فلسطين أون لاين

تقرير البناء بالطّين.. حيلة سكّان قطاع غزَّة لترميم منازلهم واستقبال الشِّتاء وسط الحرب

...
البناء بالطِّين.. حيلة سكَّان قطاع غزَّة لترميم منازلهم واستقبال الشِّتاء وسط الحرب
خان يونس/ محمد سليمان

يلجأ عدد من سكان قطاع غزة إلى بناء غرف سكنية لهم، وإعادة ترميم منازلهم، باستخدام الطين في البناء، في ظل عدم توافر الأسمنت داخل الأسواق، وارتفاع أسعار الكميات القليلة الموجودة لدى بعض التجار، وسط حرب الإبادة والتدمير المتواصلة على قطاع غزة لأكثر من 11 شهرًا.

ويقول المواطن محمد أبو مصطفى (41 عامًا) الذي بدأ باستخدام الطين في بناء جدران غرف بيته الذي تعرض لقصف إسرائيلي بمخيم خان يونس جنوب قطاع غزة: "لم يبق أمامي أي خيار إلا استخدام الطين من أجل ستر منزلي، الذي فرغت صواريخ الاحتلال الإسرائيلي جدرانه".

ويضيف أبو مصطفى في حديثه لـ"فلسطين أون لاين": "سعر كيس الأسمنت الموجود بالأسواق وصل إلى 400 شيقل والجدار الواحد يحتاج إلى قرابة ثلاثة أكياس، وهذا مبلغ كبير لا أحد يستطيع توفيره في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وعدم وجود دخل مالي لنا".

ويوضح أبو مصطفى الذي بدا سعيدًا بعد تشييده جدار منزله من الطين، أن الحال ضاق به خلال فترة الصيف بعد استخدام شوادر بلاستيكية تدخل الحرارة داخل الغرف، وبعض الأقمشة، والأغطية، لستر منزله.

واستخدم أبو مصطفى الطين، بعد مشاهدته جاره الذي قام ببناء جدران غرف منزله بنفس المادة، ووجد أن تجربته ناجحة وكانت الجدران متينة ولم تتعرض للسقوط، أو الانهيار، خلال هطول الأمطار بالأيام الأخيرة.

وعن خطوات تجهيز الطين، يشير أبو مصطفى، إلى أنه جاء بالطين الصلب من أحد الملاعب المهجورة غرب خان يونس، ثم وضعه بالماء يومًا كاملًا حتى تذوب وتصبح لزجة، وفي اليوم الثاني يتم خلطها ووضع بعض "التبن" عليها من أجل أن تتماسك، وبعد ذلك تستخدم في البناء.

ودمر جيش الاحتلال آلاف المنازل والبنى التحتية بقطاع غزة، وهو ما جعل أصحاب تلك المنازل بلا مأوى، ويعيشون إما بالخيام، أو فوق ركام منازلهم المدمرة.

وسبق أن أعلنت الأمم المتحدة أن كمية الأنقاض والركام التي تجب إزالتها في قطاع غزة -الذي يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل- أكبر مقارنة بأوكرانيا، وهي تمثل مهمة مكلفة وخطيرة بشكل كبير بالنظر إلى وجود قنابل غير منفجرة فيها، عدا عن مادة الأسبستوس الضارة بالصحة.

وفي مكان ليس بعيدًا عن أبو مصطفى، استخدم المواطن محمود الصوالحي الطين أيضا في بناء غرفة واحدة مكان منزله الذي دمره جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال هجومه على المدينة في ديسمبر الماضي.

يقول الصوالحي لـ"فلسطين أون لاين": "أسعار الشوادر بالأسواق مرتفعة جدًا، ويصل سعر الشادر الواحد لو وُجد 600 شيقل، وأيضا الأسمنت غير متوفر، وفي حالة توافر يصل إلى 400 شيقل أيضا، لذلك ذهبنا إلى خيار البناء بالطين".

ويوضح أن الطين متوفرة بالأراضي، والملاعب، وهي متينة يمكن استخدامها بالبناء ولكن مؤقتًا، خاصة في ظل عدم توافر مادة الأسمنت وارتفاع أسعارها بشكل جنوني بالسوق.

وتمكن الصوالحي من بناء غرفتين من منزله الذي تعرض لدمار جزئي، باستخدام الطين "والتبن"، والعودة للعيش فيه باطمئنان، دون خوف من سقوطه بسبب وجود الطين.

ويبين أنه ذهب إلى مهندسين وسألهم عن متانة الطين واستخدامه في بناء الجدار، وكانت إجابتهم أنه جيد ويمكن البناء باستخدام الطين والاطمئنان له، ولكن ليس لمساحات واسعة من المنزل.