فلسطين أون لاين

"ألوية جديدة وكمائن نوعية"..

خبراء عسكريُّون: عمليَّات المقاومة بغزَّة تدخل مرحلةً جديدةً وجباليًّا "بؤرة" الاستنزاف

...
خبير عسكريّ: عمليات المقاومة بغزّة تدخل مرحلة جديدة وجباليَّا "بؤرة" الاستنزاف
وكالات/ فلسطين أون لاين

لليوم الـ 439 تواليًا وعلى الرغم من التوغل الكبير والتدمير الواسع الذي ألحقه حرب الإبادة الجماعية في جباليا شمالًا حتى في مدينة رفح جنوبًا، فإن المقاومة تواصل عمليات القنص والتفخيخ المسبق والاشتباك من المسافة صفر، مكبدة جيش الاحتلال خسائر بالأرواح والعتاد "باهظة"، دفعته مؤخرًا للإعلان عن إنشاء 5 وحدات "احتياط" جديدة.

ويقول الخبير العسكري العقيد حاتم الفلاحي إن قدرة المقاومة على تنفيذ عمليات في جباليا شمالي قطاع غزة الذي يتعرض لعملية إسرائيلية واسعة منذ 70 يومًا، تعكس تحول هذه المنطقة إلى بؤرة استنزاف لجيش الاحتلال.

وفي تحليل للمشهد العسكري في القطاع، أكد الفلاحي أن الألوية الثلاثة الإسرائيلية التي تقاتل في جباليا تعتبر قوة كبيرة جدا على هذه المساحة الصغيرة ومع ذلك فإن المقاومة قادرة على التسلل والتحرك وتفخيخ المنازل.

ويمكن لهذه القوة الإسرائيلية تدمير منطقة جباليا بشكل كامل، لكنها عاجزة عن إنهاء وجود المقاومة التي صعّدت من عملياتها خلال الأيام الأخيرة وبطريقة تتطلب إعدادا مسبقا ودقيقا، برأي الفلاحي.

وبالنظر لقدرات المقاومة المحدودة في جباليا التي تعرضت لأكثر من عملية إسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، فإن تنفيذ عمليات تفخيخ في الوقت الراهن يعني أنها جزء من تجهيز مسبق لمسرح العمليات، كما يقول الخبير العسكري.

وتشير عمليات المقاومة إلى دخولها مرحلة الاستنزاف التي تحاول من خلالها تعويض الفارق الكبير في موازين القوى بينها وبين جيش الاحتلال، وفق رأي الفلاحي.

وفي السياق، قرر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي، اليوم الثلاثاء، تشكيل 5 ألوية احتياط جديدة، تحت مسمى "ألوية داوود"، هدفها تنفيذ عمليات دفاعية على مختلف الحدود.

وتتكون قوات الاحتياط الإسرائيلية من الجنود الذين أنهوا الخدمة الإلزامية في الجيش، وتحولوا تلقائيا إلى الخدمة الاحتياطية، بحيث يتم استدعاؤهم لتلقي تدريبات عسكرية لفترة محدودة سنويا، للحفاظ على جاهزية دائمة للقتال.

وتُعد هذه القوات إحدى ركائز الأمن القومي الإسرائيلي، وعنصرا أساسيًا في الجيش الإسرائيلي، الذي تتكون بنيته من جيش نظامي صغير في الأوقات الاعتيادية، تدعمه قوات احتياط كبيرة، تنفذ مهاما عسكرية واستخباراتية ولوجستية في الحروب وأوقات الطوارئ.

وتشكّل هذه القوات غالبية القوة البشرية في الجيش الإسرائيلي، بنسبة تتجاوز 70% من إجمالي أفراد وحداته المختلفة، ووفق مؤشرات موقع "غلوبال فاير باور" الأميركي لعام 2024، فإن عدد القوات الإسرائيلية النظامية يبلغ 170 ألف جندي، في حين يصل عدد قوات الاحتياط إلى 465 ألف فرد.

من جهته، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن تشكيل جيش الاحتلال الإسرائيلي 5 ألوية احتياط جديدة يهدف إلى تخفيف العبء عن قوات الاحتياط النظامية التي تعرضت للإنهاك بسبب العمليات المتواصلة على مختلف الجبهات.

