أنهت جمعيّة "هند رجب" الحقوقيّة البلجيكية، عدد من الرحلات السياحية لضباط وجنود إسرائيليين "أياديهم ملطخة بالدماء" بعدما عادوا من مشاركتهم في حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على قطاع غزة.
ومؤخرًا، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن مؤسسة هند رجب تقدمت بطلبات اعتقال لألف جندي إسرائيلي من مزدوجي الجنسية في 8 دول، دون أن تعلن أسماءهم حتى لا يكونوا على حذر من الاعتقال، ومن ضمنهم جندي في البرازيل تصدرت قضيته عناوين الأخبار يوم الأحد.
وأوضحت الصحيفة، أن تصرفات هذه المؤسسة تسلط الضوء على التهديدات القانونية العالمية المتزايدة التي يواجهها جنود الجيش الإسرائيلي، مما دفع إسرائيل إلى ردود سريعة حيث تم إجلاء جندي إسرائيلي بسرعة من البرازيل بعد أن بدأت مؤسسة هند رجب إجراءات قانونية ضده، لاشتباهه في ارتكاب جرائم حرب.
وفي الدقيقة الـ 60، نُقل الجندي وبعض رفاقه إلى بلد آخر، وأكد المسؤولون الإسرائيليون أهمية تجنب المخاطر غير الضرورية في مثل هذه المواقف، وحثت الجهادت المعنية أفراد الجيش على توخي الحذر عند النشر على وسائل التواصل الاجتماعي، لأنه يمكن أن يؤدي إلى تعقيدات قانونية في الخارج.
منظمة حقوقيَّة ترعب ألفي جندي وتطاردهم بالخارج
تأسست مؤسسة هند رجب في فبراير/شباط الماضي من قبل ناشطين فلسطينيين في بروكسل، وسميت على اسم فتاة فلسطينية قتلها الجيش الإسرائيلي بغزة في يناير/كانون الثاني 2023، وهي تابعة لحركة "30 مارس" الأوسع، ومهمتها هي السعي إلى تحقيق العدالة في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وغيرت المجموعة تكتيكاتها -حسب الصحيفة- وتجنبت نشر أسماء الجنود المستهدفين لزيادة فرص اتخاذ إجراءات قانونية ناجحة ضدهم، وتقول التقارير الأخيرة الصادرة عنها إنها جمعت معلومات عن أكثر من ألف جندي إسرائيلي من مزدوجي الجنسية شاركوا في حرب غزة، وتم تقديم طلبات اعتقال ضدهم في 8 دول، بينها إسبانيا وأيرلندا وجنوب أفريقيا.
وتقدمت مؤسسة "هند رجب" بشكوى ضد ألف جندي إسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية، وذلك بتهم ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة، إضافة إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتقول المؤسسة على موقعها الرسمي بأن الشكوى التي تم تقديمها إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بهولندا، مقدمة بأسماء المتهمين الألف ومدعومة بالأدلة والبراهين التي تم التحقق منها، وتثبت مشاركتهم بشكل فعال ودوري في ارتكاب جرائم حرب خلال الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ أكثر من عام.
وتشمل التهم الموجه إلى الجنود الألف، تدمير البنية التحتية لقطاع غزة، حيث استهدفت منازل المدنيين والمدارس والمستشفيات، أيضا تهمة المشاركة في حصار القطاع ومنع دخول المساعدات الإغاثية والمياه والغذاء، وكذلك استخدام تكتيك حربي غير إنساني باستهداف مخيمات النازحين وتجويع الأسر المشردة.
وتقول مؤسسة هند رجب أن من بين المتهمين ضباط ومسؤولين ذوي رتب كبيرة في الجيش الإسرائيلي، متهمين بتخطيط وتنفيذ والاشراف على الجرائم التي ارتكبت في حق أهالي القطاع منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
أبرز الملاحقات: تسلسل زمني
في 18 من نوفمبر الماضي، كشفت صحيفة "إسرائيل اليوم" أن ضابطا بجيش الاحتلال الإسرائيلي اضطر للهروب من قبرص، حيث كان في رحلة سياحية برفقة زوجته، تجنبا لـ"مطاردة قانونية"، وفق ما أوردته الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هروب الضابط إليشا ليفمان جاء بعد نشر مؤسسة "هند رجب" البلجيكية مقاطع مصورة له وهو يقاتل في قطاع غزة، ويقول في أحدها "لن نتوقف حتى نحرق غزة كلها".
وبحسب الصحيفة، فقد تلقى الضابط اتصالا عاجلا من وزارة خارجية الاحتلال التي اجتمعت مع وزارة العدل، وقررت أن على الضابط مغادرة قبرص فورا قبل أن يلاحق بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية.
في الـ3 من ديسمبر، اتهمت مؤسسة هند رجب ، وهي منظمة غير ربحية مقرها بروكسل، الملحق العسكري الإسرائيلي الجديد في بلجيكا بارتكاب بـجرائم حرب تتمثل بـ "تنظيم المجاعة واستهداف المرافق الصحية".
