فلسطين أون لاين

خبير عسكريّ يوضِّح: أهداف حزب اللَّه باتت أكثر نوعيَّة ومسيراته تزيد كلفة الاحتلال

...
خبير عسكري: أهداف حزب الله باتت أكثر نوعية ومسيراته تزيد كلفة الاحتلال
وكالات/ فلسطين أون لاين

الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا إن استهدافات حزب الله أصبحت أكثر نوعية، لافتا إلى أن المسيّرات التي يطلقها الحزب تزيد من الكلفة المادية للحرب على جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير.

وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية دوي صفارات الإنذار في حيفا وخليجها بعد رصد تسلل مسيرة وإطلاق عدد من الصواريخ من لبنان، مما اضطر الجيش الإسرائيلي إلى استخدام مقاتلات لمطاردة المسيرة المتسللة.

وفي تحليل للمشهد العسكري في الجبهة الشمالية للحرب الإسرائيلية، أوضح حنا أن حزب الله يسعى إلى إرباك جيش الاحتلال وإثقال كاهله من خلال اختياره الأهداف ذات القيمة الإستراتيجية.

وأشار حنا إلى أن استهدافات الحزب شملت قواعد عسكرية ومناطق ذات أهمية إستراتيجية مثل قاعدتي زوفولون ورامات ديفيد العسكريتين، وكذلك قاعدة بلماخيم الجوية بجنوب تل أبيب.

وأوضح أن الحزب يعتمد على ما يُعرف بـ"الردع التراكمي" لشل قدرة الاحتلال على التقدم وإيقافه عن تحقيق انتصار عسكري حاسم، مضيفًا أن هذا النهج يسعى إلى استنزاف جيش الاحتلال سياسيا وعسكريا وصولا إلى إيجاد حلول دبلوماسية قد تضع حدّا للصراع.

وبينما دوت صفارات الإنذار في حيفا وخليجها، ومدينة نهاريا ومناطق أخرى بالجليل الغربي عقب إطلاق صواريخ من لبنان، أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الحزب أطلق أكثر من 115 صاروخا نحو أهداف متعددة، بينما أعلنت القناة 13 الإسرائيلية أن الجيش اعترض مسيرة في منطقة بنيامينا جنوبي حيفا.

وأوضح العميد إلياس حنا أن مسيرات حزب الله تمثل تهديدا نوعيا لجيش الاحتلال، إذ لا تستطيع الدفاعات التقليدية التصدي لها بفعالية، نظرا لقدرتها على المناورة والتسلل بين المستعمرات والمدن، مما يجبر جيش الاحتلال على الاستعانة بطائرات مقاتلة ذات تكلفة عالية لمطاردتها.

وأضاف أن هذه المسيرات تخلق حالة من الرعب في صفوف الإسرائيليين، حيث تُجبرهم على النزول إلى الملاجئ، وهو ما حدث خلال الصباح عندما دخل أكثر من مليون إسرائيلي الملاجئ.

كما أوضح حنا أن حزب الله يعتمد في عملياته على تحديد أهداف بعينها وفقا لأهميتها الإستراتيجية، مشيرا إلى استهداف قاعدة غليلوت التي تضم وحدة الاستخبارات العسكرية 8200، وقاعدة زوفولون للصناعات العسكرية، مما يزيد من الضغط على جيش الاحتلال ويفقده التفوق الميداني.

وأضاف العميد أن تكتيك حزب الله لا يعتمد فقط على كثافة الصواريخ، بل على نوعية الأهداف المختارة، حيث يسعى لضرب المواقع العسكرية الأكثر تأثيرا، بهدف إحداث خسائر تكتيكية ونفسية على الجيش الإسرائيلي والمجتمع ككل.

وقال حنا إن الحزب يستخدم خليطًا من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى والمسيرات لتحقيق أهدافه، بحيث تتنوع وسائل الهجوم تبعًا لطبيعة الهدف وموقعه.

استهدفت المقاومة الإسلامية في لبنان، اليوم السبت، قاعدة غليلوت، التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200، في ضواحي "تل أبيب"، مرّتين.

ونشر الإعلام الحربي مشاهد عن استهدافه القاعدة، تخلّلتها بطاقة تعريف القاعدة وتفاصيلها، بعد مسح جوي أجرته المقاومة فوقها.

ويظهر في الفيديو الاستهداف الأول للمقاومة، فجر السبت، بصواريخ "نصر 2" النوعية، والتي تزن نحو 650 كلغ، بحيث أظهرت كاميرات المستوطنين وصولها إلى الهدف.

وتمّ توثيق الاستهداف الثاني، صباح يوم السبت، عبر مسيّرة انقضاضية، وشوهدَ لاحقاً كيف وصلت وأصابت هدفها بدقّة.

وكانت غرفة عمليات المقاومة أعلنت أنّ مجموع عمليّاتها، في النصف الثاني من الشهر الماضي، بلغ 76 عمليّة إطلاق لأكثر من 170 مُسيّرة من مختلف الأنواع والأحجام، وبعمق وصل إلى 145 كلم حتّى الضواحي الجنوبيّة لـ "تل أبيب".

المصدر : الجزيرة