فلسطين أون لاين

لم يكن مدركًا أن كشف المعلومات سيقود إلى مصدرها..

محامي المتَّهم المركزي يفجِّر "مفاجأة" بخصوص قضيَّة التَّسريبات بمكتب نتنياهو

...
photo_2025-01-08_12-31-21.jpg
غزة/ فلسطين أون لاين

كشف محامي المتهم الرئيسي في قضية تسريب وثائق سرية من مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أن الأخير كان ضالعًا في تسريب الوثيقة السرية التي سُرقت من شعبة الاستخبارات العسكرية إلى صحيفة "بيلد" الألمانية.

وأبلغ الحامي سابوراي، المحكمة بأن فيلدشتاين أطلع نتنياهو في حينه على نشر متوقع للوثيقة في الصحيفة الألمانية، وقوله لنتنياهو إنه "أنا وأوريخ سنسرب"، ويهونتان أوريخ هو أحد مستشاري نتنياهو.

وأضاف سابوراي، حسبما أفاد موقع "واللا" الإلكتروني، أن فيلدشتاين عمل بتوجيه من نتنياهو، وكشف عن محادثة بين فيلدشتاين ونتنياهو بعد مؤتمر صحافي حول مقتل أسرى إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة، وقال إن "فيلدشتاين همس في أذنه: ’بحوزتي وثيقة من مصادري في شعبة الاستخبارات العسكرية، مع المضمون نفسه ولكنه مُحَدّث. ونعمل أنا وأورين على إخراجها إلى الملأ’".

وأضاف المحامي عوديد سابوراي، وكيل المتحدث باسم نتنياهو والمتهم المركزي في القضية، أنه بعد نشر الوثيقة، قال أورين لفيلدشتاين إن "الزعيم مبسوط"، وأن هذا يدل على أن نتنياهو كان ضالعا في تسريب الوثيقة.

ويتبين من البروتوكول أيضا، أن ممثل النيابة العامة قال إن ضابط صف في الاحتياط، آري روزتفيلد، الذي نقل الوثيقة السرية إلى فيلدشتاين، لم ينقل وثيقة واحدة، وأن روزنفيلد حاول نقل الوثيقة إلى شخص آخر أيضا.

يشار إلى أن تسريب الوثيقة إلى "بيلد" جاء بعد رفض الرقابة نشرها في القناة 12 الإسرائيلية، وكان هدف التسريب التأثير على الرأي العام بأن قائد حركة حماس يحيى السنوار هو الذي يرفض التوصل لاتفاق تبادل أسرى. لكن الوثيقة تكشف أيضا عن وسيلة سرية للغاية لجمع معلومات استخباراتية، وهو ما تصفه النيابة العامة بأنه يشكل مسا بأمن الدولة.

وأضافت النيابة، وفقا للبرتوكول، أن سلوك روزنفيلد أثناء التحقيق معه أدى إلى تخوف كبير من احتمال كشف معلومات حساسة، "والتخوف هو من أنه سيستمر في تسريب معلومات. وكان حافزه تجاوز الهرمية القيادية (في الجيش) ونقل معلومات إلى رئيس الحكومة مباشرة".

وقدمت النيابة إلى المحكمة نصوص محادثات بين فيلدشتاين وصحافي ألماني، يشرح فيها فيلدشتاين حول المعلومات السرية في الوثيقة والمعلومات التي لا يعتبرها سرية.

وحسب المحامي سابوراي، فإن فيلدشتاين لم يكن مدركا أن كشف المعلومات سيقود إلى كشف مصدرها، وأنه "ليس بالإمكان القول إنه أدرك أهمية المعلومات أو مصدرها".

وكان مدع عام إسرائيلي وجه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتهامات إلى فيلدشتاين وجندي إسرائيلي بتسريب وثائق سرية بقصد الإضرار بالمصالح الوطنية، في قضية هزت المجتمع الإسرائيلي.

واتُهم فيلدشتاين بالحصول على معلومات عسكرية حساسة بطرق غير قانونية وتسريبها للتأثير على الرأي العام، على أمل تخفيف الضغط الذي يتعرض له رئيس الوزراء لتقديم تنازلات كبيرة مقابل تحرير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

كما اتهم جندي إسرائيلي بتسليم فيلدشتاين الوثائق، التي يقال إنها واردة من غزة وتشير إلى أن مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يريدون بث الفتنة في المجتمع الإسرائيلي بحيث يستفيدون من ذلك من خلال إبرام صفقة جيدة بالنسبة لهم بشأن المحتجزين.

ولم يتم توجيه اتهامات إلى نتنياهو نفسه، لكن أنصاره يتهمون المدعين العامين بقيادة حملة شعواء ذات دوافع سياسية في غمرة حالة طوارئ في إسرائيل.

وجاء في نسخة من لائحة الاتهام أن المتهمين وضعا آلية لتمرير معلومات بما يخالف البروتوكولات المعمول بها في تبادل مثل هذه الوثائق.

وكشفت النسخة أن "المتهمين تصرفا بهدف الحصول على معلومات مصنفة بأنها سرية للغاية مع قبول المخاطرة الحقيقية بإلحاق ضرر جسيم بمصالح الأمن القومي ذات الأهمية البالغة".

وبدلا من تسريب المعلومات إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، اتُهم فيلدشتاين بتسليمها لمجلة بيلد الألمانية لتفادي الرقابة المحلية التي كانت ستحظر نشرها.

ونشرت المجلة مقالا في سبتمبر/أيلول الماضي نقلا عن الوثائق، التي يقال إن مسؤولا في حماس كتبها ودعا الحركة إلى ممارسة "ضغوط نفسية" على عائلات الأسرى في محاولة لانتزاع تنازلات من نتنياهو.

وأشار نتنياهو في وقت لاحق إلى المقال، وقال إنه يثبت صحة موقفه المتشدد من صفقة تبادل الأسرى.