وتقدمت مؤسسة هند رجب التابعة لحركة 30 مارس، والتي أسست في أعقاب بدء الحرب في قطاع غزة، بشكوى ضد ألف جندي إسرائيلي، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية في القطاع إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وكان العقيد موشيه تيترو يشغل منصب رئيس الوحدة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات إلى قطاع غزة المحاصر في وقت سابق من هذا العام.
ووصف رئيس مؤسسة هند رجب، ذياب أبو جهجه، موشيه بأنه "شخصية رئيسية في تنفيذ السياسة الإسرائيلية تجاه المستشفيات واستراتيجية المجاعة والعطش كسلاح حرب".
وقالت المؤسسة إنها قدمت شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد تيترو، مسلطة الضوء على "دوره في تنظيم المجاعة واستهداف المرافق الصحية".
في الـ 20 ديسمبر الماضي، كشف الصحفي الإسرائيلي يارون أفراهام، عن تهريب جندي من جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى خارج سريلانكا، قبل لحظات قليلة من استدعائه للتحقيق معه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة.
وفي التفاصيل، أضاف أفراهام، "لحظات دراماتيكية هامة في إسرائيل، بعد أن أصبح من الواضح أنه تم تحديد موقع جندي إسرائيلي في الخدمة الفعلية كان على الأراضي السريلانكية، من قبل منظمة مؤيدة للفلسطينيين، والتي تمكنت من مقارنة الصورة التي قام بتحميلها على الشبكات الاجتماعية مع الصورة التي رفعها من خدمته العملياتية في غزة".
وتمكنت المنظمة "من مقارنة الصورة التي قام بتحميلها على الشبكات الاجتماعية مع الصورة التي رفعها من خدمته العملياتية في غزة"، وفق القناة.
Israeli soldier smuggled out of Sri Lanka after [@HindRFoundation] linked him to killing of a civilian in Gaza
— Younis Tirawi | يونس (@ytirawi) December 19, 2024
The group alerted SL authorities, ICC, and Interpol. Israel intervened, avoiding his arrest
Update from me: The soldier changed his account name to a girl, “Rana”🤭 https://t.co/5cjI8RaJer pic.twitter.com/njx8bjwhF4
وأضافت: "نتحدث عن جندي في الخدمة النظامية، ورصدت المنظمة وجوده في سريلانكا، وقامت على الفور بتحميل صورة تبين نشره لنفسه على شبكات التواصل الاجتماعي في الفيديو قالت إنه يتفاخر فيه بقتل مواطن فلسطيني، وناشدت السلطات السريلانكية وطالبتها بالقبض عليه".
وتابعت: "قامت هذه المنظمة بنشر الخبر وأخبرت السلطات بسريلانكا أن يد الجندي النظامي، الذي لن يتم الكشف عن اسمه هنا، ملطخة بالدماء".
وأردفت أن "الجندي تلقى مكالمة هاتفية من السلطات الإسرائيلية طلبت منه مغادرة سريلانكا على الفور خشية أن يتم القبض عليه".
أمَّهات جنود الاحتلال: المحاكم الدَّوليَّة خطر يهدِّد أبنائنا
بعثت منظمة "أم يقظة"، التي تجمع أمهات جنود جيش الاحتلال في رسالة إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ورئيس الأركان هاليفي، حذرت فيها من الخطر القانوني الذي يواجه الجنود من المحاكم الدولية.
وأوضحت المنظمة بحسب صحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه "على الرغم من التحذيرات المتكررة من الخطر القانوني الذي يواجه الجنود من المحاكم الدولية، فإن الحكومة لم تتخذ خطوات كافية لحمايتهم".
وأضافت: "لقد دفنت الحكومة الإسرائيلية رأسها في الرمال وسمحت لدوامة الفوضى التي أثارها وزراؤها المتطرفون بالخروج عن السيطرة".
وأردفت، أنه "في غياب سياسة واضحة وأهداف محددة وضعتها الحكومة، يجد الجيش الإسرائيلي نفسه يقاتل لمدة 15 شهرا دون أهداف أو إستراتيجية واضحة.. النتيجة هي حرب طويلة ومرهقة تستنزف جنود الجيش الإسرائيلي وتسمح للفكر المتطرف بالتغلغل داخل الجيش".
ومن جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، إن "اضطرار جندي إسرائيلي للفرار من البرازيل لتجنب القبض عليه لأنه قاتل بغزة فشل سياسي هائل لحكومة غير مسؤولة"، وتساءل "كيف وصلنا إلى أن الفلسطينيين أفضل من الحكومة الإسرائيلية على الساحة الدولية؟".
واعتبر أن الجنود لا يجب أن يخافوا من السفر للخارج خوفا من الاعتقال، وقال إن الحادث كان يمكن تجنبه لو تم "تشكيل لجنة تحقيق رسمية تحمينا قانونيا من جهة، وتفعيل نظام دعاية فعال ومنسق من جهة أخرى".