فلسطين أون لاين

خان يونس في مرمى الأحقاد الصهيونية

...
خانيونس.jpg
د. فايز أبو شمالة

لا يمكن المرور على الخبر الذي نشرته صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية دون التوقف، وقراءة الخلفية الأمنية للخبر الذي يقول: في مدينة كبيرة مثل خان يونس، على سبيل المثال، هناك علامات على أن حماس تتعافى أكثر مما هي عليه في شمال قطاع غزة.

هذا الخبر الذي يعني الاعتراف الإسرائيلي بفشل العدوان على شمال قطاع غزة، وانكسار الهجمة الصهيونية، ولاسيما مع الإعلان عن بداية انسحاب أحد الألوية العسكرية من أرض المعركة في شمال قطاع غزة، ولكن الخبر يحمل في الوقت نفسه نذير شؤم إلى سكان خان يونس، والصحيفة تحرض بشكل صريح على سكان خان يونس، وعلى أحوال الناس المتعافية هناك، والصحيفة العبرية تعمل على تهيئة نفسية للمجتمع الإسرائيلي، الذي تعب من تواصل العدوان، ليكون مستعداً للعودة إلى خان يونس مدمرين ومخربين، وفي الخبر تهيئة للرأي العام العالمي، بأن خان يونس عادت لتكون بؤرة المقاومة، وفي ذلك تبرئة ذمة من حرب الإبادة التي يحضر لها العدو الإسرائيلي ضد سكان خان يونس.

لقد تعافت محافظة خان يونس حقاً في الفترة الأخيرة، ونجحت البلدية في إزالة الكثير من الركام الذي خلفه العدوان، وفتحت البلدية الكثير من الشوارع، وأوصلت المياه إلى الكثير من المناطق، وسلّكت الكثير من مجاري الصرف الصحي، وبعد أن كانت الشوارع طافحة بالصرف الصحي، صارت الشوارع صالحة للحركة والحياة على جوانبها.

هذا العمار، وإزالة آثار العدوان، وعودة مئات آلاف النازحين إلى بيوتهم المدمرة، أو إلى الإقامة بجوار بيوتهم المدمرة، صار مزعجاً للعدو، وصار يحمل رسائل تحدٍ أكثر من علامات الانكسار التي سعى إليها العدو الإسرائيلي، لذلك لا أستبعد أن تكون خان يونس تحت الاستهداف، وفي مرمى إطلاق الصواريخ، لتدوس الدبابات الإسرائيلية كل الجهد والتعب الذي بذله الناس مع البلدية، ولاسيما بعد ان استرد الناس عافيتهم الحياتية، واستقر مقامهم، وقد استخرجوا الكثير من مقتنياتهم من تحت الركام، وهذا الاستقرار، والثقة بعودة الحياة الأمنة، وعشق الناس لفعالية الأمن الفلسطيني، كل ذلك يشكل انكساراً للمشروع الصهيوني، ليكون خبر صحيفة يديعوت احرونوت تحريضاً وتنبيهاً، بأن غزة لما تزل تحت العدوان، وأن كل بقعة آمنة في غزة تشكل استفزازاً للقيادة الإسرائيلية التي تسعى لصناعة الفوضى، ونشر التخريب في أوساط الفلسطينيين الباحثين عن مستقبلهم.

ندعو الله أن يحفظ أهلنا في قطاع غزة من إرهاب هذا العدو، وندعو الله أن يسلّم خان يونس وأهلها من إرهاب العدو الصهيوني.