فلسطين أون لاين

ضربة معلم يا حماس!

...
محمد حجازي

في خطوة غير متوقعة ومفاجئة للجميع حتى في صفوف عناصرها وكوادرها الفاعلين، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس تكليف القائد يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي للحركة، خلفًا للشهيد القائد إسماعيل هنية، في ظل الوضع السياسي الساخن والمعقد التي تمر به قضيتنا الوطنية على جميع الأصعدة الإقليمية والدولية والمحلية، هذه الخطوة تعد "ضربة معلم" لأنها فاجأت المحيط السياسي والإعلامي والعدو قبل الصديق.

والمصدوم الأكبر من هذا الحدث هي (إسرائيل) وحكومتها المتطرفة والمجرمة، التي زعمت أنها قضت على "حماس" وقادتها السياسيين والعسكريين بغزة، في حرب شرسة لم يشهدها التاريخ، وفي اللحظة المناسبة أعلنت حماس تكليفها للسنوار، ليكون كابوسًا عليهم حتى في منامهم.

وقد أخفقت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، من تقدير الموقف باختيار "السنوار"، رغم السيطرة المعلوماتية الكاملة على الأجهزة الإلكترونية والأقمار الاصطناعية وساندتها في ذلك دول عظمى من خلال مدها بالمعلومات الاستخبارية، ليكتب التاريخ فشلا جديدا لتلك الأجهزة الوهمية.

وفي لحظة خرجت المسيرات والمظاهرات في عدد كبير من دول العالم الحر تهتف للقائد "السنوار" وحماس، وتبارك هذه الخطوة التي تؤكد قوة وتماسك ووحدة الحركة في الداخل والخارج.

والأنظار الآن تتجه نحو الخامس عشر من أغسطس الجاري، الذي حدده الوسطاء لبدء جولة جديدة من التفاوض بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وما الذي سيرسله "السنوار" في تلك المحادثات، التي ربما ستحدد مسار التفاوض النهائي.

وهذه الجولة من المفاوضات ستكون صعبة ومعقدة كما يقول مراقبون، وسيواجه الاحتلال والوسطاء أساليب جديدة ودراماتيكية من "حماس" ووفدها المفاوض كما تشير التوقعات، التي لربما تعزز وفدها بشخصيات جديدة من المفاوضين.

والمعروف عن القائد "السنوار" في الشارع الفلسطيني، صراحته ومصداقيته وحبه وإخلاصه لوطنه وشعبه وعزيمته التي لا تلين والإصرار على تحقيق الهدف بأي ثمنٍ كان، وأن تحرير الأسرى والمسرى وطرد المحتل من أرضه في نصب عينيه، وحكومة الاحتلال تعرف ذلك جيدًا، حيث استطاع "السنوار" الانتصار على العقلية الأمنية الإسرائيلية عدة مرات في أثناء وجوده داخل سجون الاحتلال، حيث قاد العديد من الإضرابات التي أفضت إلى مساومات ومفاوضات، استطاع خلالها الانتصار على سجانيه وتحقيق مطالب عادلة للحركة الوطنية الأسيرة.

وهذا ما تعرفه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عن قرب، وقد يكون اختيار "السنوار" في ظل المفاوضات المتوقعة ناقوس خطر على "نتنياهو" وحكومته المتطرفة التي تعي عقلية "السنوار" جيدًا.

وأخيرًا، ليس أمام حكومة الاحتلال سوى خفض الصوت قليلًا والاستسلام لقادة المقاومة وعلى رأسها يحيى السنوار، وعلى الفلسطينيين الصبر والتمسك بخيار المقاومة والوحدة والمزيد من الصمود وصولًا للنصر المحتوم.