فلسطين أون لاين

تقرير بعد تدمير الاحتلال مصادر المياه.. تعبئة "جالون" واحد مهمة يوميَّة تُثقل كاهل الغزييّن

...
صورة تعبيرية
خان يونس/ محمد الأيوبي:

لم تتوقف معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، عند جرائم القتل والتدمير الإسرائيلية بل طالت أيضاً مقومات الحياة الأساسية لاسيما المياه.

وباتت الأسر الفلسطينية تتجرع الأمرين للحصول على المياه في مهمة يومية تتطلب قطع مسافات طويلة، والوقوف في طوابير طويلة أمام شاحنات توزيع المياه.

وقطع جيش الاحتلال إمدادات الكهرباء والمياه والوقود، واستهدف أبار المياه ومرافق البنية التحتية ما تسبب في حرمان الفلسطينيين من الحصول على المياه.

طوابير المياه

الرجل الخمسيني أحمد المصري وقف في نهاية طابور للمواطنين أمام شاحنة لتوزيع مياه الشرب وقد بلل العرق وجهه، في محاولة لتعبئة "جالون" ميا لتلبية احتياجات أسرته، لكن لم يحالفه الحظ بذلك بسبب الازدحام الشديد.

ويقول المصري الذي يعيش في خيمة في بلدة القرارة جنوبي قطاع غزة لمراسل "فلسطين أون لاين"، إنه يقف يومياً في طوابير توزيع المياه، فيما يضطر كثيرًا إلى شراء المياه بتكلفة اثنين شيقل لكل "جالون"، ما يشكل عبئًا ماليًا عليه في ظل فقده أي مصدر للدخل.

وبات مشهد شاحنات بيع وتوزيع المياه يتكرر كثيرًا في شوارع القطاع، فيما يعبر عن الزيادة الحاصلة في نقص المياه لدى السكان.

ويضيف المصري، أن أسرته المكونة من ثمانية أفراد لا تجد في كثير من الأوقات المياه، لاستخدامها في أعمال الاستحمام والغسيل وغيرها.

أما الطفل فارس أحمد (15 عامًا)، فقد بدت عليه علامات الإرهاق، عندما كان يحمل جالون من مياه الشرب على كتفيه.

وتعبئة المياه يشكل مهمة يومية مرهقة لـ "فارس" الذي يضطر خلالها إلى قطع مسافة تزيد عن كيلومتر، هي المسافة الفاصلة بين خيمة أسرته ومحطة تحلية المياه جنوبي غرب دير البلح وسط قطاع غزة.

ويقول أحمد لـ "فلسطين أون لاين"، إن المنطقة التي تقطنها أسرته تنعدم فيها مصادر المياه، كما أنها لا تستطيع شراء المياه بسبب ظروفها المادية الصعبة.

مياه البحر

أما السيدة الأربعينية أسماء الكفارنة فتقطع صباح كل يوم مئات الأمتار برفقة ابنتها إلى شاطئ البحر لغسل ملابس أفراد أسرتها وغسل الأواني بعد أن عجزت عن توفير المياه.

وتقول المواطنة الكفارنة ل"فلسطين أون لاين"، إنها بالكاد تستطيع توفير مياه الشرب لأفراد أسرته فيما تعجز كثيرا عن توفير المياه للأعمال المنزلية.

ويضطر زوج أسماء إلى شراء مياه الشرب الأمر الذي يثقل كاهله بعد أن شرد من منزله وفقد عمله مع بدء العدوان الإسرائيلي.

وفقدت الآلاف من الأسر الفلسطينية مصدر دخله مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وباتت تعتمد على المساعدات الإنسانية في تلبية احتياجاتها اليومية.

ولا يختلف الحال بالنسبة للمواطن رامي عطاالله الذي غرقت ملابسه بالمياه عندما كان يحاول تعبئة بعض القوارير من مياه البحر.

ويقول عطالله لـ "فلسطين أون لاين"، إن عدم توفر المياه اضطره للجوء إلى مياه البحر لاستخدامها في غسل الملابس والأواني وغيرها من الاستخدامات.

أما السيدة آلاء محسن التي تقطن في خيمة في منطقة خان يونس بعد اضطرت للنزوح إليها من رفح، وهو النزوح الثالث لأسرتها منذ بدء الحرب، فقالت: إنها تضطر يوميا إلى قطع مسافة كبيرة للحصول على المياه من أحد الآبار.

وأضافت محسن لـ "فلسطين أون لاين": ان مقومات الحياة الأساسية لاسيما المياه بات النازحون يجدون مشقة كبيرة في الحصول عليها.

وأشارت إلى أن أبناءها أصيبوا بتشققات الجلد والأمراض الجلدية جراء الاستحمام بالمياه غير الصالحة للاستخدام الادمي .

وبسبب العدوان الإسرائيلي، تراجعت حصة الفرد في القطاع من المياه بنسبة 97%، حسب تقرير مشترك صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني وسلطة المياه الفلسطينية بمناسبة يوم المياه العالمي، بنهاية مارس/آذار الماضي.

وذكر التقرير أن الحرب على القطاع أدت إلى انخفاض حصة الفرد الواحد من المياه في غزة إلى ما بين 3 و15 لترا يوميا، مقابل معدل استهلاك بنحو 84.6 لترا للفرد يوميا خلال العام 2022.

ويقدّر إجمالي المياه المتوفرة حاليا في غزة بنحو 10 إلى 20% من مجمل المياه المتاحة قبل العدوان، وهذه الكمية غير ثابتة وتخضع لتوفر الوقود، حسب التقرير ذاته.