بعد الكشف عن نتائج قرعة الدور الثالث الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك، والتي يخوضها منتخب فلسطين لأول مرة في تاريخه بعدما كان يخرج من الدور الأول أو الثاني للتصفيات على أقصى حد، فإن حلم التأهل للنهائيات لأول مرة في التاريخ يُراود كل فلسطين في كل موقع من المواقع الاجتماعية أو المهنية، كون ذلك الحلم مرتبط باسم وخارطة وتاريخ فلسطين.
إن التأهل إلى نهائيات كأس العالم أمر غاية في الأهمية، لا سيما وأنه يأتي في ظل تعرض الشعب الفلسطيني لحرب إبادة تشنها عليه قوات الاحتلال الصهيوني منذ أكتوبر 2023 أي قبل انطلاق منافسات التصفيات الآسيوية المزدوجة لمونديال 2026 وكأس آسيا 2027 في السعودية، حيث تباينت الآراء في بداية التصفيات لا سيما فيما يتعلق بالمشاركة في التصفيات من عدمها.
اليوم وفي ظل انشغال العالم بحرب الإبادة على غزة، وقساوة ظروف حياة الغزيين، فإن التأهل لنهائيات المونديال لأول مرة له مدلول وانعكاس على القضية الفلسطينية، لا سيما وأن كأس العالم بحد ذاته يُعد محفلاً من المحافل التي يتم استثمارها لتحقيق أهداف يتابعها 8 مليار نسمة على كوكب الأرض.
لقد كتب التاريخ أنه في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، كانت فلسطين أول دولة عربية إلى جانب مصر تُشارك في تصفيات كأس العالم، وقتها لم تكن هناك ملامح ولا أساسات لإقامة دولة بني صهيون المارقة من قبل المملكة المتحدة التي سرقت كل شيء فلسطين ومنحته للعصابات الصهيونية التي أقامت دولتها على أنقاض الشعب الفلسطيني، ولكن التاريخ لا يُمكن تزويره وإن حاول البعض تزويره فإن تلك المحاولات مصيرها الفشل.
فقد حاول الاتحاد الدولي لكرة القدم استبدال اسم فلسطين بـ(إسرائيل) في الإشارة إلى تاريخ مشاركات فلسطين في تصفيات كأس العالم عامي 1934 و1938، حيث انتبهت فلسطين إلى هذا التزوير وفضحته بمساعدة وسائل إعلام عربية، حيث تم إعادة تثبيت اسم فلسطين على أنها التي شاركت في التصفيات في ذلك الوقت وليس (إسرائيل).
ومنذ استعادة فلسطين حقها في عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عام 1998، بعد حرمان دام نصف قرن، حاولت فلسطين التأهل إلى النهائيات ولكن كثير من العوامل لم تساعدها على ذلك، فيما تأهلت دولة الاحتلال إلى النهائيات مرة واحدة عام 1970 عندما كانت تخوص تصفيات آسيا قبل طردها من القارة والتحاقها بالاتحاد الأوروبي لكرة القدم، ومنذ لك الوقت لم يتأهل منتخب الكيان المارق إلى النهائيات، وهو الأمر الذي سعى الاحتلال ولا زال من أجل تحقيقه بعدة وسائل لا مجال لذكرها الآن.
اليوم وقياساً مع كثير من الأمور المتعلق بتطور اللعبة والإمكانات والظروف، ورفع عدد المنتخبات المشاركة في النهائيات، أصبحت فُرص التأهل إلى المونديال أسهل من ذي قبل، ويبقى تحقيق الهدف على رأس سُلم أولويات الكرة الفلسطينية لتحقيق التأهل لأول مرة في التاريخ، حيث بتنا أمام فرصة التأهل المباشر من خلال احتلال إحدى المركزين الأول أو الثاني، فيما تُتتاح لنا فرصة ثانية في حال احتلال المركز الثالث أو الرابع في المجموعة، حينها ننتقل إلى المرحلة الرابعة من التصفيات حيث سيتم توزيع المنتخبات الستة على مجموعتين، بنظام المواجهة الواحدة في مكان محايد، يتأهل منهما الثنائي المتصدر إلى المونديال مباشرة.
أما الفرصة الثالثة للتأهل فتكمن في أمل الحصول على المركز الثاني في المرحلة الرابعة للانتقال إلى المرحلة الخامسة خلال مواجهة ذهابا وإيابا، يتأهل منها الفائز للمنافسة على بطاقة الملحق العالمي لحسم المقعد التاسع للقارة الآسيوية.