، يهدف إلى صرف الأنظار عن الحقائق الميدانية.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التزام المنظمة بمواصلة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، فيما شددت منظمات حقوقية على أن خطة توزيع المساعدات الإسرائيلية مخالفة للمبادئ الإنسانية، ولا تلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات.
وبحسب بيانات أممية، يحتاج القطاع إلى ما لا يقل عن 600 شاحنة مساعدات يوميًا، بينما لا يدخل سوى أقل من 15% من هذا العدد، الأمر الذي يفاقم الكارثة الإنسانية ويهدد بارتفاع أعداد الضحايا.

