فلسطين أون لاين

المحرِّر الشَّحاتيت... يكابد الألم بعد صنوف من التَّعذيب والإهمال

...
المحرِّر الشَّحاتيت... يكابد الألم بعد صنوف من التَّعذيب والإهمال
الخليل- غزة/ فاطمة حمدان:

لم يكن الاعتقال الأخير للأسير المحرَّر مشير الشَّحاتيت يشبه أيَّ اعتقال سابق في سجون الاحتلال الإسرائيليِّ، فقد ذاق صنوفًا من التَّعذيب الجسديِّ والنَّفسيِّ، أدَّت إلى تدهور وضعه الصِّحِّيِّ ليخرج من المعتقل في حالة يرثى لها، متنقِّلاً بين المستشفيات، أملاً في أن يجد علاجًا ينهي معاناته.

فمنذ اعتقاله في ديسمبر من عام 2022، عانى الإهمال الطِّبِّيُّ، ما أدَّى إلى انفجار في الأمعاء، الأمر الَّذي أدَّى إلى إجراء ثلاث عمليَّات جراحيَّة داخل المعتقل، قبل أن يتمَّ الإفراج عنه.

تقول زوجته مروة التَّلاحمة: "لم نتوقَّع أن يعاودوا اعتقاله، فقد كان جسمه مليئًا ب (البرابيش) ويقوم بالإخراج عن طريق أكياس بلاستيكيَّة، كان في حالة صحِّيَّة صعبة".

وتضيف: "وإثر اندلاع الحرب على غزَّة في أكتوبر الماضي عانى زوجي وزملاؤه الأسرى صنوفًا من العذاب لم يمرُّوا بها من قبل بهذه القسوة والاستمراريَّة، فرغم أنَّ هذا الاعتقال الثَّامن الَّذي خضع له، لكنَّه كان الأكثر صعوبةً وألمًا".

فقد انقطعت أخباره عن أسرته، ولم يعرفوا شيئًا عنه سوى من زيارات المحامين الَّتي تتمُّ بـ "شقَّ الأنفس" أو ممَّن يخرج من المعتقل، إذ اعتقل إداريًّا قرابةً العامين، دون أن يسمح لأسرته بزيارته ولو لمرَّة واحدة.

ولم يكن لدى العائلة أمل بأن يتم الإفراج عنه، فرغم أن محكمة الاحتلال قضت بالإفراج عنه منذ اللحظات الأولى لاعتقاله، لصعوبة وضعه الصحي، لكن النيابة استمرت في اعتقاله، في ظروف صحية بالغة السوء، أقل ما يقال عنها أنها "غوانتناموا".

فلم يشعر الشحاتيت ومن حوله من الأسرى بالراحة أو الدفء أو الشبع، وقطعهم الاحتلال عن محيطهم الخارجي، فلم يكونوا يعرفون أي شيء عن أهاليهم أو ما يدور في مدنهم وقراهم، تضيف التلاحمة.

ولا يتوقف التغول لدى الاحتلال عند هذا الحد، فقد كان يمارس بحق الأسرى تعذيبًا شديدًا، خاصة بالضرب على الرأس، وضرب المرضى على المناطق المصابة، "خرج مشير بوضع مأساوي، فقد كانوا يضربونه بشدة على منطقة البطن، حتى أن جزءًا من أمعائه الدقيقة أصبحت خارج بطنه بسبب التعذيب".

وكون الجزء المتدلي من الأمعاء خارج البطن مصاب بالتهابات شديدة وقيح، فإن الأطباء في خارج المعتقل حتى اللحظة لم يجدوا حلًا لوضعه الصحي الصعب، "منذ أُفرج عنه، ونحن نتنقل بين المراكز الصحية والمستشفيات بحثًا عن حل يخفف آلامه، ويوقف تدهور وضعه الصحي".

فقد كانت ظروف الاعتقال غاية في الصعوبة، حتى أن مشير فقد أربعين كيلو جرامًا من وزنه، حتى أنهم حرموه من "أكياس الإخراج" التي لا يستغني عنها، "لقد كان يصارع الألم والموت هو وبقية الأسرى، فكثير منهم أصيب بارتجاج في الدماغ، وتكسير في العظام، بسبب الضرب العنيف والمتواصل".