حتى اللحظة لا جديد يضاف سوى ضغط الرئيس الأمريكي الفائز دونالد ترامب.
نتنياهو يعيش حالة نشوة مؤقتة مع إنجازاته الميدانية في غزة ولبنان وسوريا، والمعارضة الداخلية لديه ضعيفة، وأهالي الأسرى ليس لديهم قدرة حقيقية على شل دولة الكيان، لذا فإنه لا يوجد حاليا سبب منطقي عاجل يدفعه لدفع أثمان الصفقة في هذه المرحلة.
نتنياهو يسعى حاليا لتنفيس الاحتقان الداخلي من خلال الإفراج عن المستوطنين والمجندات، كما يضغط من خلال الوسطاء للافراج عن الأسرى الذين يحملون الجنسية الأمريكية بهدف تنفيس ضغوطات ترامب السياسية على إسرائيل.
ربما يحاول نتنياهو تحصيل ثمن سياسي كبير من ترامب مقابل وقف نهائي للحرب في غزة، مثل ضم ما تبقى من الضفة المحتلة أو دفع التطبيع مع السعودية، كي يقدمه لجمهوره اليميني على أنه "النصر المطلق" الذي حققه من خلال الحرب الجارية.
كما يسعى نتنياهو ميدانيا للاحتفاظ بالسيطرة الأمنية في غزة واقتطاع مناطق عازلة شرق وشمال غزة، والسيطرة التقنية على محور فيلادلفيا والتحكّم بكل ما يدخل أو يخرج من غزة، لذا وجدناه يفضل الاتفاق المرحلي بما يكفل له الذهاب للمرحلة الأولى تحت شعار "هدنة انسانية" ثم التهرب من استكمال الاتفاق تحت أي ذريعة مستحدثة.
نتنياهو يحاول انتزاع أكبر تنازل ممكن من حماس في المرحلة الأولى مع تأجيل دفع الأثمان الباهظة للمراحل التالية لعدم رغبته بالذهاب أساسا لتلك المراحل.
ظني أن المفاوض الفلسطيني يدرك جيدا مآرب نتنياهو، لذا فمن المهم تحصيل ضمانات دولية بترابط المراحل واستكمال الاتفاق بعد المرحلة الأولى، على أن تكون التنازلات التي تقدمها المقاومة توازي الأثمان التي تجنيها من الاحتلال في كل مرحلة.
ختاما، فإن تصاعد المقاومة الميدانية في غزة كفيل بأن يضاعف أثمان استمرار الحرب لدى الاحتلال ودفع نتنياهو مرغما نحو إيقاف الحرب والانسحاب من غزة.