فلسطين أون لاين

"كتائب القسام" و"سرايا القدس".. أخوة الدم ورفقاء السلاح!

...
غزة - يحيى اليعقوبي

تجسدت دماؤهم واتحدت في باطن الأرض كما اتحدت فوقه؛ أخوة الدم والسلاح وطريق الجهاد والمقاومة طوال عقود في مقارعة الاحتلال الإسرائيلي، لكنها تجلت أمس في لوحة مشرقة اختلطت فيها دماء أبناء السرايا وكتائب القسام داخل نفق للمقاومة شرق خان يونس.

بروح الأخوة هرعت قوة نجدة وإنقاذ تابعة لكتائب القسام لمساندة وانتشال مجموعةٍ من مقاومي سرايا القدس الذين احتجزوا داخل نفق للمقاومة إثر قصف طائرات الاحتلال للنفق، لتلتحق ثلةٌ من رجال السرايا والقسام بركب الشهداء جنباً إلى جنبٍ أثناء عمليات الإنقاذ.

رغم الجراح، زينت اللوحة باستشهاد سبعة مقاومين وإصابة 10 آخرين بجروح جراء قصف الاحتلال لنفق المقاومة، بينهم قائد لواء الوسطى في سرايا القدس عرفات أبو مرشد، ونائبه حسن حسنين، وأربعة عناصر آخرين بالسرايا وهم عمر الفليت، وأحمد أبو عرمانة الذي رزقت زوجته بولد سمي أحمد، لتكون ولادة هذا المقاوم الفلسطيني من جديد، وحسام السميري.

وحدة الكوماندوز القسامية قدمت شهيدين وهما مصباح فايق شبير، ومحمد مروان الأغا.

"رفاق السلاح" عنوان كبير يصف متانة العلاقة بين أبناء القسام وسرايا القدس، رسم صورة جميلة اختلط فيها أحمر الدم المنبعث من عروق الشهداء شرق محافظة خان يونس.

خندق المقاومة

"ذكرني بيوم المؤاخاة بين المهاجرين والانصار في سبيل الدعوة فالقسام والسرايا وجهان لعملة واحدة هي الجهاد حتى النصر والشهادة فالهم واحد والدم واحد والعرض والغاية واحدة" بهذا الكلمات تحدث الشاب أحمد أبو شمالة لصحيفة "فلسطين" مبديًا فخره بروح الأخوة التي جمعت مقاومي القسام وسرايا القدس في نفق أرضي.

"ماذا أقول؟ المشهد عظيم ديننا واحد، عقيدتنا واحدة، وطننا واحد، عدونا واحد، فلنكن في خندق واحد في مقارعة ومقاومة المحتل الغاصب" فرغم ما سبق لم يخف عبد الناصر معمر في حديثه لنا حزنه على شهداء المقاومة".

وبذات الحال عبر خالد السويركي عن فخره برجال المقاومة "أبناء القسام والسرايا دائماً أبناء دم واحد ووطن واحد وليس غريباً مثل هذا الموقف أن يناصر القسام إخوانه في سرايا القدس في صد العدوان الغاشم ومثل المواقف تؤكد لنا أننا على موعد تحرير باقي أراضينا المحتلة".

وحدة الدم بين القسام والسرايا، من وجهة نظر الكاتب والمحلل السياسي هاني البسوس، دليل على وحدة الموقف والعمل المشترك ضد الاحتلال، سرايا القدس عملت مع كتائب القسام في خندق واحد خلال الحروب الماضية على قطاع غزة، واليوم كتائب القسام تهب لنجدة إخوانهم من سرايا القدس في صورة وطنية تجسد روح الأخوة والتضحية.

وقال البسوس لصحيفة "فلسطين": "كتائب القسام مع سرايا القدس توجه رسالة للاحتلال بأن المقاومة الفلسطينية لا تتجزأ وأن الرد الفلسطيني سيكون من خلال الوحدة الوطنية وتجسيدها ورص الصفوف الفلسطينية لمواجهة الاحتلال".

ربما كان مشهد وحدة الدم غريبًا على الاحتلال الإسرائيلي الذي لطالما حرص على تفرق الشعب الفلسطيني ومقاومته، لكنه ليس غريبًا على أبناء الشعب الفلسطيني الذين يقدمون الشهداء تلو الشهداء في ذات الطريق والخندق المقاوم الواحد.