فلسطين أون لاين

نازحون يروون تفاصيل "مؤلمة".. هكذا استهدفت طائرات "الكواد كابتر" النّساء وأرعبت الأطفال

...
خان يونس/ جمال خضر

في الوقت الذي عانى فيه النازحون من ويلات الحرب "الإسرائيلية" المستمرة على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، تواصل آلة القتل "الإسرائيلي" استخدام طائرات "كواد كابتر" –صغيرة الحجم- كي تُطلق وتصدر أصواتًا تحاكي صرخات الأطفال والنساء واستغاثتهم.

ويعتمد جيش الاحتلال على تلك الطائرات لترويع النّازحين ولإطلاق النار العشوائية في المناطق المكتظة بالنازحين، ما يضاعف من حالة الرعب والذعر بين سكان المخيمات بهدف إجبارهم على الرحيل عن تلك المناطق، أو دفعهم إلى التوجه لأماكن أخرى بزعم أنها "آمنة".

ويعد استخدام تلك الطائرات جريمة حرب وفقًا للقوانين الدولية، حيث ترفض سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" الاستجابة إلى التشريعات والأعراف الدولية وتغض الطرف عن نداءات المنظمات الإنسانية التي تحاول جاهدة تقديم المساعدات للنازحين وتوفير جزءًا من الحماية لهم فبات العديد منهم أهدافًا لها.

ليلة رعب

وعاشت وسام القزاز، وأطفالها الثلاثة، التي تسكن في إحدى الخيام بالأطراف الشمالية لحي الأمل بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، الليلة الماضية، حالة من الرعب بعد أن ظهرت طائرات" كواد كابتر" في الأجواء وبدأت تطلق الرصاص بشكل عشوائي على النازحين وتصدر أصواتًا تحاكي صرخات الأطفال والنساء.

وتضيف القزاز، لمراسل "فلسطين أون لاين": أن حياتنا أصبحت كابوسًا لا ينتهي كنا نهرب من الحرب بحثًا عن الأمان، لكن وجدنا أنفسنا محاصرين ولا نرغب في الهرب أو الانتقال لأماكن أخرى مجددًا، فكل صرخة تصدرها تلك الطائرات تخترق قلوبنا، وتذكرنا بأننا لن نجد الأمان في أي مكان".

وتشير القزاز، أنها اضطرت إلى النزوح لمدينة رفح بعد أن دخلت قوات الاحتلال مدينة خانيونس ودمرت منزلها، ثم تنقلت للعيش بإحدى الخيام هناك قبل أن تنتقل عند اقتراب قوات الاحتلال من مكان إقامتها إلى أن استقرت في خيمة بمنطقة مواصي خانيونس، لكن المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال صبيحة الثالث عشر من تموز/يوليو الماضى والتى أسفرت عن ارتقاء نحو 100سهيد وإصابة 300آخرين  دفعها وزوجها وعدد من أقاربها إلى الانتقال لحي الأمل وليبقوا على مقربة من منزلهم المدمر.

صدمة نفسية

ولا يختلف الحال كثيرًا عن سالي الهسي، التي نزحت أكثر من سبع مرات منذ بداية الحرب أولها من منزلها في مدينة غزة بنهاية أكتوبر الماضي بعد أن حاصرتها قوات الاحتلال برفقة عدد من أقاربها بمقر اليونيسف قبل أن تجبرهم على النزوح لجنوبي القطاع، بزعم أنها مناطقة أمنة، قائلة: "أين سنذهب فلا مكان آمن في القطاع، فالخوف والرعب والقصف يطال جميع المناطق.

وتلفت الهسي لمراسل "فلسطين أون لان" إلى أنها عاشت الليلة قبل الماضية حالة من الرعب والخوف على زوجها وشقيقاتها وأولادهن خشية أن يخرج أحدهم من الخيام ويستجيب لنداءات الاحتلال ويتم قتله، مشيرة إلى أن قوات الجيش زرعت مكبرات الصوت على طائرات "كواد كابتر" لتخويفنا ودفعنا لمغادرة المنطقة التي باتت تعج بالنازحين بعد أن طلب من سكان شرقي مدينة دير البلح والمغازي وشمال مدينة خانيونس مغادرتها.

وتقول: إن الأطفال هم الأكثر تأثراً بهذا الأمر، إذ يصابون بصدمة نفسية عميقة ستوثر على نفسياتهم ومستقبلهم وسيعانون لسنوات من تلك الصدمات التي يتعرضون لها بشكل يومي من خلال مشاهدة الدماء والأشلاء والشهداء وأصوات الانفجارات التي لا تتوقف، داعيةً دول العالم والمنظمات الإنسانية والمعنية بالطفولة لتحمل مسؤولياتها ووقف جرائم الإبادة التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق أهالي القطاع.

ويبقى النازحون، يحلمون باليوم الذي تنتهى فيه الحرب المدمرة على قطاع غزة، وتخليصهم من ويلاتها ويستعيدون حياتهم التي فقدوها بفعل آلة الحرب "الإسرائيلية" التي لا تتوقف.

وتواصل سلطات الاحتلال "الإسرائيلي"، منذ السابع من أكتوبر الماضي، حربًا مدمّرة على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 40 ألف شهيد ومايزيد عن 92ألف جريح معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد عن 10 ألاف مفقود، وسط دمار هائل في القطاع، بحسب وزارة الصحة بغزة.