فلسطين أون لاين

"مامي هيلبر".. منصة اجتماعية لتسهيل حياة الأم العربية

...
غزة - يحيى اليعقوبي


من واقع الحاجة والتجربة، نمت فكرتها "مامي هيلبر" شيئًا فشيئًا لتصبح شركة ناشئة، شاهدها العالم وهي تصعد على منصة الحدث العالمي الكبير "ستارت أب إسطنبول"، حصلت حينها "نور الخضري" من قطاع غزة بفكرتها الناشئة على المركز الثاني من بين 100 شركة منافسة من مختلف دول العالم.

ما طبيعة مشروعها "مامي هيلبر"؟ وما الذي يميزه عن غيره ليصل لمقدمة ترتيب الحدث العالمي؟ وما هي آلية عمله؟ أسئلة حصلت صحيفة "فلسطين" على إجاباتها في حوار مع الخضري.

ونور الخضري كاتبة سيناريو ومخرجة أفلام، مدونة مهتمة بالتغذية الصحية والطفل، مؤسسة شركة "مامي هيلبر" والمدير تنفيذي لها، فازت أواخر أكتوبر الماضي بفكرتها "Momy Helper" كأفضل ثاني شركة ناشئة من بين 100 شركة أخرى تقدمت للمنافسة حول العالم في الحدث العالمي "ستارت أب إسطنبول".

حاجة وفكرة

"مامي هيلبر" منصة اجتماعية تعنى بالأم العربية، وتقدم لها وسائل الذكية لتعيش حياتها بشكل مختلف، ومن خدماتها تطبيق للهواتف الذكية يسهل للأم الوصول لعدد كبير من الأخصائيين في مختلف المجالات التربوية والنفسية والأسرية، فبخطوات بسيطة تستطيع الأم أن تحجز موعداً مع أحد الأخصائيين، وتراسله عبر التطبيق بسرية تامة، بالإضافة إلى تقديم محتوى كبير باللغة العربية من مقالات ونصائح ووصفات ومقاطع فيديو.

وفي موقع "مامي هيلبر" مدونة تضم موضوعات اجتماعية وصحية ونفسية مختلفة مدعمة بتصميمات عصرية.

بدأت الفكرة تتبلور في مخيلة الخضري بعد أن أصبحت أما لأول مرة، حينها كانت مغتربة في الولايات المتحدة الأمريكية، بحثت كثيرا على من يساعدها في تربية طفلها عبر الإنترنت، فلم تجد مصادر عربية متخصصة، ومن هناك كانت بداية الفكرة وبداية النجاح كذلك.

وقبل أن تصبح فكرتها واقعا، كانت الخضري تقدم رسائل مرئية عن أساليب التربية في تعاملها مع الطفل الأول، فخبرتها الأولى في الحياة الأسرية دفعتها لكتابة عشرات المقالات.

وتقول في حديثها مع "فلسطين": "شجعني ذلك لإنشاء منصة الكترونية تجمع الأمهات بالاستشاريين، بعد أن جذبت مقاطع الفيديو التي كنت أصورها مع طفلي آلاف النساء لعرض مشاكلهم".

وبرفقة 14 شخصا، تعمل الخضري على منصة "مامي هيلبر" المختصّة في تقديم الاستشارات النفسية والتربوية والسلوكية والصحية لعلاج المشاكل الأسرية.

وتوضح: "المنصة تتميّز عن غيرها من المواقع، بإمكانية إجراء لقاءات مباشرة مع مختصين عرب ودوليين، يتعزّز فيها النقاش بشكل كامل للحصول على النصائح والإرشادات".

بمراعاة العادات

وتراعي المنصة، والكلام لمديرة الشركة، عادات المجتمع العربي التي تضع قيودا على الأمهات في عرض المشاكل الأسرية على الأطباء، لذا فهي تقدم للأمهات استشارات خاصة بسرية كاملة لضمان استقرار الأسرة وسعادتها.

ما أهميته؟ وما الذي يميزه عن غيره؟ سؤال طرحته "فلسطين" على الخضري، التي ردت بالقول: "(مامي هيلبر) يتميز عن باقي مواقع وتطبيقات الأمهات كونه الموقع الوحيد الذي يتيح للأمهات خدمة الاستشارات مباشرة عبر الإنترنت".

وعن كيفية مساهمة تطبيق "مامي هيلبر" في حل المشاكل الأسرة، توضح الخضري أنه يضم عدة أقسام في المجالات الأسرية المتعلقة بالجانبين النفسي والتربوي، وبالحمية الغذائية، وكل قسم يضم عددا من الخبراء، وتكون الأم مخيرة بالتواصل مع أي منهم.

وتبيّن: "الفريق يعاين الكلمات الأكثر بحثا من قبل الأمهات على الشبكة العنكبوتية، فيعالجها الفريق والكتّاب بطريقة تجذب الأمهات".

ينشط أعضاء فريق العمل بنشر المحتوى على منصات التواصل الاجتماعي، فباستهداف أكبر عدد من الأمهات، يحاولون تعديل سلوك الأمهات في التعامل مع الأطفال.

ويشارك الفريق الخضري، إضافة إلى تشبيك الأمهات مع المستشارين، في كتابة المحتويات في المنصة التي تعنى بالجوانب التربوية والتثقيفية وأساليب التأثير على الأبناء، علما أن التطبيق يضم قرابة 40 استشاريا في مختلف مجالات الحياة الأسرية والاجتماعية، دون التدخل في طبيعة الشكوى، وتتم اللقاءات مباشرة أون لاين عبر الانترنت.

لم تُخف سعادتها الكبيرة بحصول مشروعها على المرتبة الثانية في الحدث العالمي الذي يجمع بين الشرق والغرب، قائلة: "أشعر بالفخر بأن رفعت اسم فلسطين عاليا في محفل كبير كهذا، وأتمنى أن يكون هذا الفوز مقدمة لإنجازات أكبر، فستارت أب اسطنبول واحد من أكبر الأحداث الخاصة بريادة الأعمال وأصحاب الشركات الناشئة التي تربط الشرق بالغرب وتربطهم بمجموعة واسعة من المستثمرين والمرشدين حول العالم".

"الصبر، والمثابرة، والإصرار على الوصول للهدف، وعدم الاستسلام للصعاب، كلها مقومات للنجاح، والأهم الإيمان العميق بالفكرة والشغف" تقدم الخضري هذه النصيحة، مستطردة: "النجاح قرار، لكن قبل أن يتم، عليك أن تخوض امتحانا صعبا، ولا أحد يصل للنجاح المتكامل فهناك نجاحات صغيرة تصنع نجاحا كبيرا، والنجاح الكبير يصنع نجاحا أكبر، وهكذا".