أكد الخبير في الشؤون الأميركية، ماهر عبد القادر، أن التعيينات الجديدة في فريق الرئيس دونالد ترامب تعكس توجهًا واضحًا لدعم (إسرائيل)، ما ينذر بتأثيرات عميقة على منطقة الشرق الأوسط. واعتبر أن هذه التعيينات تشير إلى استمرار سياسات أكثر تشددًا تجاه ملفات رئيسية مثل إيران والقضية الفلسطينية.
ورأى عبد القادر في مقابلة مع صحيفة "فلسطين" أمس، أن إدارة ترامب المقبلة ستتبنى مواقف متشددة تجاه إيران والجماعات المسلحة في المنطقة.
ونبه إلى أن التوجه الأمريكي الجديد ينسجم تمامًا مع سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الداعية إلى ضم الضفة الغربية.
واستعرض أبرز التعيينات الأخيرة في فريق ترامب مؤكدًا أنها تعكس هذا التوجه، مبينا أن أبرز الشخصيات تشمل: مايك روبيو كمرشح لمنصب وزير الخارجية: معروف بمواقفه الحادة تجاه إيران ودعمه القوي لـ(إسرائيل).
ومايكل والتس كمستشار للأمن القومي وستيف ويتكوف كمبعوث للشرق الأوسط: كلاهما يدعمان سياسات إسرائيل في مواجهة الفصائل المسلحة. ومايك هوكابي كسفير للولايات المتحدة لدى (إسرائيل): مؤيد علني لسياسات الضم والاستيطان.
دعم غير مشروط لـ(إسرائيل)
الخبير في الشؤون الأمريكية، شدد على أن التعيينات الجديدة تكرس دعمًا أمريكيًا غير مسبوق لإسرائيل، موضحا أن اختيارها يرجع للتأكيد على رفض مبدأ حل الدولتين، والميل نحو تعزيز ضغوط قصوى على إيران، بما في ذلك تجديد العقوبات والحد من نفوذها الإقليمي، وتأييد فكرة الترحيل الجماعي لسكان غزة وتعزيز نظام فصل عنصري في الضفة الغربية.
ورأى عبد القادر أن هذه التعيينات ستؤدي إلى تغييرات جوهرية تشمل إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية وهي خطوة متوقعة من ترامب بعد أن أزالهم بايدن من القائمة.
كما ستؤدي وفق عبد القادر إلى استمرار الضغوط الأمريكية على الفصائل المسلحة في المنطقة، وتعزيز التحالفات مع الدول العربية المناهضة لإيران بهدف تحجيم نفوذ الأخيرة في المنطقة.
غزة ولبنان.. ملفات متفجرة
وحول وضع غزة ولبنان، رأى أن غزة تختلف عن لبنان. وقال: رغم بعض التفاؤل في الأوساط الأميركية، إلا أن هناك شكوكا حول إمكانية التوصل لهدف وقف القتال في غزة خاصة بعدما كرس فريق بايدن للسياسة الخارجية، وعلى رأسه وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، إلى جانب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، ويليام بيرنز، معظم العام الماضي دون تحقيق أي نجاح.
وقال: رغم الفكرة القائلة إن وقف إطلاق النار في لبنان يمكن أن يؤدي إلى وقف لإطلاق النار مع حماس، يجادل بعض الخبراء العسكريين بعكس ذلك أن غزة تختلف جذريا عن لبنان في عدة جوانب من أهمها عدم وجود أسرى إسرائيليين لدى حزب الله.
وأشار إلى أن لدى حماس، بالطبع، العشرات والعشرات من الأسرى وهي غير مستعدة لإطلاق سراحهم حتى يتم الوفاء بشروطها، انسحاب إسرائيلي كامل من غزة ونهاية دائمة للحرب. هذه هي المطالب التي لا يرغب نتنياهو في تلبيتها.
ورأى أن إستراتيجية حماس لا تعتمد على حزب الله، ومن غير المرجح أن يغير وقف إطلاق النار في لبنان، على الرغم من اهتمام حماس المتجدد على ما يبدو بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وذكر أنه منذ بداية الحرب، أعربت حماس عن اهتمامها بالتوصل إلى اتفاق، لكن جوهر المسألة يكمن في حقيقة أن "مثل هذه الصفقة يجب أن تتماشى مع شروطها. ومن الأمور المحورية في مطالبهم انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وهي خطوة يعتبرونها ضرورية لضمان بقاء الحركة وتجديدها في المستقبل".
ونبه إلى أن (إسرائيل) فشلت في تلبية أي من المعايير الأميركي لوقف الحرب في غزة، بل إنها "اتخذت إجراءات أدت إلى تفاقم الوضع على الأرض بشكل كبير".
وقال: جو بايدن الذي كان يدعو لفظياً إلى "حل الدولتين"، لكنه في الواقع "فعل كل شيء للحؤول دون هذا الحل"، وهو ما يثبت، أن "أي رئيس أمريكي لن يجرؤ على معاندة نتنياهو - إسرائيل ".
تهديدات ترامب
وحول توعد ترامب الشرق الاوسط حال لم تتوقف الحرب في غزة قبل وصوله البيت الأبيض، رأى عبد القادر أن التهديد لا يتوافق مع الواقع.
وأكد أن "غزة ستستمر في التأثير على أي سياسة في المنطقة، وستستمر (إسرائيل) في العمل في غزة"، وأن إدارة ترامب لن تضغط على إسرائيل للانسحاب من غزة.
ورأى أن إدارة ترامب لن تهتم مثل بايدن بكيفية خوض (إسرائيل) لهذه الحرب، أو مدى قوتها العسكرية.
وحذر عبد القادر من أن ترامب لا يزال يمثل تهديدًا كبيرًا للعرب والمسلمين، مشيرًا إلى تصريحاته السابقة التي وصفت الإسلام بعدائية واضحة.
وقال: تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية مثل "الإسلام يكرهنا" تثير القلق بشأن سياسات إدارته المستقبلية.