فلسطين أون لاين

"ظهر مشبوحًا أمام السياج".. صاحب الصورة الشهيرة بمعتقل "سديه تيمان" يروي أهوال رحلة الموت والاعتقال

...
"ظهر مشبوحًا أمام السياج".. صاحب الصورة الشهيرة بمعتقل "سديه تيمان" يروي أهوال رحلة الموت والاعتقال
غزة/ فلسطين أون لاين

روى الأسير المفرج عنه، الأسبوع الماضي، إبراهيم سالم، صاحب الصورة الشهيرة، تفاصيلها وما تعرض للتعذيب عبر إيقافه على سياج معتقل سديه تيمان، الذي استشهد فيه عشرات الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة، منذ بدء العدوان.

قال الأسير المحرر قصة الصورة التي انتشرت على مستوى العالم، وقال إنها له بالفعل، ووقعت قبل أشهر، بعد احتجاجه على منع جنود الاحتلال، لأحد الأسرى المسنين، المصابين بداء السكري، من الذهاب إلى الحمام، ما اضطره إلى التبول على نفسه.

وأضاف: "حين رأيت ما جرى للأسير المسن، من وضع مهين، استفزني المنظر وبدأت بالصراخ على الجنود والاحتجاج، وهنا ثارت ثائرتهم، وقاموا بالاعتداء علي، وسحبي إلى غرفة بها مكيف يعمل بطاقته القصوى في فصل الشتاء، وجردوني من ملابسي، وأجلسوني على كرسي وصعقوني بالكهرباء، وبعدها أوقفوني على السياج لمدة 4 ساعات".

أوضح إبراهيم سالم -الذي اعتقل من مستشفى كمال عدوان شمال القطاع في 11 ديسمبر/كانون الأول الماضي- أنه تعرض خلال اعتقاله "لتعذيب وتجويع وتحقيق صعب بشكل يومي".

وقال "تركت زوجتي وأبنائي مصابين في العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان ولم أكن أعرف مصيرهم"، مضيفًا أنه تنقل من سجن إلى آخر "ولم نعرف طعم النوم، حيث نقضي أوقاتا طويلة جالسين على ركبنا".

وتابع "تعرضنا لشتى أنواع التعذيب وتركزت التحقيقات حول مكان وجود قائد حماس في غزة رغم أننا لا علاقة لنا بذلك".

وأوضح أن جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي أجبروه على ارتداء زي عسكري لكتائب القسام، وحاولوا إنزاله في نفق لكنه رفض، فعذبوه بشكل قاس على كرسي كهربائي وبدؤوا بعمليات الضرب والتنكيل.

ولفت إلى أن شقيقه وشقيقته دفنا في ساحة مستشفى كمال العدوان، وخلال التحقيقات، قام ضباط الاحتلال، بتعذيبه نفسيا عبر إجباره على مشاهدة مقطع مصور لجرافات الاحتلال، وهي تنبش قبورهم وتجرفها، وقال شاهدت جثثهم تستخرج بالجرافة من المكان الذي دفنتهم فيه.

وقام الأسير المحرر فور الإفراج عنه، بكتابة أسماء الأسرى، الذين كان معهم في سجن النقب، من أجل طمأنة عائلاتهم عليهم، وقال إنه يريد فضح الاحتلال، عبر كشف أسماء من تركهم خلفه.

ولفت إلى أنه مكث في سجون الاحتلال، مع أسرى من كافة مناطق قطاع غزة، خاصة جباليا والشاطئ والشجاعية والشيخ رضوان.

وكان شقيق سالم، تعرف عليه بعد اعتقاله قبل نحو ثمانية أشهر، وانقطاع أخباره بالكامل، من خلال أصابع قدمه، في الصورة الشهيرة التي سربها أحد جنود الاحتلال من داخل المعتقل.

وعلمت عائلته حينها أنه متواجد في معسكر سديه تيمان، وأنه لا يزال على قيد الحياة، بعدما ظنوا أنه استشهد على يد الاحتلال.