فلسطين أون لاين

صور الأقمار الصِّناعيَّة تكشف حقيقة استعدادات إسرائيليَّة جديدة في غزَّة

...
صور الأقمار الصناعية تكشف حقيقة الاستعدادات الإسرائيلية في غزة
متابعة/ فلسطين أون لاين

في ظل التصريحات العديدة من المسؤولين الإسرائيليين حول احتمال تنفيذ عملية برية واسعة داخل قطاع غزة، تصدرت صورة التحشيدات العسكرية في معبر كارني (المنطار) شرقي مدينة غزة عناوين الأخبار العالمية.

فقد نشرت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية تقريرًا يستند إلى صور أقمار صناعية حديثة زعمت فيه وجود استعدادات عسكرية إسرائيلية مكثفة لشن عملية برية جديدة، ما أثار جدلاً واسعًا وتفاعلاً على منصات التواصل الاجتماعي.

999-1754915567.webp
 

ومع ذلك، كشفت تحقيقات فريق "الجزيرة تحقق" عن تفاصيل مغايرة تكشف أن هذه الصور ليست دليلاً على تحركات جديدة، بل توثق وجود قوات إسرائيلية تمركزت في الموقع منذ أوائل يوليو/تموز الماضي.

إذ تبين أن الحشود التي رصدتها صور الأقمار الصناعية ليست استقدامًا حديثًا، وإنما جزء من إعادة تموضع لقوات كانت منتشرة مسبقًا داخل قطاع غزة.

تعود قصة التحشيدات إلى بداية أبريل/نيسان 2025، حينما بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية محدودة شرق غزة، شملت وحدات قتالية وهندسية، مع إصدار أوامر إخلاء للسكان في عدة أحياء مثل الشجاعية والجديدة والتركمان، وحثهم على الانتقال إلى مراكز إيواء غربية للمدينة.

Picture2-1754916041 (1).webp
 

وبعد ثلاثة أشهر، في مطلع يوليو/تموز، قام الجيش بتوسيع نطاق العملية، مدعماً قواته بمزيد من الوحدات القتالية لتعزيز وجوده الميداني.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطت في الخامس والسادس من يوليو تموضع آليات عسكرية وخيام قيادة وسيطرة في معبر كارني، إضافة إلى تمركز الحشود الإسرائيلية في ثلاثة محاور رئيسية شمال ووسط وجنوب القطاع، ما يتوافق مع تكتيك الضغط المتزامن على عدة جبهات.

وفي بداية أغسطس/آب، لاحظ فريق التحقيق انسحاب القوات من المحورين الجنوبي والأوسط، مع بقاء التمركز في المحور الشمالي. لكن مع بداية الشهر، شهد معبر كارني زيادة واضحة في عدد الآليات العسكرية، وهو ما يمثل عودة القوات المنسحبة إلى نقاط التحشيد السابقة وليس استقداماً لقوات جديدة.

Picture3-1754916140.webp

من هنا، يتضح أن ما وصفته "إن بي سي" بالحشود الجديدة هو في الواقع إعادة تموضع لقوات موجودة أصلاً، مما يدحض فكرة وجود تحشيدات جديدة ميدانية تمهيدًا لعملية برية وشيكة في القطاع.

وفجر الجمعة الماضية، وافق المجلس الوزاري المصغر الإسرائيلي على مقترح السيطرة على مدينة غزة ضمن خطة أوسع لاحتلال القطاع بالكامل.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن نتنياهو قوله إن "العمليات بطريقتها الحالية في غزة فاشلة، ولم تؤدِ إلى إعادة المخطوفين"، مؤكدا أن إسرائيل "تريد هزيمة حركة حماس وليس تخليدها".

وكانت صحيفة يسرائيل هيوم ذكرت أن المجلس الوزاري، بعد 10 ساعات من المباحثات، وافق على مقترح نتنياهو باحتلال القطاع، بينما أكدت هيئة البث العبرية أن الموافقة على احتلال غزة جاءت رغم تحذيرات رئيس الأركان إيال زامير.

وأدانت دول عربية وإسلامية، خطة إسرائيل لاحتلال قطاع غزة واعتبرتها تصعيدا خطيرا ومرفوضا وانتهاكا للقانون الدولي.

ومنذ 2 مارس/ آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة دخول أي مساعدات إنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده، والسماح بدخول كميات محدودة لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المواطنين.

وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة الإسرائيلية 61 ألفا و258 شهيدًا و152 ألفا و45 مصابا من الفلسطينيين، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.