فلسطين أون لاين

بالمشمش يا نتنياهو!

...
كتب/ محمد حجازي

هذا ما يردده المفاوض المقاوم العنيد وخلفه جمهوره الفلسطيني الصامد الصابر، أمام تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي المجرم "نتنياهو"، وإصراره الغبي على احتلال أجزاء من قطاع غزة وبقاء قواته في محوري "فلدفيا ونيتساريم"، ولكن "بالمشمش يا نتنياهو"، وسرعان ما يصطدم بالصخرة التي لا تلين ولا تستكين ولا تساوم على دماء أبناء شعبنا، وأن دحر الاحتلال والانسحاب الكامل من غزة هو قرار لا تراجع عنه.

الإدارة الأمريكية ممثلة بوزير خارجيتها "بلينكن"، ذلك الصهيوني الحاقد على الفلسطينيين والعرب، يدعم موقف "نتنياهو" المجرم بكل قوة، ويحاول اتهام المقاومة الفلسطينية بتعطيل إنجاز "الصفقة".

وكلمة "بالمشمش"، هي مثل شعبي للتعبير عن صعوبة الحالة واستحالة تطبيقها، وهذه هي صفات المقاوم خلال جولات المفاوضات.

جولة المفاوضات الحالية أثبتت للجميع بما لا يدع مجالًا للشك، أن "نتنياهو"، ومعه "بلينكن"، هم من يضعون العراقيل أمام تقدم المفاوضات وإنجاز "الصفقة"، باعتراف ضمني وصريح من الوسطاء.

الولايات المتحدة أثبتت خلال جولات المفاوضات عدم نزاهتها في الوساطة، وأنها حليف وداعم رئيس للاحتلال، من خلال الدعم العسكري والأمني اللامحدود، وأن سوأتها باتت مفضوحة ومكشوفة لجميع أحرار العالم.

تراجع "نتنياهو"، عن بقاء قواته في محور "نيتساريم"، وإصراره على بقاء قواته في محور "فلادفيا"، يمثل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي المصري وهذا ما يرفضه المصريون جميعًا ولسان حالهم يقول: "حلم ابليس في الجنة".

أثبتت جولات المفاوضات مع المقاومة الفلسطينية، نجاحًا بارعًا وتغيرًا استراتيجيًا من خلال قدرتها على المناورة وتفكيك الجمود بما يحقق مكاسب ميدانية وسياسية وأمنية لصالحها، ما يدلل على نباهة وإمكانية المفاوض العنيد المتمثل بقيادة المقاومة.

إن بقاء الاحتلال في غزة، يعني الهلاك والموت والرعب لهم ولجنودهم الأسرى، واستمرار حالة الاستنزاف، وهذا ما تحذر منه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وما تحرك الشارع في (إسرائيل)، سوى الضغط على حكومته المتطرفة، لوقف الحرب وسرعة إنجاز "الصفقة"، وأن حديث الحكومة عن قضائها على "حماس" وقادتها العسكريين بات أمر مفضوح ومعلوم، وأن الحديث عن تحقيق أهداف الحرب بات في مهب الريح وطي النسيان.

سيستمر مناصرو القضية الفلسطينية حول العالم بالخروج بمسيرات للضغط على حكوماتهم بقطع العلاقة بدولة الاحتلال، وتأييد الفلسطينيين والاعتراف بقضيتهم العادلة.

وأخيرًا، ليس أمام الشعب الفلسطيني في غزة سوى الصمود والتحدي، أمام الكبرياء الأمريكي والتعنت "الإسرائيلي"، والتمسك بخيار المقاومة، وأن النصر والتحرير بات يلوح في الأفق، وهذه الجولة من المفاوضات هي مرحلة "عض الأصابع"، وربما تكون الفرصة الأخيرة لجميع الأطراف.