فلسطين أون لاين

المقاومة بغزَّة تعيد النَّور لبيت المحرَّرة ريماوي

...
المقاومة بغزَّة تعيد النَّور لبيت المحرَّرة ريماوي 
رام الله / فاطمة حمدان

ثلاثة عشر شهرا بساعاتها وأيامها ولياليها، وبيت المعلمة فاطمة ريماوي تسوده العتمة فهو خال من روح المنزل وسيدته، التي تركت وراءها زوجها وابنها الوحيد الشاب وحيدين بلا زوجة وأم تؤنس أيامهما دون أن يريا في الأفق أي بصيص أمل قد يعيد لهما رفيقتهما المعزولة خلف قضبان السجون دون أن يعرفا عنها شيئا أو تعرف عنهم خبرا. 

والأسيرة المحررة ريماوي"٥٣ عاما" التي أفرج الاحتلال الإسرائيلي عنها ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل بين المقاومة بغزة والاحتلال الإسرائيلي، اعتقلها الاحتلال بسبب منشور لها على "فيسبوك" تضامنا مع غزة خلال حرب الإبادة التي شنتها (إسرائيل) عليها لمدة خمسة عشرة شهرا متواصلة. 

تقول لـ "فلسطين أون لاين": "فرحة الحرية هي أكبر فرحة بالحياة، ونقول ذهب الأسر وبقي الأجر بإذن الله، فلشدة المعاناة التي قاسيناها في المعتقل فإنني وصفت حياة الاعتقال بحياة البرزخ". 

وتضيف: "كنا في عالم آخر منعزلين عن العالم الخارجي تماما، فلا أعلم شيئا مما يدور في الخارج ولا أي أخبار عن أسرتي وأحبابي". 

ولم تكن تتسرب الأسيرات سوى بعض الأخبار من الأسيرات اللاتي يتم اعتقالهن حديثا، " كنا يحاولن ري ظمأنا لمعرفة يدور بالخارج بنقل ما حدث قبيل اعتقالهن، رغم أن إدارة المعتقل كانت تهددهن بعدم نقل أي أخبار لنا قبل ايداعهن في الزنزانة". 

ولم يهن قسوة ظروف السجن على الأسيرات سوى التكافل والتضامن بين بعضهن البعض، " كنا في مرحلة استوجبت منا أن نقف مع بعضنا البعض في وجه سياسة وحشية تنتهجها إدارة سجون الاحتلال بحقنا". 

كانت كل أسيرة سواء كانت طبيبة أو معلمة تعقد الأسيرات محاضرات في مجال اختصاصها وتنقل لهن بعضا من خبراتها في ظل منعهن من وسائل الترفيه والتعلم داخل الزنازين. 

وكان ما يزيد الحياة المعيشية سوءا هو تعمد الاحتلال النقل المتكرر الاسيرات من قسم لآخر حتى لا يشعرن بالراحة ابدا، خاصة في فصل الشتاء حيث البرد القارس. 

وتشير ريماوي إلى أن الاحتلال تخطى الإنسانية في التعامل معهن من حيث التعذيب المستمر والضرب وقلة الأكل، "كانت الكميات قليلة جدا ولا يوجد عليها ملح أو سكر، حتى كوب السكر يكون عبارة عن نصف". 

وتتابع: "لم نكن نخرج من الزنزانة سوى ساعة لاستخدام الحمام، وحتى المحكمة تعقدها عبر "تقنية الفيديو" فلا يتم اشراكنا فيها فلا نرى ذوينا ولا نصافحهم". 

وتقول:" السجن صعب جدا، أتمنى لكل من بقي فيه أن يخرج منه، وألا يعود أي محرر له، أشعر بالفخر بخروجي في صفقة عزة وكرامة ومرفوعي الرأس".

المصدر / فلسطين أون لاين