فلسطين أون لاين

"وول ستريت جورنال" تكشف: لهذه الأسباب انهار مشروع ميناء غزة العائم

...
"وول ستريت جورنال" تكشف: لهذه الأسباب انهار مشروع ميناء غزة العائم
غزة/ فلسطين أون لاين

لم يصمد طويلًا، فلم يرفضه الفلسطينيون فحسب، بل تقاومه طبيعة القطاع الجغرافية، فبعد أسبوع من تدشين الرصيف الأمريكي قبالة قطاع غزة، تعرض إلى جرفٍ سحب السفن نحو ميناء سدود، وعطل عمله الميناء الذي كلف أمريكا أكثر من 230 مليون دولار، حال دون تمكنه وفق أهدافه "المُعلنة" من إغراق غزة بالمساعدات الإنسانية.

وفي أحدث التقارير الواردة حول الموضوع، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن الخطط الأمريكية الرامية لإنشاء وتشغيل الرصيف البحري العائم الخاص بتقديم المساعدات قبالة غزة انهارت بسبب الطقس والخدمات اللوجستية، رغم أن الرئيس جو بايدن وعد بتقديم “كميات هائلة” من المساعدات للغزيين عبر هذا الميناء العائم.

وأضافت الصحيفة، أن الرصيف الذي أنشئ بتكلفة بلغت 230 مليون دولار وسط الاجتياح العسكري الإسرائيلي في مدينة رفح وإغلاق المعبرين الحدوديين الجنوبيين اللذين كانا يزودان قطاع غزة بمعظم المساعدات، انهار خلال الأيام الأولى لتشغيله.

وقالت إن هدف الإدارة الأمريكية من هذا الميناء العائم هو تأمين ممر بحري يربط بين قبرص وغزة، واستكمال عمليات التسليم البرية التي تُعَد أرخص وأكثر كفاءة.

وأضافت أن الرصيف الذي تم تشييده على عجل لم يكن مصمما للتعامل مع الأمواج الهائجة في البحر الأبيض المتوسط، التي عادة ما تشتد قوتها خلال الصيف، مؤكدة أن الخدمات اللوجستية لإيصال المساعدات من الرصيف إلى سكان غزة لم تكن ناجحة.

وتابعت الصحيفة أن هيكل الميناء العائم انهار في أواخر الشهر الماضي بعد 10 أيام من تشغيله، الأمر الذي دفع عددا من المنظمات الإنسانية العاملة في القطاع إلى التخلي عن وضع خطط طويلة المدى حول الأداء العام للرصيف.

وقال البنتاغون إنه بعد أسبوع من الإصلاحات، عاد الرصيف إلى نشاطه الاعتيادي السبت الماضي، ليتم إغلاقه مرة أخرى يوم الأحد بسبب الأمواج الهائجة، وأعيد افتتاحه مرة ثالثة أمس الثلاثاء.

ويمثل انهيار هذا الميناء العائم تحديا حقيقيا لإدارة الرئيس بايدن، ومحاولتها الاستجابة للوضع الإنساني المتدهور في غزة.

وقالت الصحيفة إنه بعد ثلاثة أشهر من إعلان الرئيس بايدن إنشاء الرصيف خلال خطابه عن حالة الاتحاد، لم يتدفق عبر هذا الطريق البحري سوى جزء يسير من المساعدات لدعم سكان غزة ولبضعة أيام فقط، وهو جزء صغير مما هو مطلوب لأكثر من مليوني مدني يواجهون خطر المجاعة في أي لحظة.

وخلال خطابه، قال بايدن إن الرصيف “سيمكّن من زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة كل يوم”.

وقال المدير العام لإحدى سفن الشحن القبرصية “نحن نعرف الطقس، ونعرف إيقاع الأمواج والرياح في أي وقت من السنة، وكان بإمكاننا أن نقول إن الأمر لن ينجح”.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية إنه تم تسليم نحو 1.1 مليون رطل من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الرصيف.

في المقابل، أوضح أحد مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية بعد وقت قصير من استئناف عمليات الرصيف “دعونا نرى إلى متى سيستمر هذا الأمر”.

مزاعم حول مخاوف أمنية !

