حذر الكاتب الأمريكي البارز توماس فريدمان في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز من أن ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية تعاني من فوضى عارمة، قد تفضي إلى انهيار كبير في الولايات المتحدة.
تحت عنوان "انهيارٌ كبيرٌ يجري على قدم وساق"، انتقد فريدمان سياسات ترامب، معتبرًا أنها تفتقر إلى التماسك وتعتمد على المظالم الشخصية والانتقام، وسط إدارة يهيمن عليها الولاء المطلق للرئيس.
وأشار فريدمان إلى أن ترامب وحده يتحمل مسؤولية الإخفاقات السياسية والاقتصادية، من التعامل مع أوكرانيا إلى فرض الرسوم الجمركية، لافتًا إلى أن غياب رؤية واضحة لدى ترامب حول موقع أمريكا في العالم أدى إلى قرارات متخبطة تضر بالمصالح الأمريكية.
أيديلوجيين متشددين
وأوضح الكاتب أن ترامب عاد إلى البيت الأبيض محاطًا بمجموعة من الأيديولوجيين المتشددين الذين يضعون ولاءهم له فوق القيم السياسية التقليدية، مما أدى إلى نهج إداري يقوم على فرض ضرائب جمركية عشوائية، وتقديم مساعدات غير مستقرة لأوكرانيا، وتخفيضات غير مدروسة في البرامج الحكومية، في ظل حالة من الخوف بين المسؤولين من انتقادات ترامب أو الملياردير إيلون ماسك عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد فريدمان أن العالم يواجه رئيسًا غير مستقر في قراراته، يهدد أوكرانيا ثم يتراجع، يفرض رسومًا على المكسيك وكندا ثم يؤجلها، ويضاعف الضرائب الجمركية على الصين بينما يلوّح بفرض المزيد على أوروبا.
ورأى الكاتب أن مزاعم ترامب بشأن وراثته اقتصادًا متهالكًا لا أساس لها من الصحة، مشيرًا إلى أن الاقتصاد كان في حالة جيدة نسبيًا في نهاية ولاية الرئيس السابق جو بايدن.
قلب المبادئ
وأضاف أن ترامب، رغم إدراكه الحاجة إلى تصحيح الخلل التجاري مع الصين، اتبع نهجًا خاطئًا في التعامل مع الأمر، حيث كان بإمكانه التنسيق مع الحلفاء بدلًا من تبني قرارات فردية تضر بالمصالح الأمريكية.
واختتم فريدمان مقاله بالإشارة إلى أن ترامب ونائبه جيه دي فانس قلبا المبادئ الأمريكية رأسًا على عقب، وجعلا سياسات واشنطن قائمة على التخلي عن الحلفاء والتقرب من الخصوم، فقط لضمان بقائهما السياسي، داعيًا إلى ضرورة وجود رؤية اقتصادية متماسكة يقودها فريق من الخبراء، وليس من المتملقين والمتشددين اليمينيين.