أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، أن التحقيق الذي أجراه جيش الاحتلال "الإسرائيلي" بشأن هجوم طوفان الأقصى صبيحة 7 أكتوبر 2023، كشف أن حركة المقاومة الإسلامية حماس نجحت في خداع جيش الاحتلال بمستوياته الإستراتيجية والعملياتية والتكتيكية، مما يظهر إخفاقًا إسرائيليًا في المستويات الثلاثة.
وأوضح الدويري، أن العملية التي نفذتها حماس تعتبر إستراتيجيا "عملًا لم يتم توقعه رغم وجود مقدمات وإشارات على إمكانية حدوثه".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال لم يتوقع أن تنفذ كتائب القسَّام -الجناح العسكري لحماس- عملية داخل السياج بهذا الحجم، ولم يتوقع أن يتم استخدام أكثر من 3 آلاف صاروخ في اللحظات الأولى.
وأضاف، أنه على المستوى التكتيكي، لم يتوقع الجيش الإسرائيلي أن تصل قوات حماس إلى نقاط محددة مثل موقع 8200 وبعض المواقع العسكرية الأخرى، مشيرًا إلى وجود "ترهل في المستوى العسكري" خاصة في فرقة غزة التي تم السيطرة عليها خلال 3 ساعات.
وذكر، أن جيش الاحتلال بدأ يستعيد توازنه ظهر السابع من أكتوبر/تشرين الأول من خلال سلاح الجو وليس القوات البرية، موضحًا أن سلاح الجو أخذ "الدور الفاعل" في التعامل مع قوات نخبة القسام وغيرها، لافتًا إلى أن القوات البرية بدأت تتعامل مع الوضع مساء على مستوى الوحدات الصغيرة، فيما بدأ الوضع أكثر توازنا في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مع بدء استخدام النيران المكثفة المنسقة على مستوى رئاسة الأركان.
وأرجع الدويري اعتبار الاحتلال "الإسرائيلي" غزة "جبهة ثانوية" والتركيز على إيران إلى عدة أسباب، منها حصار القطاع منذ عام 2006 رغم وجود الأنفاق، وصعوبة مقارنة قدرات حماس بحزب الله من حيث الأعداد والإمكانات.
ولفت الدويري إلى أن "إسرائيل" كانت تتعامل مع حماس، باعتبارها "صندوقًا أسود" لا تعلم عنه شيئًا، لأن حماس لم تكن تصرح أو تظهر جوانب قوتها، على عكس حزب الله الذي كان يتحدث عن قدراته.
وتوقع أن يكون لهذا التحقيق تداعيات كبيرة على الجيش الإسرائيلي، مشيرًا إلى سلسلة الاستقالات التي شهدتها المؤسسة العسكرية، بدءا من رئيس الأركان هرتسي هاليفي وقائد الجبهة الجنوبية وقادة الأجهزة الأمنية.
وقال إن الجيش الإسرائيلي "يتوجه نحو الراديكالية اليمينية وهيمنة اليمين"، متوقعًا أن يكون "الجيل القادم محسوبًا على اليمين المتطرف"، وما يترتب على ذلك من انعكاس على "تغيير بنيوي وعقائدي في عقيدة الجيش".
وأمس الخميس، كشف تحقيق الجيش الإسرائيلي في فشل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أنّ الاستخبارات العسكرية ("أمان") فشلت بفهم حماس لسنوات طويلة، فضلا عن خداع استراتيجي قامت به القسام، وجعلت الهجوم المفاجئ، وغير المسبوق ممكنًا.
وقال الجيش، إنه لم يأخذ في الحسبان، سيناريو وقوع هجوم واسع ومفاجئ، بل تم اعتباره غير محتمل، ولم يكن هناك حتى سيناريو مشابه له، ولم يكن الجيش مستعدًّا لذلك.
وأشار إلى أن فرقة غزة تعرضت للهزيمة خلال عدة ساعات، بين الساعة 6.30-12.30، ولم يكن للجيش أي سيطرة على منطقة غلاف غزة، وخلال هذه الفترة وقعت معظم عمليات القتل والأسر، واحتاج الجيش إلى 10 ساعات، لاستعادة السيطرة العملياتية على المنطقة، وجرت تصفية معظم المسلحين أو عودتهم إلى القطاع.