وقبل أسبوعٍ، علق برنامج الأغذية العالمي نقل وتوزيع المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم في غزة، بسبب مخاوف تتعلق بسلامة موظفي البرنامج.

وفي التفاصيل، أعلنت مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، سيندي ماكين، تعليقا مؤقتا لتوزيع المساعدات الإنسانية عبر الرصيف البحري الأميركي العائم قبالة سواحل غزة، وذلك بسبب مخاوف أمنية.

وأشارت ماكين خلال مقابلة مع شبكة "سي بي إس" الأميركية إلى أن اثنين من مستودعات المنظمة في غزة تعرضا للقصف خلال مجزرة النصيرات وتحرير أسرى للاحتلال بغزة، مما أسفر عن إصابة أحد الموظفين.

كما أوضحت أنها تشعر بقلق كبير بشأن سلامة الموظفين بعد الحادثة، التي وصفتها بأنها واحدة من أكثر أيام الحرب دموية، وأكدت أنهم يريدون التأكد من توفر بيئة آمنة وظروف مستقرة قبل استئناف العمليات.

ورغم ذلك، شددت المسؤولة الأممية على أن العمل مستمر في باقي مناطق القطاع، حيث يبذلون قصارى جهدهم في الشمال والجنوب.

ومن جانبها، أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أنها تعمل مع مسؤولين حكوميين أميركيين آخرين ومع المنظمات الإنسانية في غزة لضمان إمكانية استئناف المساعدات بشكل آمن وفعال بعد الانتهاء من المراجعة الأمنية.

وفي وقت سابق، نقل موقع أكسيوس عن مسؤول في الإدارة الأمريكية، السبت، أن ما تسمى "خلية المختطفين" الأمريكية العسكرية ساعدت في استعادة المحتجزين الأربعة في العملية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في النصيرات وسط قطاع غزة، وأدت أيضاً إلى ارتكاب مجزرة راح ضحيتها نحو 200 شهيد.

وفي تفاصيل أخرى، قالت مصادر عبرية، إنه ليس صدفة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن صباح اليوم دفع تعزيزات من قواته لحماية الرصيف الأمريكي العائم قبالة ساحل بحر قطاع غزة.

 فقد ذكرت مواقع إسرائيلية أن مسؤولا أميركيا وصل أمس "تل أبيب" لمتابعة العملية، مما يدلل على أن واشنطن كان لها دور أساسي في توفير المعلومات الاستخباراتية ومشاركة جيش الاحتلال في هذه العملية، وكان المسؤول ينتظر في الرصيف المائي التي تم إنشاؤه لحظة تنفيذ العملية.

وذكرت المصادر أن شاحنة دخلت من منطقة الرصيف الأمريكي العائم ظهرت وكأنها قافلة مساعدات ترافقها سيارة مدنية تسللتا من غرب منطقة النصيرات إلى منطقة السوق المركزي وهناك بدأت المجزرة الإسرائيلية.

وأعادت القوات الأمريكية تثبيت الرصيف العائم قبالة سواحل قطاع غزة الجمعة، وذلك بعد أيام من سحبه نحو ميناء أسدود لإجراء عمليات إصلاح وتأهيل له.

وفي الـ25 من الشهر الماضي، انفصل جزء من الرصيف الأمريكي العائم، وجرفته الأمواج صوب مدينة أسدود الساحلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتواصل قوات الاحتلال ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 248 على التوالي، وسط وضع إنساني كارثي؛ نتيجة انتشار الجوع ونزوح معظم السكان.

وواصلت قوات الاحتلال قصفها العنيف الأحد، مستهدفة منازل النازحين وتجمعاتهم، موقعة عددا من الشهداء والجرحى، في حين يتواصل العدوان البري لأحياء واسعة في رفح، وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة.

ودعت ماكين إلى وقف إطلاق فوري حتى يتسنى تدفق المساعدات من البرنامج الأممي والمنظمات الأخرى إلى غزة على نطاق واسع، وفق ما صرحت به لقناة "سي بي سي" الأمريكية.

وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة، بحسب مصادر طبية، إلى 37,084 ، والإصابات إلى 84,494 ، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.