بعد ساعات من فيديو بثته كتائب القسام يحمل صورعددًا من الأسرى وهم قتلى ملقون على الأرض وعلى أجسادهم آثار القصف الذي جرى خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية على مناطق قطاع غزة، تظاهر مستوطنون في "تل أبيب" والقدس وقيساريا ومناطق أخرى بالداخل المحتل، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى وإقالة حكومة نتنياهو.
وفي تعليقها على المقطع المصور، قالت عائلات أسرى الاحتلال، إنه لن يتم إبرام صفقة تبادل دون وقف الحرب على قطاع غزة، مشددة على أن نظرية القضاء على حماس وتحرير الأسرى معاً فشلت وانهارت.
كما صرحت والد الجندي الأسير بغزة نمرود كوهين، أن"بن غفير وسموتريتش يعنيهم العودة لمستوطنات غزة ولا يعنيهم أبناءنا، حتى نتنياهو ما يعنيه بالصفقة هو بقاءه السياسي لأطول فترة ممكنة كرئيس وزراء".
مادة إعلامية تظهر المصير الأسود لكثير من أسرى الاحتلال الذين قتلهم جيشهم
وفي رده حول سؤال: كيف تؤثر رسائل القسام على الداخل الإسرائيلي؟، يقول المحلل السياسي إبراهيم المدهون، إن القسام وحركة حماس أظهرتا عبقرية إعلامية خلال الطوفان، فبالإضافة لتصوير عمليات المقاومة بحرفية مما يرفع معنويات الجبهة الداخلية وينخر بمعنويات جبهة العدو، فإن تعاملهم مع ملف الأسرى يظهر دهاء قل نظيره.
وأشار المحلل السياسي، عبر منصة "التليجرام"، إلى أن إصدارات الأسرى تأتي أيام السبت قبل ساعات من مظاهرات أهالي الأسرى والمناوئين لنتنياهو ليلة سبتهم، مما يغذي من حقد هؤلاء على حكومتهم ويلعب دوراً مهماً في تشتيت صفهم.
وأوضح، أن في هذه التسجيلات كثير من التفاصيل التي قد تمر دون اهتمام للمشاهد العربي إلا أنّها تلعب بالوعي العبري دوراً مهماً؛ هذه التفاصيل تتضمن مثلاً الاختيار الموزون لخطابات قادة العدو، ولأي قادة تحديداً، وتركيز اللوم على مجموعة صغيرة من حكومة العدو، أو انتقاد أبو عبيدة لزوجة نتنياهو بالتحديد.
فيما يقول المحلل السياسي، مهند مصطفى، إن المقاطع تؤثر بشكل كبير جدًا على المجتمع الإسرائيلي يسكب التعاطف مع الأسرى والأهالي ومن ثم يبث السخط على الحكومة الإسرائيلية .
ويضيف المحلل مصطفى، إن المقاطع التي تبثها القسام حول مصير الأسرى ورسائلها، تزيد من الفعل التراكمي، رغم أنه لم يصل إلى الدرجة التي يمكن من خلالها أن يشكل عامل يؤدي للضغط ع الحكومة الإسرائيلية لاختلاف جوهري بينهما.
وأوضح في هذه النقطة، أن هناك فئة في المجتمع الإسرائيلي لديها قواعد اجتماعية تتعاطف مع أهالي المتحتجزين لكنها لا تريد الذهاب لصفقة تبادل الأسرى خوفًا من الثمن، فهذه الصور تغير عند الطبقات الصامتة المتعاطفة مع الأسرى وتخشى من ثمن التبادل، كما وتحرك الصامتين ممن يتعاطفون دون موقف مما يزيد حالة الضغط على أصحاب القرار ويزيد من حدة الاحتجاجات.
وأرفقت كتائب القسام المشاهد في رسالتها المصورة، بعبارات مثل "هكذا يقتل نتنياهو وجيشه ومجلس الحرب مواطنيكم في الأسر"، و" إسألوا نتنياهو وحكومته عن أسمائهم سيخبرونكم فهم يعرفونهم جيدا"، و" هكذا سيعيدوهم".
وتضمنت المشاهد صور رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو والوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس والمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، وهم يتحدثون عن الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وتضمن مقطع الفيديو تصريحات سابقة لنتنياهو يقول فيها "منذ بداية الحرب نحن نعمل على إعادة الأسرى إلى البيت بدون توقف كلهم". و"عندما أقول كلهم يعني كلهم" .
في حين قال هاغاري "نحن نبذل جهدا جبارا لإعادة الأسرى"، أما هاليفي فكان يقول "علينا ملقى الواجب الأخلاقي لعمل كل شيء بكل الجهود لإعادة الأسرى إلى البيت".
وكان جيش الاحتلال قد أعلن أمس الجمعة أن قواته انتشلت جثث 3 أسرى كانوا محتجزين في قطاع غزة.
وسبق أن أعلنت كتائب القسام عدة مرات في السابق مقتل أسرى "إسرائيليين" في قطاع غزة، جراء قصف إسرائيليين وتحدثت أيضًا نقصف المستشفيات والحصار يحول دون علاج آخرين.
وأعلن الاحتلال في الأيام الماضية العثور على جثامين عدد من أسراه في غزة، ولكنه فشل بعد 232 يومًا من حرب الإبادة في الوصول إلى أي من أسراه الأحياء، في حين تسببت محاولة للوصول لأحدهم بمقتله ومقتل جنود آخرين في كمين للقسام.
وتطالب كتائب القسام بتنفيذ صفقة تبادل تتضمن وقف إطلاق النار وعودة النازحين وإعمار غزة والإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين مقابل أسرى الاحتلال.