فلسطين أون لاين

تقرير في شمالي القطاع.. نازحون نجوا من المذابح "الإسرائيلية" يداهمهم خطر الجوع

...
خاص/ فلسطين أون لاين

يشكو نازحون في مراكز الإيواء بمدينة غزة من نقص حاد في الطعام المتوفر لديهم بفعل سياسة التجويع الممنهجة والناتجة عن رفض جيش الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواد الغذائية والمساعدات الإغاثية.

وأبدى نازحون مخاوفهم من أن يؤدي استمرار التجويع الممنهج إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في شمالي القطاع الذي يتواجد فيه أكثر من نصف مليون مواطن.

وقالت سماح الكفارنة، إن "جيش الاحتلال لم يكتفِ بهدم منازلنا وتدمير الأحياء السكنية، بل يتعمد تجويعنا".

والكفارنة البالغة (41 عامًا) دمر جيش الاحتلال منزلها الكائن في بلدة بيت حانون، ونزحت وعائلتها منذ بدء جيش الاحتلال حرب الإبادة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى مراكز الإيواء.

وعلى إثر حرق جيش الاحتلال العديد من هذه المراكز في شمالي القطاع، اضطرت الكفارنة للنزوح مجددًا إلى مدرسة تتبع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تحولت إلى مركز للإيواء بحي الرمال في مدينة غزة.

ولفترات طويلة اعتمدت الكفارنة وعائلتها على الغذاء الذي كانت تقدمه الجهات القائمة إدارة على مراكز النزوح.

وأضافت، "لا يوجد لدينا ما نأكله.. في الأسابيع الماضية كان اعتمادنا على المساعدات الاغاثية لكنها أصبحت الآن شحيحة".

وتقيم الكفارنة مع أفراد عائلتها الثمانية في غرفة صف داخل مركز الإيواء، وتحاول التأقلم رغم مصاعب الحياة التي تسببت بها حرب الإبادة.

ويداهم الخوف والقلق هذه السيدة وأفراد عائلتها بشدة من أن تتسبب المجاعة التي حذرت من مخاطرها مؤسسات أممية ودولية؛ في وفاة أفراد آخرين من أفراد العائلة.

وبحسب قولها، فإن ابنتها عبير الكفارنة فقدت ابنها جمال البالغ (6 أشهر) بفعل سوء التغذية، وكان أحد ضحايا المجاعة في شمالي القطاع.

وراح ضحية المجاعة الناتجة عن سياسات الاحتلال عشرات المواطنين غالبيتهم من الأطفال.

ويفصل جيش الاحتلال بحواجز عسكرية أقامها على شارعي الرشيد وصلاح الدين، قطاع غزة إلى نصفين، ويتحكم من خلالها بكل شيء يمكن مروره إلى شمالي القطاع.

وقالت نجوى الزعانين (37 عامًا): إننا نعتمد بالأساس على المساعدات، وعدم وصولها إلينا يعني فقدان الغذاء بالنسبة لنا.

وكانت الزعانين من سكان بلدة بيت حانون، لكن بعد تدمير جيش الاحتلال منزلها نزحت مع زوجها وطفليها إلى مركز للإيواء في مدينة غزة، واعتمدت طيلة الحرب الممتدة للشهر التاسع تواليًا على الغذاء المقدم في هذه المراكز.

وأبدت خشيتها على طفليها من أن يطالهما سوء التغذية حال استمر الاحتلال في سياسة الحصار والتجويع ضد سكان شمالي القطاع.

وأضافت: أن الأسواق شبه خالية من المواد الغذائية الأساسية والخضراوات والفواكه منذ أشهر، وحال توفرها فإن أسعارها مرتفعة ليس بإمكاننا شرائها.

وتساءلت: أين المجتمع الدولي مما نتعرض لها من جوع وقتل ودمار؟

واتهم سيف الدين النجار والذي يقيم أيضًا في مركز لإيواء النازحين، الاحتلال الإسرائيلي باتباع سياسة التجويع ضد سكان شمالي القطاع عمدًا في محاولة واضحة لكسر صمودهم وثباتهم.

وطالب النجار بضرورة ممارسة الأطراف الدولية المتعددة الضغوط اللازمة على الاحتلال وإلزامه بضرورة إدخال المساعدات وعدم التأخير والمماطلة أكثر من ذلك في السماح بوصول المواد الغذائية للمواطنين.

وعدَّ أن سياسات الاحتلال لن تنجح في كسر إرادة المواطنين وصمودهم الأسطوري في وجه الجرائم والانتهاكات.