أكد سكان من مخيم جنين شمال الضفة الغربية، أن مواصلة أجهزة أمن السلطة لحصارها للمخيم، وعدم سماحها بإدخال المواد الغذائية والماء، ينذر بمجاعة ويزيد من تدهور الأوضاع المعيشية داخل المخيم الذي يقدر عدد ساكنيه بالآلاف.
وقال السكان في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين أون لاين"، إن أجهزة أمن السلطة تنتشر عبر مداخل ومخارج مخيم جنين، وتقوم بوضع مدرعاتها في منتصف الشوارع، وتطلق النار على كل من يحاول الدخول إلى المخيم وجلب الدقيق والمواد الغذائية.
واتهم السكان السلطة وقيادتها بتجويع مخيم جنين، وتنفيذ سياسات جيش الاحتلال في التضييق على سكان المخيم، ودفعهم إلى تركه، خاصة مع انقطاع التيار الكهربائي والماء في معظم أنحاء المخيم، وعدم السماح بإخراج أيضا القمامة.
وقال المواطن أحمد أبو بكر من سكان المخيم: "أغلقت أجهزة أمن السلطة الطرق التي تؤدي إلى المخيم، ومنعت دخول المواد الغذائية والإمدادات الأساسية، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وأصبحت شبه خالية من السلع الضرورية".
وأضاف أبو بكر في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "دخل حصار السلطة لمخيم جنين اليوم الـ42، وغالبية المواد الغذائية خاصة الدقيق نفذ من المنازل والمحال التجارية، ونعتمد الآن على بعض البقوليات المتبقية، وفي حالة استمر الحصار ولم تسمح أجهزة أمن السلطة بإدخال المواد الغذائية سنعاني من المجاعة".
وأوضح أنه برفقة عائلات داخل مخيم جنين أطلقوا مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة السماح بإدخال المواد الغذائية للمخيم، وفك الحصار عنه ولكن لم تحدث أي استجابة من قبل أحد، أو حتى المؤسسات الإغاثية.
كذلك، أكد محمود السعدي أن السلطة تواصل منع إدخال الوقود والمياه والمواد الغذائية، والأدوية لمخيم جنين، وهو ما يهدد حياة المرضى وكبار السن، والنساء، نتيجة هذه السياسة.
وقال السعدي "هناك حالات مرضية بحاجة إلى العلاج خاصة أصحاب الأمراض المزمنة من كبار السن، الذين يحتاجون إلى الرعاية الصحية والوصول إلى المستشفيات، وتناول الطعام المناسب لهم".
وبين أن أجهزة أمن السلطة قطعت المياه عن المخيم بشكل كامل، ويعتمد الأهالي على الآبار الجوفية، واستخراج المياه من خلال الاعتماد على الطاقة الشمسية المتوفرة لدى بعض العائلات.
وأشار إلى أن الأزمة الإنسانية في مخيم جنين تتفاقم بشكل مستمر، في حالة لم يتم وضع حلول عاجلة، وإنهاء الحصار المشدد عليه من قبل أجهزة أمن السلطة، خاصة مع زيادة البرد وهطول الأمطار.
وأضاف: "هناك مرضى يغسلون الكلى ولا يستطيعون الوصول إلى المستشفى بسبب استمرار الحصار وإطلاق النار من قبل أجهزة أمن السلطة".
بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي، أحمد فراسيني، أن أجهزة أمن السلطة تواصل حصار مخيم جنين، ومنع المواد الغذائية، والوقود، والإسعاف، والأدوية لدخول المخيم، ومنع خروج الناس منه، وحتى طلاب المدارس.
وقال فراسيني في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "يتم إطلاق النار على خزانات المياه، وأعمدة الكهرباء، وهذا يعطينا تأكيد أن هناك سياسية متعمدة من قبل السلطة لاعتبار كل من يبقى داخل المخيم من المواطنين أنهم مدافعين عن المقاومة".
وبين أن هناك هدف يتمثل في إخلاء المخيم من السكان، عبر إنهاك الناس والوصول إلى حالة يرثى لها، والتمهيد لإدخال جيش الاحتلال للمخيم المحاصر.
وأضاف فراسيني: "حملة السلطة على مخيم جنين غير شرعية، ومن يقوم بها هو غير قانوني، والوحيد غير القانوني هو رئيس السلطة محمود عباس المنتهية صلاحيته، خاصة مع تغييب المجلس التشريعي، والقضاء".
وأوضح فراسيني، أن الشعب الفلسطيني يدافع عن نفسه أمام الهجمة الشرسة، وأمام الاحتلال الإسرائيلي، محذرًا من أن ما يحدث في مخيم جنين سينتقل إلى مخيمات أخرى في الضفة الغربية المحتلة.