سلطات صحيفة فايننشال تايمز الضوء على تزايد العزلة الدولية لإسرائيل بعد حربها على غزة، حيث أصبح رد الفعل العالمي على العنف الإسرائيلي مصدر قلق للمسافرين ورجال الأعمال الإسرائيليين، ما يثير التساؤل حول مستقبل الدولة على الساحة الدولية.
وأشار تقريرأعده نيري زيبلر إلى حادثة منع سفينة سياحية إسرائيلية تقل 1,600 راكب من الاقتراب من جزيرة سيروس اليونانية هذا الصيف، حيث تجمع سكان الجزيرة المحتجون مرددين هتافات "فلسطين حرة"، ما دفع السلطات لإعادة توجيه السفينة إلى قبرص لأسباب أمنية. وقال بعض الإسرائيليين إن هذا الموقف أثار القلق حول قدرتهم على السفر بحرية في وجهات تعتبر تاريخيًا الأكثر ودية لهم.
وبعد مرور ما يقرب من عامين على هجوم 7 أكتوبر 2023 والرد الإسرائيلي المدمر، يتضح أن الانتقاد الدولي يتصاعد، مع دعوات عدة للاعتراف بدولة فلسطينية، ووصف موجة الاستنكار بأنها “تسونامي دبلوماسي”.
وقال دبلوماسي إسرائيلي متقاعد إن الوضع الدولي لإسرائيل لم يشهد مثل هذا الضغط، حتى من حلفاء مقربين، بما في ذلك الولايات المتحدة.
كما بدأت المؤشرات الاقتصادية تظهر تأثير الأزمة، حيث علّقت ألمانيا شحنات أسلحة، وقرر صندوق النفط النرويجي بيع استثماراته وقطع العلاقات مع مديري الصناديق الإسرائيليين.
وفي القطاع التكنولوجي، عبّر المستثمرون الأوروبيون عن ترددهم في الاستثمار في إسرائيل لأسباب أخلاقية، بينما وصف مستشار إسرائيلي كبار رجال الأعمال الإسرائيليين بأنهم “يشعرون وكأنهم روسيا دون عقوبات رسمية”.
وعلى الصعيد السياسي، يبدو أن دعم الولايات المتحدة للعملية العسكرية في تراجع بين الديمقراطيين والمستقلين، بينما يستمر الرئيس الأمريكي السابق ترامب في دعم الحكومة الإسرائيلية، ما يجعل التأثير محدودًا داخليًا على الحكومة.
ورغم ذلك، بحسب التقرير، يواجه الإسرائيليون صعوبات عالمية متزايدة، من مضايقات لمسافرين، إلى إلغاء مشاركات ثقافية ورياضية، إلى قيود على السفر، ما يعكس مخاوف المسؤولين من عقوبات دولية إضافية قد تحد من قدرة إسرائيل على المشاركة في الفعاليات العالمية، وتفرض عليها حظرًا أوسع على الأسلحة، وتقيّد السفر بدون تأشيرة.
وخلص التقرير إلى أن حرب غزة دفعت إسرائيل إلى مرحلة حرجة على المستوى الدولي، حيث يزداد الخطر من أن تصبح دولة منبوذة في عالم متصل ومعولم، مع تأثيرات سياسية واقتصادية ممتدة على جميع الأصعدة.

