كثيراً ما نتساءل هل يتخلص كل منا من الطفل الذي بداخله عندما يكبر؟ بالطبع لا، إذ أن الطفل بكل احتياجاته للاهتمام والاحتواء والمحبة والحنان يكبر ويكبر معه احتياجه, فلا حاجة للاستغراب عندما نسمع ما يردده المختصون بأن الرجل طفل كبير وغير مستبعد أبداً أن المرأة طفلة كبيرة أيضا, فكل منهما لديه من احتياجات الطفولة الكثير, يعكف بالبحث عنها في الشريك فإن لم يجدها طالب بها بعدة طرق قد تكون صائبة وقد تؤدي إلى انتهاء حياته الزوجية إن لم يحصل عليها.
يعتبر التقدير من أهم الاحتياجات التي تمس كيان كل منا، فإن فقد التقدير فقد الاتجاه والتطور والتغيير والانتماء. والتقدير إما مادي أو معنوي ويتفوق الأخير, حيث تفعل الكلمة الطيبة بالإنسان فعل السحر على قلبه وروحه, فتنعش روحه وتخلصه من أي إحباط يمر به والعكس صحيح، فالكلمة السلبية تخفض طاقة الإنسان الروحية, وتصيبه بالاختناق والاكتئاب وتشعره بعجزه وفشله وتهدم كل مقومات القوة النفسية لديه لإنجاز أبسط الأعمال.
يؤكد علماء النفس إمكانية تغيير سلوك الناس من خلال الكلمة الإيجابية الطيبة بإطلاق كلمات الثناء والتشجيع كتغيير سلوك الطلاب والموظفين وكذلك الأزواج
إن فن انتقاء الكلام من أهم المهارات الاجتماعية وهو العامل الأساسي لبناء جو أسري سليم وعلاقة زوجية مثالية, والرجل مثل المرأة، إضافة إلى أنه يميل للمرأة بعينيه, كذلك مفتاح الرجل أذنيه والدليل ورد في القرآن عندما نهى الله عز وجل النساء من الخضوع في القول؛ لأنه سبب لاستمالة الرجال, فلم لا تطبق المرأة هذا الأمر مع زوجها وتخضعه بالقول اللين الجميل الذي يرفع من روحه المعنوية ويحفزه على دوام العطاء. والمرأة الذكية تعرف كيف تطري على زوجها وتقدر صفاته الحميدة وكرمه وعطائه.
تتساءل النساء دوماً هل من المنطقي أن أقدر وأثني على أداء زوجي لواجباته؟ والإجابة الوحيدة نعم, من الضروري جدا أن تقدري أبسط الأشياء التي يقوم بها لتعززي لديه الأداء ولتزيدي طاقة الإنتاج والعطاء بداخله. إن تقدير الأفعال البسيطة يحفز الإنسان إلى التطور وإنجاز الأصعب من المهام، وهو يكون دائماً بانتظار كلمة التقدير التي تجعله يحلق. ومن الضروري عند طرح مشكلة التقصير من قبل الأزواج في أداء الواجبات أن نبحث عن الحلول ونشرع في تنفيذها على الفور، فكم من السحر تنطوي عليه الكلمات الطيبة التي تعتبر في ديننا الحنيف صدقة.
تعتبر الزيادة في الثناء شرطاً من شروط الزيادة في العطاء بنص قرآني حيث يقول تعالى: " لئن شكرتم لأزيدنكم".
لا يتبق مجال للشك في الأمر بعد أن قاله الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله. إننا مطالبون من الآن بالثناء على كل من حولنا, فانثروا كلمات الثناء والمديح في كل الأرجاء ولنملأ الكون بالطاقة الإيجابية, التي تجعل كل منا سعيدا فرحا مرحا، وخاصة الأزواج، فامتدحيه أيتها الزوجة لأبسط ما يقدمه لك ومع الأيام ستمتد مساحة الأداء والعطاء. وأنت أيها الزوج امتدح كل ما تبذله زوجتك واثن على سلوكياتها وإن شابها أي شائب, سيتغير للأفضل مع مرور الأيام ولنبتعد عن الكلمات السلبية ونعي الهدم الذي تحدثه في النفس والمجتمع.