أعربت مؤسسات المجتمع المدني والأهلي في قطاع غزة، عن رفضها لتصريحات ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، ألكسندر شتوتسمان، والتي تحدث فيها عن قيام الاحتلال الإسرائيلي بفتح المعابر وإدخال المساعدات والبضائع إلى القطاع.

وأكدت المؤسسات، في بيان صحفي صدر اليوم الإثنين، أن "ما أعلنه السيد شتوتسمان لا يمت للواقع بأي صلة"، مشيرة إلى أن الاحتلال لا يزال يماطل و"يُدخل أعدادًا ضئيلة من الشاحنات بشكل غير منتظم"، في وقت تتفشى فيه المجاعة بشكل متسارع، لا سيما بين الفئات الأكثر هشاشة كالأطفال والنساء والمرضى.

ودعت المؤسسات ممثل الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة تصريحاته والتحقق من المعلومات ميدانيًا عبر زيارة فعلية للمعابر الحدودية مع غزة، للوقوف على الواقع الإنساني الصعب.

وشدد البيان على أن استمرار الاتحاد الأوروبي في تبني "روايات غير دقيقة" يسهم في التستر على "جريمة التجويع التي يتعرض لها نحو 2.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة".

كما طالبت المؤسسات بضغط سياسي وجاد من الاتحاد الأوروبي لإلزام الاحتلال بتعهداته بشأن إدخال المساعدات، مؤكدة أن لغة "الوعود الزائفة" لم تعد مجدية في ظل الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

وفي وقت سابق، عبّرت تصريحات عربية وأوروبية عن حالة من الإحباط المتزايد، إزاء بطء تنفيذ الاتفاق المعلن بين "إسرائيل" والاتحاد الأوروبي بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية التي تطال نحو 2.5 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.

وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن، الخميس الماضي، عن اتفاق مع "إسرائيل" يتضمن فتح مزيد من المعابر، وزيادة دخول شاحنات الغذاء والدواء، وإصلاح البنى التحتية الحيوية، إضافة إلى تعزيز حماية العاملين في مجال الإغاثة.

لكن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أكّد، في تصريحات له قبيل اجتماع في بروكسل اليوم الاثنين، أنه "لم يتغير شيء" على الأرض، مشددًا على استمرار العراقيل في إدخال المساعدات.

من جهتها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، إن هناك مؤشرات أولية على وصول شاحنات إضافية، لكن "التحسن الملموس لا يزال غائبًا"، ما يثير قلقًا أوروبيًا متزايدًا بشأن جدية تنفيذ الاتفاق.

وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم بعثة الاتحاد الأوروبي في فلسطين، شادي عثمان، إن "الوعود الإسرائيلية لم تُنفذ حتى الآن"، مشيرًا إلى أن الاتحاد يترقب بدء التطبيق الفعلي خلال اليومين القادمين، وسط تأكيد على ضرورة تسريع تدفق المساعدات لتفادي تفاقم الأزمة الإنسانية.

ويأتي هذا في وقت لا تزال فيه المناطق المختلفة في قطاع غزة تواجه أوضاعًا كارثية، وسط تقارير عن مجاعة متفاقمة ونقص حاد في الإمدادات الأساسية، فيما تتواصل دعوات المجتمع الدولي لممارسة ضغط فعلي على الاحتلال الإسرائيلي للوفاء بتعهداته.