حذر الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط، يتسحاق بريك، من "انهيار إسرائيل في جميع المجالات" في حال استمرار الحرب، التي وصفها بأنها حرب استنزاف.
وقال بريك لإذاعة 103FM اليوم الأربعاء، إن قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، "مواصلة القتال في غزة، وفي حال استمرار حرب الاستنزاف هذه (التي اتسعت مؤخرا بشكل مكثف مع حزب الله) لسنة أخرى، يوجد احتمال مرتفع بانهيار إسرائيل في جميع المجالات".
وأضاف بريك، إن (إسرائيل) الآن تزداد عزلة في هذا العالم، وعزلتها تتفاقم يوماً بعد يوم، وقد حصلنا على كل ذلك بجدارة تحت قيادة بنيامين نتنياهو ومقاولَيه المنفذَين، يوآف غالانت وهرتسي هليفي، الذين ارتكبا ويرتكبان كل خطأ ممكن لإبعاد أصدقائنا عنا.
وشدد نبي الغضب، على أنّ لا شيء سوى استبدال هؤلاء سيتيح الخروج من هذه الضائقة.
وأردف اللواء المتقاعد، "لن تتمكن "إسرائيل" من البقاء لفترة طويلة من دون مساعدة العالم الغربي المتنور المتمثل في أمريكا ودول أوروبا، لكن هؤلاء أيضاً، بدلاً من تقديم المساعدة، فقد بدأوا يبتعدون عنا، وحتى الدول الصديقة تقرر فرض حظر أسلحة على (إسرائيل) وعقوبات اقتصادية".
وأضاف أن "تفجير أجهزة البيجر عزز بشكل هائل التأكيد على استمرار حرب الاستنزاف هذه مع خطر حقيقي لحرب إقليمية متعددة الجبهات وقد تشارك فيها إيران أيضا، وهذا تحوّل سيسرع تدهور إسرائيل".
وتابع بريك أن "تفجير أجهزة البيجر وأجهزة الاتصالات التابعة لعناصر حزب الله هو حدث تكتيكي مذهل بكافة المواصفات ويدل على قدرات استخباراتية وتكنولوجية بمستوى عال جدا. وإسرائيل لم تتحمل مسؤولية ذلك لكن حزب الله يتهمها ويتعهد برد شديد جدا، ولأسفي البالغ فإنه في هذا الحدث التكتيكي لا يوجد تغيير للواقع الإستراتيجي الخطير الذي نتواجد فيه".
وقال بريك إنه التقى مع نتنياهو ست مرات، خلال الحرب، وأن "دوافع نتنياهو ليست عقلانية، وإنما انطلاقا من رغبته بالبقاء بكل ثمن. وهو مستمر في الحرب التي ليس بمقدور إسرائيل الانتصار فيها على العالم العربي. والإرهاب بدأ يسيطر على الأردن بدعم إيران وحزب الله".
وأضاف أنه "تعين على نتنياهو أن يتخذ القرار بوقف القتال غير المجدي والذي نخسر فيه مقابل حماس وألا يقرر القتال مقابل العالم العربي كله. وإسرائيل لا يمكنها الصمود لفترة طويلة من دون العالم الغربي المتنور والذي يبتعد عنا".
وفي وقت سابق، قال اللواء احتياط الجنرال "الإسرائيلي" إسحاق بريك، إن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يحاول التّغطية على فشله أمام حركة حماس عن طريق استعراض عبثي للانتصار على حزب الله.
وأكد بريك في مقال له في صحيفة "هآرتس" العبرية، أن تصعيد حكومة الاحتلال على لبنان، رسالةُ واضحة من أن المستوى السياسي والأمني "ينثرون الرماد في العيون".
ورأى الجنرال الذي يلقب بـ"نبي الغضب الإسرائيلي" بسبب توقعه بهجوم السابع من أكتوبر، أنه "في الوقت الذي يحتفل فيه العلمانيون فإنهم لا يلاحظون جبل الجليد الضخم الذي يقترب من سفينتنا التي تبحر في بحر عاصف، وبعد قليل ستتحطم على ضلع هذا الجبل".
وأضاف "هم لا يرفعون رؤوسهم لرؤية ما يوجد حولهم وفهم وفحص ما الذي تغير ولماذا. على رأس الدولة تقف قيادة أمنية وسياسية مهووسة، أنزلت علينا كارثة 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وهي لا تستثني أي خدعة أو حيلة كي تبقى وتتمسك بكرسي السلطة".
وأوضح أن الوضع الاستراتيجي لدى الاحتلال يتدهور بوتيرة سريعة في كل مجالات الحياة: الأمن، والاقتصاد، والعلاقات الدولية، والمناعة الاجتماعية، والتعليم والصحة".
وأكد بريك أن "إسرائيل" لم تحقق أيًا من أهداف الحرب في غزة، و"نحن لم نحقق أي هدف من الأهداف التي وضعناها لأنفسنا في بداية الحرب: القضاء على حماس وتحرير الأسرى.
ولفت إلى أن هذه حرب بدون اتجاه أو أهداف أو جدوى، وبدون قدرة على الانتصار فيها، باستثناء التدمير الذاتي الذي نتسبب به لأنفسنا إزاء عدم القدرة على الخروج من هذا المضيق".
وأوضح أنه حتى "بعد تفجير البيجرات لحزب الله وقتل قيادته العليا فإن نيران صواريخه تستمر بلا توقف". "هناك شعارات يتم إطلاقها في الهواء في قنوات الإعلام، وتتم تغذيتها بأكاذيب المستوى السياسي والمستوى الأمني التي تريد التغطية على الفشل أمام حماس عن طريق استعراض عبثي للانتصار على حزب الله".
وشدّد بريك على أنه إذا واصلت حكومة الاحتلال هذا النهج فلن تكون هنا. الطريقة الوحيدة التي بقيت لنا هي التوصل إلى اتفاق وإطلاق سراح الأسرى ووقف القتال".
وختم مؤكدًا "كل ذلك على أمل أن يوقف حزب الله أيضًا إطلاق النار. هذا الوضع سيمكن من استبدال القيادة العسكرية والسياسية بالانتخابات والانطلاق إلى طريق جديدة".