أطلق محاصرون في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب العاصمة السورية دمشق، نداء استغاثة لتحييدهم عن مجريات الاشتباكات المسلحة الدائرة ما بين عناصر الجيش الحر، وتنظيم الدولة.
وأفاد اللاجئون، في بيان خصوا به صحيفة "فلسطين"، بأن التنظيم الذي يحكم سيطرته على أجزاء كبيرة من المخيم، يغلق "وبشكل نهائي" لليوم الثامن على التوالي حاجز العروبة الواصل بين المخيم وبلدة يلدا، إثر تجدد الاشتباكات مع الجيش الحر.
وناشد اللاجئون لاتخاذ إجراءات عملية لإنقاذهم من التنظيم الذي "يشكل عبئا كبيرا عليهم، وزيادة في المأساة التي يعيشونها منذ سنوات".
ووصف البيان حاجز العروبة، بأنه شريان الحياة بالنسبة للعائلات المتواجدة في المخيم التي "لا سبيل أمامها إلا هذا المنفذ للحصول على المواد الغذائية الضرورية لحياتهم وحياة أبنائهم، ويعني إغلاقه استحالة الحياة في المخيم، والحكم على أهله بالموت جوعا".
وخاطب اللاجئون "ضمائر الشرفاء" في كل مكان للإسراع والقيام بواجبهم، وقالوا "المخيم اليوم معرض من جديد للوقوع فريسة للجوع الذي حصد من أبنائه أكثر من مئتي روح منذ أن فرض عليه الحصار الجائر".
ولفتوا إلى أن ثلاثة آلاف عائلة ما زالت تعيش في المخيم بظروف أبعد من أن تكون إنسانية، من بينهم خمسة وثلاثون عائلة يحاصرها تنظيم الدولة منذ أكثر من شهر في المنطقة الواقعة غرب المخيم تحت سيطرة "النصرة ولا يعرف مصيرها".
وتابع البيان "لا يخفى على أحد الوضع الطبي المرعب في ظل افتقار المخيم إلى أبسط مستلزمات العلاج من مشافي وأطباء وأدوية، ويؤدي الإغلاق إلى تعريض حياة العشرات من المرضى لخطر الموت بحرمانهم من العلاج في البلدات المجاورة للمخيم أو في مدينة دمشق".
ونبه إلى أن أكثر من 1100 طفل من أطفال المخيم يتوجهون إلى المدارس البديلة في منطقة يلدا، وبإغلاق الحاجز يحرمون من التعليم ويجعلهم عرضة للتجهيل، وهو الخطر الذي واجهه أبناء المخيم منذ بداية الحصار عام 2012.
وطالب اللاجئون في البيان طرفي الصراع بأن يتركوا منطقة الحاجز وإعادة فتحه، وتجنيب المدنيين "جحيم الصراع بينهم".
إلى ذلك قال أحد اللاجئين النازحين من مخيم اليرموك لمنطقة يلدا المجاورة للمخيم، إن حالة المواجهة العسكرية ما بين عناصر الجيش الحر، وتنظيم الدولة، أوقفت فعليا كافة الإمدادات الإغاثية لأهالي المخيم.
وأضاف لصحيفة "فلسطين"، إن أهالي المخيم اعتمدوا وفي ظل الحصار الخارجي للنظام والمجموعات الفلسطينية الموالية له، على الدعم الإغاثي الذي لم يعد بإمكانهم الحصول عليه.