حذّر رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق، عاموس يدلين، من أن إسرائيل باتت على أعتاب "كارثة سياسية واستراتيجية أعمق من هزيمة 7 أكتوبر"، بعد نحو عامين من الحرب على قطاع غزة.
وقال يدلين إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أضاع ثلاث فرص لإنهاء الحرب بشروط جيدة، معتبرًا أن تقدير حركة "حماس" بأن الوقت يعمل لصالحها "تقدير صحيح".
وأضاف أن خيار احتلال غزة بالكامل يعني عمليًا التخلي عن ملف استعادة الأسرى، مشيرًا إلى أن استسلام الحركة لم يتحقق طيلة فترة الحرب رغم ما وصفه بـ"الشرعية الدولية الكاملة" التي حظيت بها إسرائيل في بدايتها.
وأوضح أن السعي لتدمير جميع قدرات حماس هو "حرب بلا نهاية" تصب في مصلحة تكتيك الاستنزاف الذي تتبعه الحركة، لافتًا إلى أن تكاليف احتلال غزة عسكريًا وسياسيًا وأخلاقيًا "لا يمكن تصورها".
وانتقد يدلين فشل الحكومة في تحقيق ما أسمته "النصر المطلق"، الأمر الذي مكّن حماس من إعادة تنظيم صفوفها والحفاظ على سيطرتها على القطاع دون وجود بديل.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي يقاتل اليوم دون هدف سياسي واضح، بينما بقي الأسرى بيد حماس رغم الوعود باستردادهم.
كما أشار إلى أن ما يُروج له من إنجازات عسكرية في لبنان وسوريا وغزة لم يتحول إلى مكاسب سياسية، بل زاد من عزلة إسرائيل على الساحة الدولية، محذرًا من أن استمرار الحرب دون خطة سياسية يحوّل إسرائيل من "ضحية" إلى "دولة منبوذة".
ولفت إلى أن حتى الحلفاء التقليديين بدأوا في اتخاذ خطوات أحادية، مثل الاعتراف بدولة فلسطين، ما يعكس تراجع الدعم الدولي لإسرائيل.
وختم بالقول إن "النصر المطلق وهم لم يتحقق في أي حرب منذ عام 1945، والحل يكمن في ربط أي إنجاز عسكري بهدف سياسي واضح وسريع".

