وجّه اللواء الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، يتسحاق بريك، انتقادات حادة إلى رئيس الأركان إيال زامير، متهمًا إياه بـ"خداع الجمهور" وتضليل الرأي العام بشأن حقيقة الوضع العسكري في قطاع غزة، مطالبًا إياه بتقديم استقالته إذا لم يُقنع الحكومة بوقف الحرب.
وفي مقال نشره موقع "معاريف" اليوم الخميس، استعرض بريك سلسلة من الإخفاقات التي حمّل زامير ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مسؤوليتها، خاصة فيما يتعلق بما تسمى عملية "عربات جدعون"، والتي وصفها بـ"الكارثية" منذ انطلاقها، مؤكدًا أن تحذيراته قبل أربعة أشهر بشأن فشلها تحققت بالكامل.
واتهم بريك رئيس الأركان بإيهام الجمهور بأن "الجيش ينتصر"، رغم الخسائر الكبيرة على الأرض، وفشل الجيش في تحقيق أهدافه، وعلى رأسها القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى. وأشار إلى أن زامير، خلافًا لسلفه هرتسي هاليفي، دعم استمرار الحرب وقدّم لرئيس الحكومة وعودًا "غير واقعية"، مما زاد من تعقيد الأوضاع.
كما نقل بريك عن جلسة وزارية مغلقة أقرّ فيها زامير بأن احتلال غزة بشكل كامل سيستغرق سنوات وسينتج عنه خسائر فادحة، وهو ما اعتبره بريك خيارًا غير أخلاقي نظرًا لتسببه بمئات القتلى من المدنيين.
وتحدّث بريك عن أزمة ثقة داخل الجيش، مشيرًا إلى خلافات حادة بين قيادة المنطقة الجنوبية وسلاح الجو بشأن سياسة إطلاق النار، والتي أدت، بحسب تقارير، إلى مقتل مئات الفلسطينيين غير المشاركين في القتال.
ولفت إلى مشادات غير مسبوقة داخل هيئة الأركان بسبب هذه السياسات.
وفي ختام مقاله، دعا بريك زامير إلى "الاعتراف بالحقيقة" وإبلاغ القيادة السياسية بأن الجيش عاجز عن تحقيق النصر، والضغط لوقف الحرب حفاظًا على أرواح الجنود والمدنيين، مؤكدًا أن استمرار العمليات سيُفاقم عزلة (إسرائيل) الدولية ويُهدد مكانتها.
وختم بريك مقاله بالقول: "إذا لم تفعل، فالخيار الوحيد المتبقي لك هو إعادة المفاتيح والمغادرة بشرف".

