فلسطين أون لاين

بالصور "سلة ستي".. مشروع محلِّيّ بخامات بسيطة يوفِّر أثاثًا للنَّازحين

...
"سلَّة ستي".. مشروع محلِّيّ بخامات بسيطة يوفِّر أثاثًا للنَّازحين
دير البلح/ فاطمة حمدان: 

وجد الشاب ضياء الدين أحمد "21 عامًا" نفسه يفكر في حل لنقص الأثاث والأدوات المنزلية في الأسواق خلال "حرب الإبادة" المستمرة على قطاع غزة، لأكثر من 14 شهرًا، خاصة للنازحين الذين نزحوا بدون أن يصطحبوا معهم شيء من تلك الأدوات وحتى التي امتلكوها فقدوها أثناء نزوحهم المتكرر، فوجد ضالته في صناعة بعض من تلك الأدوات من مواد بسيطة ضمن مشروع أسماه " سلة ستي". 

Nx3u1.jpg
 

 أحمد الذي نزح مع ذويه من أبراج الندى في بيت لاهيا ليستقر به الحال في خيمة للنزوح في مدينة دير البلح، اهتدى لفكرته من خلال عمله في بيع الفواكه والخضار على " بسطة" للحصول على مصدر دخل، حيث كان يحتفظ بالأشرطة البلاستيكية التي يربط بها التجار الصناديق على أمل أن يصنع منها بعضًا من المشغولات اليدوية لاحقًا. 

فـ "ضياء" يعشق المشغولات اليدوية منذ حداثة سنه كان مولعًا بحصص الفنون والحرف اليدوية ويحرص على تطبيق كل أفكار المشغولات الموجودة في الكتب المدرسية، ولم يكن الشغف بتلك المشغولات قاصرًا عليه بل إن أشقائه الخمسة وشقيقته الوحيدة كانوا يقاسمونه هذا الحب. 

وكان الأشقاء السبعة قبل النزوح يصنعون مشغولات يدوية من "الفلين" ويوزعونها على المكتبات لبيعها في مشروع سوقوا له عبر وسائل التواصل بعنوان " هاند ميد". 

وعندما جمع أحمد الأشرطة البلاستيكية كان يفكر في شيء يوثق به عرى الخيمة التي يسكن فيها لكنه لاحقا فكر في استغلالها في النسيج، فكانت البداية بنسج بعضها على كرسي خشبي مفرغ، ثم نسج منها سلة التسوق في ظل غلاء الأكياس البلاستيكية. 

qrtE5.jpg
لاقت فكرة أحمد إعجابًا من قبل المحيطين به، ما شجعه على الاستمرار بها، وشيئا فشيئًا كون مجموعة من الأدوات اختلقها من وسط عمله، " البداية كانت صعوبة قص الأشرطة بالمقص العادي فبحث عن أداة القص حتى وجد " مقص صاج" تمكن من خلاله من قص الأشرطة". 

وقال لـ "فلسطين أون لاين": "احتجت لصنارة للنسيج فصنعتها من ملعقة ألمونيوم، واحتاج أيضًا لـ" الزردية" و "النظارة" لحماية عيني من رذاذ البلاستيك". 

وفي خيمة نزوح العائلة وفي المكان الذي من المفترض أن يكون مطبخا يصنع أحمد مشغولاته لذلك فهو يتحين حلول المساء حتى لا يكون هناك عجين أو طبخ، ويكون المكان فارغًا. 

ويسوق أحمد منتجاته من خلال " بسطة" في مكان نزوحه ومن خلال مجموعات البيع والشراء على وسائل التواصل الاجتماعي وصفحته على " الفيسبوك" ( سلة ستي). 

Gih0W.jpg
 

ويُبدي ضياء أمله في توسعة مشروعه ليصبح لديه مشغل خاص به، مردفًا: "أما الآن فانا اوفر الأشرطة البلاستيكية بشق الأنفس فانتقل بين التجار للحصول عليها بعد قصها عن بضاعتهم". 

وتشجيع الناس له وثنائهم على منتجاته وقوة تحملها أعطاه دفعة معنوية كبيرة للمضي قدمًا في مشروعه، لكنه في الوقت نفسه يأمل أن يكون قادرًا في أقرب فرصة على استكمال دراسته الجامعية ـالتي اضطر لقطعها بسبب الحرب وظروف النزوح ـ جنبا إلى جنب مع تطوير مشروعه.