وأشار حنا إلى، أن الحروب المتواصلة -مثل الحرب على قطاع غزة التي استمرت 14 شهرا، والاشتباكات في جبهتي لبنان والجولان– أثرت بشكل كبير على جيش الاحتلال الذي يعتمد على نحو 170 ألف جندي نظامي و460 ألفا من قوات الاحتياط.

وأضاف، أن الجيش الإسرائيلي يحاول استخلاص دروس من الحرب القائمة وحروبه المستدامة والمتلاحقة، لافتا إلى أنه اعتاد إجراء تغييرات جوهرية في تركيبته الأساسية عقب كل حرب استنادا إلى تلك التجارب والدروس المستفادة.

وأوضح العميد حنا أن هذه الألوية تعتمد على مفهوم "الحماية المساحية"، إذ يتمركز الجنود في المناطق القريبة من أماكن سكنهم، مما يتيح لهم الدفاع عن مناطقهم المحلية عند الحاجة.

وأشار حنا إلى أن هذه الألوية -التي تضم جنودا تجاوزت أعمارهم الـ50 عاما- تتيح للجيش النظامي التركيز على الجبهات القتالية، في حين يتفرغ جنود الاحتياط للراحة والعودة إلى ممارسة دورهم في الاقتصاد الذي يعتمد بشكل كبير على مشاركتهم.

وأضاف أن قرار الجيش الإسرائيلي بالاعتماد على جنود احتياط أكبر سنا يأتي ضمن إستراتيجية تقليل الضغط على الجنود الأصغر سنا، إذ يتم استدعاؤهم فقط في الحالات الطارئة.

وبيّن أن هذه الألوية ليست مخصصة للقتال المباشر على الجبهات، بل لحماية المناطق الحدودية والداخلية، مما يعزز قدرة الجيش على التفرغ للعمليات الهجومية في مناطق الصراع.

وفي إشارة إلى تأثير هذه الخطوة، قال حنا إن جيش الاحتلال يعاني من إرهاق نفسي وبدني نتيجة العمليات المستمرة، مشيرا إلى أن الحرب على غزة والجبهات الأخرى كشفت الحاجة الملحة لتوسيع القوى البرية، في ظل الاعتماد المفرط على التكنولوجيا وتقليل أعداد الجنود.

وأوضح أن هذه الألوية الجديدة ستضم ما بين 1500 وألفي جندي في كل لواء، مما يعني أن العدد الإجمالي سيصل إلى نحو 10 آلاف جندي احتياطي ممن تجاوزوا سن الاحتياط.

وفي وقت سابق أمس،  أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام،  يوم الثلاثاء، منزل مفخّخ في قوة صهيونية قوامها 11 جندياً، وأوقعتهم بين قتيل وجريح وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة. 

كما تمكن مجاهدو القسام من الاشتباك مع قوة من "جيش" الاحتلال راجلة غرب معسكر جباليا وأجهزوا على 3 جنود من المسافة صفر، كما أكدت أنّ الطائرات المروحية شوهدت وهي تخلي القتلى والمصابين.

وفي بلاغ منفصل، أعلنت القسام، أنّها دمّرت ناقلة جند إسرائيلية بعبوة "شواظ" وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وفي السياق، أورد الإعلام العبري نبأ أولي، يشير إلى حدث أمني صعب، تعرضت له قوة من الجيش وقعت في كمين في منطقة جباليا شمال غزة.

وكان المتحدث باسم "جيش" الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلن يوم الثلاثاء، مقتل ضابط وجندي وإصابة إثنين بجروح خلال معركة جنوبي قطاع غزة.

وفي تفاصيل الحدث الذي قُتل وأُصيب فيه الجنود، قالت إذاعة "جيش" الاحتلال، إنّه مساء أمس الإثنين، "انهار مبنى خلال مهمة للكتيبة 931 في مخيم الشابورة، والجيش لا زال يحقق في أسباب انهيار المبنى القديم"، لافتةً إلى أنّ "الجيش عمل سابقاً في المبنى".

وبحسب الإذاعة، فإنّه كان هناك 4 جنود داخل المبنى المنهار، وتم إنقاذ اثنين منهم بسرعة، ثم تم نقلهما جواً بواسطة مروحية هبطت داخل القطاع في محور فيلادلفيا، في حين كان هناك جنديان قتيلان تحت الأنقاض، واستمرت عملية انتشالهما 12 ساعة.