فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير المنخفض الجوي يزيد معاناة النازحين في غزة.. أسرٌ مشردة وأوضاع مأساوية

...
المنخفض الجوي يزيد معاناة النازحين في غزة.. أسرٌ مشردة وأوضاع مأساوية
غزة/ رامي محمد:

تفاقمت معاناة الأسر النازحة والمتضررة في قطاع غزة مع اتساع تأثيرات المنخفض الجوي، حيث تعيش آلاف العائلات في العراء أو داخل خيام مؤقتة لا توفر الحد الأدنى من الحماية من البرد القارس والأمطار الغزيرة.

في ظل هذه الظروف الصعبة، تتزايد المطالبات للمؤسسات الدولية والحقوقية والإنسانية بسرعة التدخل لإنقاذ المتضررين.

في شارع صلاح الدين وسط القطاع، يقطن محمود أبو رقعة، وهو أب لخمسة أبناء، داخل خيمة بالية لا تقيه وأسرته من الأمطار الغزيرة والرياح العاتية.

يقول بحسرة لصحيفة "فلسطين": "المياه تسربت إلى داخل الخيمة، وأغرقت الأغطية والفُرُش لا تتوفر لنا أشعة الشمس لتجفيفها، ولا نملك أغطية أو ملابس بديلة لمواجهة هذا البرد القارس".

ويضيف: "حياتنا أصبحت بائسة بعد أن فقدنا منزلنا، لم يبقَ لنا شيء نحتمي به من هذا الشتاء القاسي حتى أبنائي الذكور، لضيق الخيمة، يقضون معظم أوقاتهم في العراء، ولا يدخلونها إلا عند النوم".

إمكانات بسيطة

خليل حسونة، أحد المتضررين، أوضح أنه بعد إعلان وقف العدوان، حاول العودة إلى منزله المدمر جزئيًا في مخيم البريج وسط القطاع حيث استصلح غرفة من الإسمنت كانت لا تزال قائمة، فيما تعرضت بقية أجزاء المنزل للدمار الكامل.

وبإمكانات بسيطة، وبمساعدة أبنائه وأقاربه، أحاط ما تبقى من المنزل بأقمشة وشوادر لتوفير بعض الحماية من العوامل الجوية.

إلا أن الرياح العاتية والأمطار الغزيرة أتلفت كل ما قاموا به، مما اضطره إلى نقل أسرته للعيش مؤقتًا مع أقاربه.

وأضاف حسونة لصحيفة "فلسطين" أن المساعدات المتاحة من الأغطية والملابس الشتوية شحيحة جدًا، ولا تكفي جميع أفراد العائلة، مشيرًا إلى أن توزيعها يتم بكميات محدودة لا تلبي احتياجات المتضررين.

ودعا حسونة وبجواره متضررون آخرون المؤسسات الدولية والحقوقية إلى التدخل العاجل لمساعدتهم، من خلال توفير مستلزمات الإيواء والتدفئة، وتأمين مواد بناء لإعادة ترميم المنازل المتضررة.

ولا تزال مئات الأسر النازحة في قطاع غزة تعاني من أوضاع إنسانية قاسية بعد فقدان منازلها، حيث وجدت الكثير منها مأوى مؤقتًا في مدارس الإيواء. إلا أن هذه الحلول المؤقتة أصبحت غير ملائمة مع متطلبات استئناف العملية التعليمية، مما يضع العائلات في مواجهة خطر التشرد مجددًا.

السيدة خولة عاشور، وهي أرملة فقدت زوجها خلال الحرب تقيم حاليًا داخل إحدى مدارس الإيواء، بعدما دُمّرت شقتها بالكامل في أحد الأبراج السكنية بمدينة الزهراء. تقول بحسرة: "لا يوجد لي مكان آخر أذهب إليه، والمدرسة هي الملجأ الوحيد لي ولأطفالي بعد أن فقدنا كل شيء".

وأشارت عاشور إلى أنها كانت تأمل في الحصول على وحدة سكنية مؤقتة (كرفان)، لكن يتعمد الاحتلال المماطلة في إدخالها أو في إدخال المواد اللازمة لبناء مساكن بديلة.

وعلى الرغم اتفاق وقف العدوان، يواصل الاحتلال الإسرائيلي المماطلة في إدخال المستلزمات الأساسية التي تم الاتفاق عليها في المرحلة الأولى، بما في ذلك الأغطية، والملابس الشتوية، والشوادر، ومواد البناء اللازمة لترميم المنازل المتضررة.

هذه العرقلة المتعمدة تزيد من معاناة آلاف الأسر التي تعيش في العراء، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تدخل دولي فوري للضغط على الاحتلال، لضمان دخول المساعدات الإنسانية، وإنقاذ المتضررين من كارثة إنسانية تزداد سوءًا مع مرور الوقت.