حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من "الانزلاق لأزمة إنسانية طاحنة" في قطاع غزة، مؤكدة أن السماح بإدخال الدعم الإنساني هو التزام قانوني على (إسرائيل).
وقال المتحدث باسم "الصليب الأحمر" هشام مهنا: "اللجنة الدولية تحذر من الانزلاق لأزمة إنسانية طاحنة مرة أخرى مع استمرار إغلاق البوابة الوحيدة التي يدخل عبرها الدعم الإنساني وهي معبر كرم أبو سالم بعد قرار السلطات الاسرائيلية في استمرار إغلاقه لليوم الحادي عشر".
وذكر مهنا لـ "فلسطين أون لاين" أمس، أن ذلك يأتي بالتزامن مع قطع خط الكهرباء الذي يغذي محطة التحلية الوحيدة في قطاع غزة التي يستفيد منها عشرات الآلاف من المدنيين للحصول على مياه الشرب.
وحذر من أن ذلك ينذر أولا بالعودة إلى وضع إنساني مأساوي يتمثل في قلة ومحدودية الاستجابة الإنسانية في مختلف المجالات.
ومن ذلك وفق مهنا، "ما يتعلق بالأمن الغذائي وتوفير المواد الغذائية والحصول على خدمات المياه والصرف الصحي خاصة في المجتمعات التي تضررت بشكل كبير بفعل الأعمال العدائية بعد عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله".
وتابع: يضاف إلى ذلك محدودية توفر أدوات الإغاثة مثل الخيام والأقمشة المشمعة وغيرها مما يضع عشرات الآلاف إن لم يكن مئات الآلاف من الأسر النازحة في أوضاع مأساوية أسوأ مما كانت عليه.
وأكد ضرورة السماح بإدخال الدعم الإنساني بشكل فوري بما يتناسب مع الاحتياجات الهائلة غير المحدودة، منبها إلى أن هناك التزاما قانونيا طبقا للقانون الدولي الإنساني على (إسرائيل) بالسماح بإدخال الدعم الإنساني وعدم ربطه بالمجريات السياسية فيما يتعلق بالتفاوض.
وأشار إلى أن "الصليب الأحمر لم تتوقف عن انخراطها بحوار غير معلن مع السلطات الإسرائيلية والجهات الأخرى لتحسين صورة الوضع الإنساني والسماح بإدخال الشاحنات المحملة بمختلف أنواع الدعم الإنساني سواء المواد الغذائية أو غاز الطهي والوقود ومواد البناء وغيرها".
وشدد على ضرورة تحقيق استقرار في وتيرة إدخال الدعم الإنساني حتى يطرأ تغيير إيجابي حقيقي يلمسه النازحون في قطاع غزة بما يتعلق بالأوضاع الإنسانية، مضيفا: "لا نريد العودة إلى سابق عهد الأمور قبل وقف إطلاق النار".
وتابع: "شهدنا شهورا طويلة في قطاع غزة مليئة بمشاهد الحرمان وسفك الدماء والموت جوعا والموت من البرد".
وقال المتحدث باسم "الصليب الأحمر": "نحن نعي تماما حجم الأزمة الإنسانية وتبعاتها إذا لم يطرأ أي تغيير حقيقي وفوري للحياة الإنسانية في قطاع غزة ولا يمكن الرهان على صمود النازحين في وجه الظروف الإنسانية البائسة أكثر من ذلك".
وأوضح أن "الجهود السياسية وحدها هي التي يمكن أن تدفع عجلة الإغاثة الإنسانية وإعادة الإعمار وإعادة بناء المجتمعات التي تم تدميرها بما فيها قطاعات البنى التحتية في شبكات المياه والصرف الصحي والقطاع الصحي بأكمله".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ يوم 19 كانون الثاني/يناير 2025، بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة.
وفي مطلع الشهر الجاري، انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق التي استمرت 42 يوما، وتتنصل (إسرائيل) من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب، وفق مراقبين.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت (إسرائيل) مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، وتهدد بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف الحرب.
وبدعم أميركي أوروبي شنت (إسرائيل) بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، حربا على غزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.