فلسطين أون لاين

تفكجي: خطَّةٌ "إسرائيلية" مُمنهجة لدمج شطري القدس وإنهاء الوجود الفلسطيني

...
غزة- القدس المحتلة/ محمد الأيوبي

 

أكد مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق، د. خليل تفكجي، أن ما يجري في مدينة القدس المحتلة يأتي ضمن خطة إسرائيلية واضحة، تهدف إلى دمج شطري المدينة الشرقي والغربي، وإلغاء أي إمكانية لأن يكون شرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
 
وأوضح تفكجي لـصحيفة "فلسطين" أمس، أن هذه الخطة الإسرائيلية تتجلى في التوسع الاستيطاني المكثف، مثل بناء وحدات استيطانية جديدة في مناطق عدة داخل حدود مدينة القدس، بما فيها منطقة طباليا (جفعات همتوس) وجبل أبو غنيم (هار حوما)، وهدم المنازل الفلسطينية، بهدف طرد السكان الفلسطينيين، وإحلال المستوطنين اليهود.
 
ووفقاً لتقارير منظمات حقوقية، فإن عدد المستوطنين في شرقي مدينة القدس ارتفع إلى أكثر من230,000 مستوطن، موزعين على مستوطنات رئيسة، مثل "بسغات زئيف" و"جيلو"، مع مخططات إسرائيلية لتوسيعها.
وخلال العقد الماضي، هدمت (إسرائيل) أكثر من 1,200 منزل فلسطيني في شرقي القدس، بذريعة البناء غير المرخص، بينما يُصعّب على الفلسطينيين الحصول على تراخيص بناء.
 
وأوضح تفكجي أن (إسرائيل) تسعى من خلال مشاريع البنية التحتية، مثل: "شارع الطوق" أو ما يطلق عليه "الشارع الأمريكي"، وإقامة الأنفاق والجسور، إلى ربط المستوطنات داخل حدود بلدية القدس مع تلك الواقعة خارجها.
 وأكد أن هذه المشاريع تعمل على تحييد التجمعات الفلسطينية، وفصلها عن بعضها البعض، وتحويل الأحياء الفلسطينية إلى جزر صغيرة معزولة، وسط مستوطنات إسرائيلية.
 
وأشار إلى أن الاحتلال ينفذ مخططًا للتطويق والاختراق، حيث تُحيط المستوطنات بالأحياء الفلسطينية، مع إنشاء بؤر استيطانية داخلها، كما هو الحال في بيت صفافا، وشعفاط، وسلوان، والشيخ جراح، موضحًا أن الهدف النهائي لهذه السياسة، هو منع أي تواصل جغرافي بين الأحياء الفلسطينية، ما يجهض إمكانية إقامة دولة فلسطينية عاصمتها مدينة القدس.
 
وأضاف أن المؤسسات السيادية الإسرائيلية، مثل: وزارة الداخلية، ودائرة التأمين الوطني، والشؤون الاجتماعية، أصبحت تُقام في شرقي القدس، في إشارة واضحة على أن عملية الدمج تأتي ضمن سياسة إسرائيلية مبرمجة أن القدس ستكون عاصمة لـ(إسرائيل)، مشيرًا إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عبّر عن هذا التوجه بقوله: "لم نحتل هذه المدينة بل حررناها".
 
وبيّن أن المخططات الإسرائيلية تسير وفق رؤية مستقبلية تمتد حتى عام 2050، وتشمل توسيع حدود مدينة القدس (126 كيلو مترًا مربعًا) والتي تعادل 1.2 بالمائة من مساحة الضفة الغربية، لتصل إلى 10% من مساحتها، وتصل إلى غور الأردن شرقًا، ما يؤدي إلى فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها، عبر ممر استيطاني واسع.
 
وأضاف أن الخطط الإسرائيلية تهدف إلى تحويل القدس إلى مدينة ذات أغلبية يهودية، وأقلية فلسطينية، ضمن برنامج إسرائيلي واضح، والخطط تعود جذورها إلى عام 1973، عندما شكّلت رئيسة وزراء الاحتلال آنذاك "غولدا مائير" لجنة "أرنود غفني"، التي وضعت خطة لتحقيق أغلبية يهودية في القدس، مشيرًا إلى أن هذه الخطة تنفذ اليوم من خلال هدم المنازل، والاستيلاء على الممتلكات بطرق مختلفة، واستخدام الدين كأداة سياسية، خاصة في مناطق مثل سلوان والحوض المقدس.
 
واختتم تفكجي حديثه بالتأكيد على أن كل هذه المخططات الإسرائيلية تأتي في إطار إبقاء مدينة القدس تحت السيادة الإسرائيلية، وأن لا خلاف بين اليمين الإسرائيلي واليسار على أن القدس هي عاصمة دولة (إسرائيل).
في عام 1967، بعد احتلال (إسرائيل) لشرقي القدس، أصدر الكنيست الإسرائيلي قانون ضم شرقي المدينة إلى السيادة الإسرائيلية، وهو ما اعتبره المجتمع الدولي غير قانوني.
المصدر / فلسطين اون لاين